(25) شخصية دبورة
بعد موت يشوع بدأ عصر القضاة فى اسرائيل واستمر حوالي 330 سنة من 1425 حتى 1095 ق.م فإذ تكرر شر إسرائيل باعهم الرب للتأديب بواسطة "سيسرا" قائد جيش يابين ملك كنعان وبقي إسرائيل في ضيق شديد لمدة عشرين عامًا. وفي كل عصر يبرز الرب دور النساء الإيجابي حتى لا يعشن في حياة سلبية بل يقمن بدورهن وسط الجماعة لذلك اقام الرب دبورة القاضية لتخلص إسرائيل.
معنى الاسم: عبري معناه "نحلة أو دبور" وهى
دبورة النبية: وكانت دبورة نبية وقاضية لإسرائيل، وكانت زوجة لفيدوت، وكانت تجلس تحت "نخلة دبورة بين الرامة وبيت إيل في جبل إفرايم. وكان بنو إسرائيل يصعدون إليها للقضاء" (قض 4: 5). قضت دبورة 40 سنة لاسرائيل .
دبورة القاضية
وكما حدث مع سائر القضاة، كانت دبورة تقود أمتها في وقت الأزمات، وكان العدو في تلك المرة هو "يابين" ملك حاصور وقائد جيشه "سيسرا". فدعت دبورة باراق بن أبينوعم من قادش نفتالي، وسلمته الرسالة الإلهية لمقابلة سيسرا عند نهر قيشون. فألح باراق على دبورة لكي تذهب معه، فلبت الدعوة، ولكنها قالت له إن "الرب يبيع سييسرا بيد امرأة" توبيخاً لرجال إسرائيل على تقاعسهم.
امرأة حابر القينى تقتل سيسرا
"وصعد (باراق) ومعه عشرة آلاف رجل (من زبولون ونفتالي) وصعدت دبورة معه. ونشبت المعركة بين باراق وسيسرا عند نهر قيشون، فانهزم سيسرا وسقط كل جيش سيسرا بحد السيف. لم يبق ولا واحد" (قض 4: 16). "وتبع باراق المركبات والجيش إلى حروشة الأمم ... وأما سيسرا فهرب على رجليه إلى خيمة ياعيل امرأة حابر القيني" (قض 16و17) بالقرب من قادش. فخرجت المرأة الشجاعة "ياعيل" لاستقبال سيسرا، "فمال إليها إلى الخيمة وغطته باللحاف"، ولما طلب منها ماء ليشرب، أعطته لبناً عوضاً عن الماء، ولما استغرق في النوم " أخذت ياعيل امرأة حابر وتد الخيمة وجعلت الميتدة في يدها وضربت الوتد في صدغه ... وهو متثقل في النوم ومتعب فمات".
ترنيمة دبورة
بعد النصرة ترنمت دبورة ترنيمتها المشهورة (قض 5 :5 ) وهي ترنيمة النصرة والشكر لله وهذه الترنيمة من أقدم الكتابات الأدبية العبرية فهي ترجع إلى القرن 13 قبل الميلاد ورنمت دبورة تسبيحة جميلة أعلنت فيها مجد الرب فالتسبيح ينبع من قلب ممتلئ من الفرح الالهى وهو يهدم حصون الشر التى يقيها الشيطان حول النفس... سبحت دبورة " انا انا للرب اترنم.. السموات ايضا قطرت .. تزلزلت الجبال من وجه الرب ( قض 5: 3 )
1ـ فى ترنيمتها نادت:
شعبها لليقظة الروحية وترك الرفاهية التى تتمثل فى المأكل الدسمة والملابس الفاخرة والمساكن المزينة مع إهمال الرحمة للفقراء وقال " ايها الراكبون الاتن الصحر الجالسون على طنافس والسالكون فى الطريق سبحو )قض 5 : 1)
2ـ فى ترنيمتهاا حزنت:
لتعديات شعبها وقالت وعابرو السبيل ساروا في مسالك معوجة خذل الحكام في إسرائيل اختار الهه حديثة (قض 5 : 6 )
3ـ فى ترينمتها شجعت
باراق لنصرة شعبه وقالت " قم ياباراق واسب سبيك ياابن ابينوعم ( قض 5 : 12)
4ـ فى ترينمتها كشفت
سر ضعف سبط رأوبين فقالت "على مساقى رأوبين أقضية قلب عظيمة .. لماذا اقمت بين الحظائر لسمع الصفير للقطعان لدى مساقى رأوبين مباحث قلب عظيمة ... فالآقضية والمشاكل والانقسمات والصفير للقطعان فى الحظائر ومحبة العالم وعدم نقاوة العينين والقلب اضعفت هذا السبط بل وهى تضعف اى مؤمن وتحزن روح الله القدوس فى داخله..فى تسبيحتها اظهرت سر ضعف سبط زبولون ايضا فقالت " زبولون شعب اهان نفسه الى الموت "اهان نفسه بالخطية ".
5ـ فى ترينمتها اعلنت
ايمانها فهى فى البداءة قالت لباراق( لان الرب يبيع سيسرا بيد امرأة ) ثم بينت فى تسبيحتها كيف كان ذلك, ففى الحرب,هرب سيسرا الجبار امام باراق الى خيمة ياعيل امرأة حابر القينى الذى كان يقطن فى فلسطين .. استقبلت ياعيل, سيسرا وقالت دبورة فى تسبيحتها " طلب ماء فأعطيته لبنا فى قصعة العظماء قدمت زبدا مدت يدها الى الوتد ويمينها الى مضراب العملة ( قض 5 : 25 (انتصر باراق على سيسرا اشارة لنصرة الانسان المؤمن على قوات الظلمة فى جهاده الروحى.
صفات دبورة :ـ
1ـ حكيمة: وهذا واضح من خلال قدرتها كقاضية والفصل في المشاكل والخصومات التي احتار فيها بنو إسرائيل وبالطبع لا يمكن أن يذهب إليها الرجال المتخاصمون إلا إذا كانوا واثقين أن حكمتها تفوق حكمة جميع الرجال الموجودين في جيلها .
2ـ ذو شخصية قوية ومهابة : فالأحكام التي كانت تصدرها كقاضية كانت موضع التنفيذ ، كما أن باراق لم يستطع أن يحارب سيسرا إلا إذا ذهبت معه دبورة فهي القوة التي تشجعه وتحركه .
3ـ امرأة ترعى زوجها وأم حنون: فهيّ لم تهمل زوجها والدليل على هذا هو شهرة زوجها بين بنو إسرائيل ، فعندما عرفها الكتاب المقدس قال عنها دبورة زوجة لفيدوت (قض4 :4 ) الكتاب لم يوضح لنا إذا كان لديها أولاد أم لا ولكن امومتها كانت تشمل البلاد بأكملها فهي كانت أم لكل بنو إسرائيل (قض 7:5)
4ـ امرأة تقية تحب الله : قربها من الله ومحبتها لله في وقت كان الظلام مسيطر على الشعب والخطية كانت تملأه (قضاة 4 :1 ) جعلها ترى ما لا يستطيع أن يراه أحد فقربها من الله جعلها شفافة واختارها الله نبية له .
5ـ شجاعة : لم تخف دبورة أن تذهب للحرب مع باراق وان تصبح في ميدان المعركة وإن كانت لم تقود الحرب ولكهنا كانت هي الدافعة للجيش إلى القتال .
اعداد القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى