شخصية مردخاى
معنى الاسم
اسم لعله مشتق من الاسم الأكادي "مردوخ" كبير آلهة بابل، ويظن البعض ان معنى الاسم الرجل الصغير وهناك راى اخر يقول انه:اسم بابلي معناه "ملك للإله مردوك"
وهو
من سبط بنيامين، من نسل شخص اسمه "قيس"، يظن البعض أنه "قيس" أبو شاول أول ملوك إسرائيل. ويرجح أن جده "قيس" هو الذي "سبي من أورشليم مع السبي الذي سبى مع يكنيا ملك يهوذا الذي سباه نبوخذ نصر ملك بابل" (أس 2: 5و6). وإن كان البعض يرى أن الذي سبي مع يكنيا هو مردخاي نفسه وليس جده "قيس"، ولكن هذا الفرض يعني أن مردخاي كان عمره نحو مائة وخمسين سنة في وقت أحداث سفر أستير، في السنة الثالثة من ملك أحشويروش (أي في 483 ق.م. – أس 1: 3).
شخصية موثرة
وترتبط سيرة حياة مردخاي بسيرة أستير ابنة عمه التي تبناها وقام على تربيتها، إذ كانت يتيمة الأبوين (أس 2: 7).
وعندما أصبحت أستير ملكة بزواجها من أحشويوش بعد طرده لوشتي زوجته الأولى لعدم استجابتها لدعوته لها لعرض جمالها على الرؤساء (أس 1: 10- 12و 19)، ظلت "تعمل حسب قول مردخاي كما كانت في تربيتها عنده" (أس 2: 20) مما يدل على قوة شخصيته وعرفانها أيضاً بجميله
الامانه فى العمل
وبينما "كان مردخاي جالساً في باب الملك، غضب بغثان وترش خصيا الملك، حارسا الباب، وطلبا أن يمدا أيديهما إلى الملك أحشويوش"، وعلم مردخاي بالمؤامرة "وأخبر أستير الملكة، فأخبرت أستير الملك باسم مردخاي"، فصلبهما كليهما "على خشبة، وكتب ذلك في سفر أخبار الأيام أمام الملك" (أس 2: 21- 23).
رفض الانحناء لهامان
وبدأت متاعب مردخاي، عندما "عظم الملك أحشويروش. هامان بن همداثا الأجاجي ورقاه، وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه"، وأوصى كل عبيد الملك أن يجثوا ويسجدوا لهامان. ولكن مردخاي أبى أن يفعل ذلك، لأن مردخاي يهودي لا يسجد إلا لله. فامتلأ هامان غضباً على مردخاي، "وازدرى في عينيه أن يمد يده إلى مردخاي وحده … فطلب هامان أن يهلك جميع اليهود الذين في كل مملكة أحشويروش" (أس 3: 1-6) الشاسعة التي كانت تتكون من مائه وسبع وعشرون ولاية تمتد من الهند إلى كوش (أس 1:1). ونجح هامان في استصدار مرسوم من الملك بإبادة شعب اليهود في كل مملكته.
الانكسار امام الله
وبلغ خبر ذلك مردخاي "فشق ثيابه ولبس مسحاً برماد وخرج إلى وسط المدينة، وصرخ صرخة عظيمة مرة، وجاء إلى قدام باب الملك… وفي كل كورة حيثما وصل إليها أمر الملك وسنَّته، كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب" (زس 4: 1-3). ووصل الخبر إلى أستير الملكة، فأرسلت هتاخ، أحد الخصيان، إلى مردخاي لتعلم السبب، فأخبرها مردخاي بجلية الأمر، وأوصاها أن "تدخل إلى الملك وتتضرع إليه قائلة: "إن كل عبيد الملك وشعوب بلاد الملك يعلمون أن كل رجل دخل أو امرأة إلى الملك إلى الدار الداخلية، ولم يُدعَ، فشريعته واحدة أن يقتل، إلا الذي يمد له الملك قضيب الذهب" (أس 4: 10 و11).
ولكن مردخاي كان يرى أن الأمر يستدعي المخاطرة، فأرسل يقول لها: "لا تفتكري في نفسك أنك تنجين في بيت الملك دون جميع اليهود" (4: 13). وتجلى إيمانه في الله، بالقول : "لأنك إن سكت سكوتاً في هذا الوقت، يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر، وأما أنت وبيت أبيك فتبيدون"، وأضاف قائلاً: "ومن يعلم إن كنت لوقت مثل هذا وصلت إلى الُملك" (أس 4: 14).
اكرام الله
ومرت أيام عديدة، عمل فيها هامان خشبة ارتفاعها خمسون ذراعاً، ليطلب من الملك أن يصلبوا مردخاي عليها (أس 5: 14). "وفي تلك الليلة" (أس 6: 1، انظر أيضاً أع 12: 6)، "طار نوم الملك، فأمر أن يؤتى بسفر تذكار أخبار الأيام" ليقرأ أمامه، فوجد مكتوباً فيه أمر المؤامرة التي دبرها خصيا الملك، وكشفها مردخاي وأخبرها الملك عن طريق أستير، وهكذا نجا الملك من الاغتيال. وسأل الملك: أية كرامة وعظمة عُملت لمردخاي لأجل هذا؟ فقال غلمان الملك الذين يخدمونه : "لم يعمل معه شيء".
فدعا الملك هامان الذي كان في تلك اللحظة في طريقه للملك ليطلب منه أن يصلب مردخاي على الخشبة التي أعدها له. وسأل الملك هامان: "ماذا يُعمل لرجل يُسر الملك بأن يكرمه؟"، وإذ ظن هامان أنه هو نفسه الرجل الذي يريد الملك أن يكرمه، ذكر كل ما خطر بباله من مظاهر التكريم، وإذ به يفاجأ بأمر الملك له بأن يصنع بنفسه كل ذلك "لمردخاي اليهودي الجالس في باب الملك. لا يسقط شيئ من جميع ما قلته"، وهكذا كان (أس 6: 2-11). وهكذا بدأت خطة هامان تنهار من أساسها، بل كانت النتيجة أن الخشبة التي أعدها لصلب مردخاي عليها، صُلب هو عليها بأمر الملك أحشويروش نفسه (أس 7: 10).
حكمة مرخاى
وبعد صلب هامان ، أعطى الملك أحشويروش لأستير الملكة بيت هامان عدو اليهود، وأعطى مردخاي المركز الذي كان لهامان، أي جعله وزيره الأول، والرجل الثاني في المملكة، وبادرت أستير ومردخاي إلى اتخاذ الإجراءات لدرء خطر الإبادة الذي كان يتهدد شعب اليهود. وحيث أنه لم يكن في الإمكان إلغاء مرسوم الملك السابق بإبادة اليهود، استصدرت أستير ومردخاي مرسوماً مضاداً يعطي اليهود الحق في أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن يقتلوا كل من يمد يده للإساءة إليهم. وهكذا لم يستطع أحد أن يقف قدامهم، لأن رعبهم سقط على جميع الشعب، وساعدهم في ذلك "كل الرؤساء والمرازبة والولاة وعمال الملك. لأن رعب مردخاي سقط عليهم" فأهلكوا الكثيرين من أعدائهم، كما قتلوا أبناء هامان العشرة (أس 8: 1-9 :10).
وأوجب مردخاي على كل اليهود في كل مكان أن يحتفلوا على الدوام بعيد نجاتهم في الرابع عشر والخامس عشر من شهر أذار في كل سنة، وهو عيد الفوريم