شخصية رحبعام ابن سليمان

شخصية رحبعام
المُساير الحكماء يصير حكيمًا، ورفيق الجهال يُضر ( أم 13: 20 )
معنى الاسم

اسم عبرى معناه " الشعب يتسع او يتزايد "

من هو
وهو اسم ابن سليمان وخليفته على العرش، وقد ولد لسليمان قبل توليه عرش داود أبيه. وكان رحبعام آخر ملك يجلس على عرش إسرائيل المتحدة وأول ملك يجلس على عرش يهوذا بعد انقسام المملكة. وكانت أمة نعمة العمونية وقد وردت قصة حكمة فى ( 1 مل 12 : 1 )

رحبعام يملك على اسرائيل:
كان عمر رحبعام حين ملك 41 سنة ( 1 مل 14 : 21 ، 2 أخ 12 : 13 ) وقد اعتلى العرش فى أورشليم بعد موت أبيه مباشرة بدون اي مقاومة – على ما يبدو – ولكن الشعب فى القسم الشمالى من المملكة لم يكن راضيا، وطلب إجراء حوار مع الملك الجديد فى اجتماع شعبى يعقد فى شكيم ، المدينة الرئيسية فى شمالى إسرائيل. وكانت لهم شروطاً معينة حتى يقبلوه ملكاً عليهم. قالوا له: " إن أباك- الملك سليمان- قسى نيرنا وأما أنت فخفف الآن من عبودية أبيك القاسية...." (1مل 12: 4). لقد فرض الملك سليمان ضرائب كثيرة على الشعب، وكذلك سخر الكثير منهم في مشروعاته المعمارية الكثيرة. وجاء الشعب- بعد موت سليمان- إلى رحبعام طالبين تخفيف النير حتى يخدموه.

رحبعام يسمع لمشورة الاحداث
وبعد استشارة الشيوخ واستشارة الأحداث الذين نشأوا معه، ترك مشورة الشيوخ الحكيمة وتمسك بمشورة الأحداث وقال للشعب: "والآن أبى حملكم نيراً ثقيلاً وأنا أزيد على نيركم. أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب" (1مل12: 11).
لقد أساء رحبعام فهم الشعب ، كما أساء أدراك حدود قدرته. كان الشعب علي استعداد للتمرد تحت قيادة يربعام بن نباط، الذى كان قائد أكثر حنكة ودهاء ، وهكذا أضاع العنف الفرصة التى كان يمكن ان ينتصر فيها اللطف واللين .
قوبل تهديد الملك ، بهتاف الشعب : " أى قسم لنا فى داود ، ولا نصيب لنا فى ابن يسى ، إلى خيامك يااسرائيل . الآن انظر إلى بيتك يا داود " ( 1 مل 12 : 16 ) . وهكذا خلع العشرة الأسباط رحبعام عن العرش ، واختاروا لأنفسهم بطلهم والمتحدث باسمهم يربعام – ليكون ملكا عليهم .
فقام رحبعام – الذى وثق بقدرته على تنفيذ وعيده ( 1 مل 12 : 14 ) بارسال " أدورام " المسئول عن التسخير فزاد ذلك من ثورة الشعب فرجمت الجماهير الغاضبة " أدورام " رسول رحبعام حتى الموت ، فأدرك رحبعام – للمرة الأولى – خطورة الموقف فهرب فى خزى ، إلى أورشليم ليصبح ملكا على سبطى يهوذا وبنامين فقط .
لقد كان خطأ رحبعام هو الاستبداد والطغيان، لقد اعتمد كثيراً على امتياز لم يكتسبه عن طريق خدمة الشعب وعلي قوة موروثة لم يشا أن يحسن استخدامها .

شمعيا يمنع الحرب الأهلية :
قام رحبعام بعد رجوعه إلى أورشليم مباشرة – بجمع جيش كبير مكون من 180 الف رجل للقيام بحرب ضد إسرائيل ، ولكن شمعيا النبى قام بمنع الحملة – على أساس أنه لا يجب القيام بحرب إخوتهم وأن هذا الانقسام كان من عند الله . ومع ذلك نلاحظ أنه " كانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الايام " ( 1 مل 14 : 30 ، 2 أخ 12 : 15 ) .

اعمال رحبعام
انشغل رحبعام بعد ذلك بتحصين البلاد التى ظلت تحت يده فقام بتحصين عدد من المدن ( 2 أخ 11 : 5 – 12 ) وكتنت تلك المدن على الطريق إلى مصر او على التلال الغريبة لجنوبي يهوذا . وكان الهدف أساسا من هذه التحصينات هو رد هجمات مصر. ومع هذا، أهمل الحياة الروحية للشعب، وترك العبادات الوثنية المستحدثة من أيام أبيه، ولم يلقى بالاً للفجور الذي كان منتشراً بين الشعب (1مل 14: 22- 24)
ويسجل لنا سفر اخبار الأيام الثانى قصة ازدهار رحبعام ، الذى عاش حياة ثراء ، وكرر ما فعله أبوه فتزوج العديد من النساء اذ كانت له ثمانى عشرة إمراة وستون سرية ( 2 أخ 11 : 21 ) وكانت معكة أحب نسائه إليه حتى أختار ابنها " أبيا " رأساً وقائداً بين إخوته لكى يخلفه على العرش ( 2 أخ 11 : 22 ) .

شيشق ملك مصر يغزو اسرائيل
أغرى ضعف المملكة المنقسمة، شيشق ملك مصر بغزو إسرائيل ويهوذا. كان هذا في السنة الخامسة من مُلك رحبعام. وشيشق هذا، كان قد رحب بيربعام بن نباط، عندما هرب من وجه الملك سليمان إلى مصر (1مل11: 40). وغزوة شيشق مذكورة باختصار في الكتاب المقدس، انظر (1مل14: 25- 31، 2أخ12: 5- 11) ولكن النقوش الموجودة في معبد آمون في الكرنك بمصر تقدم صورة تفصيلية لهذا الغزو وكذلك لغزوه المملكة الشمالية.
تذكر هذه النقوش أنه استولى على (85) قرية ومدينة في جنوب يهوذا، وكذلك الكثير من المدن الشمالية في إسرائيل. لقد كان شيشق ملكاً قويا، استخدمه الله لعقاب مملكة يهوذا، التي ارتدت عنه وعبدت آلهة أخرى. وكان لشيشق (1200) مركبة حربية، (60000) من الفرسان، (400000)من المشاة.

موت رحبعام :
مات رحبعام وله من العمر ثمان وخمسون سنة بعد ان ملك سبع عشرة سنة ، وخلفه ابنه " أبيا " على العرش . ودفن رحبعام فى أورشليم مع آبائه ( 1 مل 14 : 31 ، 2 أخ 12 : 16 ) . وقد ورد رحبعام فى سلسلة نسب الرب يسوع ( مت 1 : 7 ) ويا للأسف، قال الكتاب عنه:"وعمل الشر لأنه لم يهيئ قلبه لطلب الرب" (2أخ12: 14).
ويقول يوسيفوس : " إن رحبعام كان أحمق متغطرسا احتقر عبادة الله فقلده الشعب فى أفعاله الشريرة "

اعداد القس / هانى كرم عطية