(2) شخصية حواء
أول امرأة على وجه الأرض فهى الزوجة الأولى والأم الأولى كما هو معروف عنها أنها "أم جميع الأحياء وقد خلقها اللـه لآدم لتكون "معيناً نظيره" (تك 18:2-22).
معنى اسم حواء
لقد أعطاها رجلها اسمين: الأول هو "امرأة " وهي مؤنث "إمرء" ( أي رجل) "لأنها من أمرء أخذت" (تك 23:2)، وهذا تحديد لعلاقتها بالرجل تلك العلاقة التي خلقت لتحقيقها ولتكون رفيقاً للرجل الذي لم يجد هذه الرفقة في كل الحيوانات حوله وتتمثل هذه الرفقة في علاقة حميمة مقدسة بين الرجل والمراة والاسم الثانى هو "حواء" وهو اسم عبري معناه "حياة". (تك3: 20). وقد دعاها آدم بهذا الاسم بعد السقوط ونتائجه مشيراً إلى دورها في تاريخ البشرية الذي كانت هي بدايته اى انها ام كل حى (تك 16:3 ـ 20).
علاقة حواء بادم :
نجد التمييز بين الذكر والأنثى - الذي يشترك فيه الجنس البشري مع الحيوانات - في القصة الأولى الشاملة عن الخلق (تك 27:1)، ثم نجد صورة مفصلة لخلق الإنسان في الاصحاح الثاني من سفر التكوين، وقد يكون هذه القصة الثانية هدف مختلف ولكنه لا يتعارض مع القصة الأولى بل ويؤيدها ويكملها. إنها تهدف إلى إعطاء المعاني الروحية الكامنة في كيان الإنسان وهنا تلعب العلاقة الجنسية دوراً أساسياً. فالمرأة اشتقت من الرجل وهي المعينة وليست البادئة ولكنها مساوية للرجل وتسد كل أعواز الرجل الاجتماعية والعاطفية إنه المفهوم الأساسي للرفقة و الزواج، ولكي يظهر القيم الروحية بأكثر وضوح، يرسم لنا صورة الاثنين قبل إدراكهما لمعاني الجنس، فقد "كانا كلاهما عريانين آدم وامرأته هما لا يخجلان" (تك 25:2) وهكذا يصورهما في كامل الطهارة كرفيقين لكل منهما سماته وميوله، ولكنهما يتجاوبان أحدهما مع الآخر، فهي "معين نظيره يتجاوب معه ويكمله".
حواء سريعة التأثر بالظروف :
حيث أن طبيعتها كانت تجعل منها المتأثر وليس المؤثر لذلك كانت أسرع من الرجل في الاستجابة للاقتراح الذي قدمته لها الحية، وتنفيذه فوراً إذ وجدت لديها الرغبة القوية في تناول الثمرة بينما كان آدم يقف موقف اللامبالاة فقد كانت المغامرة بالنسبة لها شديدة الإغراء أما بالنسبة له فكانت أشبه بمغامرة يائسة فيها يفصل نفسه عن إرادة اللـه كيما يلتصق لها. وكل هذا يتفق تماماً مع طبيعة المرأة وطبيعة الرجل المتميزتين لذلك كان جزءاً من عقابها أن تكون هي الطرف الذي يخضع للطرف الآخر (تك 16:3)، وكأنه هو الذي يعطي لحياتها قيمتها وفي الوقت نفسه وضعت العداوة المؤبدة بين نسلها وبين الحية، فلا تنتهي هذه العداوة حتى يسحق نسل المرأة رأس الحية (تك 15:3). وبعد طردهما من الجنة، ولدت حواء لآدم وهابيل وشيث وبنين وبنات (تك 1:4و2و25و26، 4:5).
المراة فى العهد القديم
1ـ المرأة مخلوق على صورة الله ومثاله :-
” فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وانثى خلقهم ” (تك 1 : 27) ، (تك 5 : 1 ، 2) ، (مت 19 : 4)
2ـ المرأة فكرة الله وخلقته :-
وقال الرب الاله ليس جيدا أن يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره ” (تك 2 : 18)
3ـ خلق الله المرأة من جنب آدم:-
” فأوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه وملأ مكانها لحما ، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم إمراة وأحضرها إلى ادم .. فقال ادم هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت ، لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا ” (تك 2 : 21 -24)
4ـ المرأة مساوية للرجل فى الميراث :-
فتقدمت بنات صلفحاد بن حافر بن جلعاد بن ماكير بن منسى من عشائر منسى بن يوسف وهذه اسماء بناته محلة ونوعة وحجلة وملكة وترصة ووقفن امام موسى والعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع قائلات أبونا مات في البرية ولم يكن في القوم الذين اجتمعوا على الرب في جماعة قورح بل بخطيته مات ولم يكن له بنون ، لماذا يحذف اسم ابينا من بين عشيرته لانه ليس له ابن اعطنا ملكا بين اخوة ابينا فقدم موسى دعواهن امام الرب فكلم الرب موسى قائلا : بحق تكلمت بنات صلفحاد فتعطيهن ملك نصيب بين اخوة ابيهن وتنقل نصيب ابيهن اليهن وتكلم بني اسرائيل قائلا ايما رجل مات و ليس له ابن تنقلون ملكه الى ابنته ” (عدد 27 : 1 –
المراة في العهد الجديد:
تذكر حواء مرتين في العهد الجديد في رسائل الرسول بولس، حيث يقول: "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي (1تي 11:2-14)، وكأنه يقول إن المرء عندما أمسكت بزمام الأمور في يديها سقطت في الخطية وجّرت آدم وراءها، وهذا سقط كل الجنس البشري.
ويقول أيضاً: "لكني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2كو 3:11)، فهو يريد أن يقول إن السقوط يمكن أن يحدث بسهولة ولكن نتائجه مرة وخطيرة
اعداد القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى