شخصية ابشالوم
معنى الاسم : " أبي سلام " او ابو السلام.
من هو
وهو الابن الثالث لداود من معكة بنت تلماي ملك جشـــــــور (التى فى ارام). وكان ابشالوم محبوباً جداً عند أبيه وعند الشعب ، فتصرفاته اللبقة وجمالة الشخصي ودهاؤه الشديد مع ولعه الواضح بالأبهة والمظاهر الملكية ، كل هذا أسر قلوب الشعب منذ البداية . فكان يعيش عيشة مترفة وله مركبة فاخرة وخمسون رجلاً يجرون أمامه ، وقد أتى كل ذلك بالأثر المنشود في قلوب أشراف المدينة الملكية ( 2 صم 15 : 1 - 12 ) .
ابشالوم يقتل امنون ويهرب
عندما أذل أمنون - أخوه لأبيه - أخته ثامار وأغمض داود عينيه عن هذه الجريمة الشنيعة ، وأهمل توقيع القصاص المناسب ، اغتاظ أبشالوم بحق ، واختزن أبشالوم غضبه في نفسه ، وبعد مرور سنتين رسم أبشالوم خطة للإيقاع بأمنون ليثأر لاختــه . فعمل وليمة عظيمة لأبناء الملك في بعل حاصور ، وجاء أمنون بين من جاءوا ، وهناك لقى أمنون حتفه على أيدي عبيد أبشالوم ( 2 صم 13 : 1 - 29 ) ، وليتجنب أبيه هرب إلى بلاط جده لأمه في جشور حيث مكث ثلاث سنوات إلى أن تعزى داود ولان قلبه .
رجوع ابشالوم الى اورشليم وانقلابه على ابوه
في نهاية السنوات الثلاث التى قضاها فى جشور أتى يوآب بأمر الملك بأبشالوم إلى أورشليم ولكنه مكث سنتين لم ير فيهما وجه الملك. وعندما عاد أبشالوم إلى بيت أبيه ، لم يضع أي فرصة لاستعادة مركزه المفقود ، وليخلف أباه في الملك ، فجرفه التيار حتى نسي مركزه كابن ، وتصرف بدهاء وبخاصة مع كل صاحب دعوى صادقة أو كاذبة ، وكان هدفه واضحاً وهو استمالة قلوب أكبر عدد من الشعب ، بعيداً عن أبيه ، فلا يعود له القدرة على اختيار خليفته ، لأنه كان من المؤكد أن يؤيد رجال البلاط - بتأثير بثشبع - استخلاف سليمان على العرش. وبذلك التملق وتلك المداهنة " استرق أبشالوم قلوب رجـــال إسرائيل " ( 15 : 6 ) . فقد سمح له الملك بزيارة حبرون العاصمة القديمة ، مدعياً أنه ذاهب ليوفي نذراً قطعه على نفسه عندما كان في جشور ، إن عاد إلى أورشليم سالماً ، فانطلق إلى أورشليم ومعه مئتا رجل . وقبل العيد أرسل جواسيس إلى جميع أسباط إسرائيل لإثارة السخط ، واجتمع الشعب تحت لواء أبشالوم في حبرون . وفد استجابت أعداد كبيرة للنداء ، وكان من بينهم أخيتوفل أحد مشيري داود وأكثرهم دهاء ( 15 : 7 ) .
داود يهرب من امام ابشالوم
سرعان ما وصلت أخبار المؤامرة في حبرون إلى داود فخاف وأسرع بمغادرة أورشليم وهرب في حماية حرسه الخاص الموالي له إلى جلعاد في شرق الأردن . واستقبل استقبالاً طيباً في محنايم التي مكث فيها إلى أن مات ابنه المتمرد . وأراد صادوق وأبياثار الكاهنان أن يرافقا داود في محنته ، وأخذا تابوت عهد الله من أورشليم ( 15 : 24 ) ، ولكن داود أمر الكهنة واللاويين بإعادة التابوت إلى مكانه وأن يظلوا في حراسته . وكانت هذه خطة حكيمة ، " لأن وجود رئيسي الكهنة في أورشليم ساعد داود على متابعة الأخبار بواسطة ابنيهما وبعض النســوة " ( 17 : 17 - 20 ) ، كما أعاد داود حوشاي الأركي إلى أورشليم ، فأظهر ولاء كاذباً لأبشالوم الذي كان قد دخل أورشليم واستولى على الحكم ( 15 : 32 - 37 ) . وقد قام حوشاي والكهنة وبعض الأشخاص القلائل بدورهم خير قيام ، فأبطلا مشورة أخيتوفل الذي أراد أن يفاجئ داود وهو متعب ومرتخي اليدين ( 17 : 1 - 14 ) كما ظل الجواسيس على اتصال مستمر بداود لاطلاعه على خطط أبشالوم ( 17 : 15 - 21 ) وكان تواني أبشالوم هو السبب في القضاء عليه ، فلو أنه نفذ مشورة أخيتوفل لكانت في ذلك هزيمة جيش أبيه من البداية .
