شخصية يوشيا
اسم عبري لعل معناه "الرب يشفي" أو الرب يعضد"، وهو:
يوشيا الملك: وهو السادس عشر من ملوك يهوذا بعد انقسام مملكة سليمان. وهو ابن الملك آمون من زوجة "يديدة" بنت عداية من بصقة. وقد سبق أن تنبأ بمولده رجل الله الذي أتى من يهوذا فى أيام يربعام بن نباط (1مل 13: 2.1).
وقد خلف يوشيا أباه أمون على عرش يهوذا، وهو ابن ثمان سنين، وملك إحدى وثلاثين سنة فى أورشليم، وسار فى طريق داود أبيه، لم يحد يمينا ولا شمالاً (2مل 22: 2.1 )، وذلك فى نحو 640 ق.م.
القضاء على الأوثان:
فى السنة الثامنة من ملكة، إذ كان بعد فتى، أبتدأ يطلب إله داود أبيه. وفي السنة الثانية عشرة، ابتدأ يطهر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسواري والتماثيل والمسبوكات، وهدموا أمامه مذابح البعليم وتماثيل الشمس التى عليها. . . وكسر السوارى.. ودفنها ورشها على قبور الذين ذبحوا لها. وأحرق عظام الكهنة على مذابحهم، وطهر يهوذا وأورشليم، ولم يقصر إصلاحاته على يهوذا، بل امتد بها إلى جزء كبير من إسرائيل وتمم كل ما سبق أن أنبأبه "رجل الله الذى أتى من يهوذا" (1 مل 13: 2).
ترميم الهيكل:
في السنة الثامنة عشرة من ملك يوشيا، شرع فى تطهير الهيكل وترميمه، وأوكل الاشراف على هذا العمل لشافان أبن اصليا الكاتب ومعسيا رئيس المدينة ويوآخ بن يهوآحاز المسجل. وقد أدى جميع المشرفين والعمال عملهم بكل أمانة، حتى إن الموكلين على العمل لم يحاسبوهم عن الفضة المدفوعة لأيديهم
العثور على نسخة من الشريعة: فى أثناء القيام بترميم بيت الرب، اكتشف حلقيا الكاهن العظيم سفر الشريعة فى بيت الرب، وسلم السفر لشافان الكاتب فقرأه، وجاء به شافان إلى الملك، وقرأ فيه شافان أمام الملك، فلما سمع الملك كلام الشريعة، مزق ثيابه، وأرسل عدداً من مشيرية إلى "خلدة النبية" التى قالت لهم: هكذا قال الرب إله إسرائيل : قولوا للرجل الذي أرسلكم إلى : هكذا قال الرب: هأنذا جالب شراً على هذا الموضع، وعلى سكانه، جميع اللعنات المكتوبة فى السفر... من أجل أنهم تركونى واقدوا لآلهة أخرى لكي يغيظونى بكل أعمال أيديهم، وينسكب غضبي على هذا الموضع ولا ينطفئ... وأما ملك يهوذا الذي أرسلكم.. فهكذا تقولون له:. . . من أجل أنه قد رق قلبك وتواضعت أمام الله حين سمعت كلامه... ومزقت ثيابك وبكيت امامى يقول الرب... هأنذا أضمك إلى آبائك . . . بسلام، وكل الشر الذي أجلبه على هذا الموضع وسكانه، لا ترى عيناك (2 أخ 34: 14- 38).
فجمع يوشيا الكهنة واللاويين وكل سكان أورشليم، وقرأ في آذانهم كل كلام السفر، ووقف الملك على منبره، وقطع عهداً أمام الرب للذهاب وراء الرب، ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس (2مل 8:22-3:23، 2 مل أخ 14:34-32).
ولتأييد هذا العهد، أمر يوشيا بالاحتفال بعيد الفصح فى موعده كما هو مكتوب فى سفر الشريعة فى اليوم الرابع عشر من الشهر الأول، وقدم يوشيا غنما حملاناً وجداء إلى عدد ثلاثين ألفا، وثلاثة آلاف من البقر وكذلك تبرع رؤساءه، وشووا الفصح بالنار كالمرسوم، كما علموا عيد الفطير سبعة أيام، "ولم يعمل فصح مثله فى إسرائيل من أيام صموئيل النبي" (2 أخ 35: 7.1 -13.9-18).
"والسحرة والعارفون والترافيم والاصنام وجميع الرجاسات التى رئيت فى أرض يهوذا وفى أورشليم، أبادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة المكتوب فى السفر الذى وجده حلقيا الكاهن فى بيت الرب. ولم يكن قبله ملك مثله قد رجع إلى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب كل شريعة موسى. وبعده لم يقم مثله، ولكن الرب لم يرجع عن حمو غضبه العظيم.. على يهوذا من أجل جميع الاغاظات التى إغاظه إياها منسى" (2مل 23: 21-27، 2أخ 35: 1-19).
موته:
بعد ذلك بقليل، صعد فرعون نخو ملك مصر لمحاربة ملك أشور، فمر فى طريقه إلى نهر الفرات بأرض يهوذا، فاعترض طريقه يوشيا لمقابلته، ولم يسمع لكلام نخو من فم الله، ودارت الدائرة على يوشيا، إذا أصابه سهم، جرحه جرحاً خطيراً، فاركبه عبيده وجاءوا به إلى أورشليم ودفنوه فى قبره. وأخذ شعب الأرض يهوآحازبن يوشيا، ومسحوه ملكاً عوضاً عن أبيه. وقد ناح عليه كل يهوذا وأورشليم، ورثاه إرميا النبي. وكان جميع المغنين والمغنيات يندبون يوشيا فى مراثيهم، وجعلوها فريضة على إسرائيل . ويذكر كل من النبيين إرميا وصفنيا "يوشيا" فى نبواتهما (2مل 23: 30.29 )