ابشالوم ينهزم امام جيش داود
عندما وصلت أخيراً قوات أبشالوم بقيادة عماسا إلى جلعاد ، كانت الفرصة قد أتيحت لداود لتنظيم جيشه ، فقسمه إلى ثلاثة أقسام تحت قيادة قواد محنكين هو يوآب وابيشاي وإتاي ( 18 : 21 ) ونشبت معركة كبيرة في وعر أفرايم ، وقضي فيها على القوات المتمردة وقتل ما لا يقل عن عشرين ألفاً ، كما زاد الذين أكلهم الوعر من جيش أبشالوم عن الذين أكلهم السيف في ذلك اليوم ( 18 : 7 و 8 ) ، وكان من بين أولئك أبشالوم نفسه إذ كان راكباً على بغل فدخل تحت أغصان البطمة العظيمة الملتفة ، " فعلق بين السماء والأرض والبغل الذي تحته مر " ( 18 : 9 ) ، فرآه رجل على هذه الصورة فجرى وأخبر يوآب ، الذي لم يتردد لحظة - رغم كل توصيات داود - بل أخذ ثلاثة سهام بيده وأنشبها في قلب أبشالوم ، وأحاط به عشرة غلمان من رجال يوآب وضربوا أبشالوم وأماتوه ( 18 : 15 ) ثم طرحوه في الجب العظيم بالقرب من المكان الذي قتل فيه وأقاموا عليه رجمة عظيمة جداً من الحجارة ( 18 : 17 ) حسب العادة المألوفة في تحقير المتمردين وكبار المجرمين .
موت ابشالوم
كان موت أبشالوم مصدر حزن عميق لأبيه الشيخ المحب الذي نسي وقار الملك وهو يبكي ابنه بعواطفه الأبوية . وكانت مرثاته لابنه عند باب محنايم مرثاة بليغة - رغــــم إيجازها - تعبر في لغة رقيقة عن مشاعر الآباء من نحو أولادهم في كل الأجيــــال ( 2 صم 18 : 33 )
ولا نعرف سوى القليل عن حياة أبشالوم العائلية ، ولكننا نقرأ في ( 2 صم 14 : 27 ) إنه ولد له ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار ، ونفهم من ( 2 صم 18 : 18 ) أن أبناءه قد ماتوا صغاراً قبل ذلك .
نقاط الضعف في حياة أبشالوم:
1ـ أنتقم لإغتصاب أخته ثامار بقتل أخيه غير الشقيق أمنون . ابشالوم لم يعط لابية اعتبارا
فانتقم من اخية امنون الذي فعل الدنس مع اختة ثامار كان علي ابشالوم ان يترك لابية الملك الامر ليحسمة فازداد قلبة قساوة وتجبرا وبعدا عن الرب
2ـ تآمر ضد أبيه ليغتصب منه العرش. اذ كسر الوصية الخامسة[اكرم اباك وامك] وجمع حولة الالوف واهاج حربا ضد ابية .
3ـ إستمع على الدوام للمشورة الخاطئة.
4ـ ابشالوم تكبر بسبب جمالة الجسدي. "رجل جميل وممدوح جدا[اي من الناس] ..من باطن قدمة حتي هامتة لم يكن فية عيب"
دروس من حياته.
كثيراً ما تتكرر خطايا الوالدين في أولادهم بصورة أقوى.
الرجل الذكي يتلقى الكثير من النصائح، أما الرجل الحكيم فيزن النصائح التي يتلقاها.
العمل ضد خطط الله، لابد أن يفضل عاجلاً أم آجلاً
اعداد القس / هانى كرم عطية