شخصية يهوشافاط
معنى الاسم: اسم عبري معناه "يهوه قضى" أو "الرب حكم.
وهو الملك الرابع على مملكة يهوذا بعد انقسام مملكة سليمان. وهو ابن الملك آسا من زوجته " عزوية ". وقد تولى يهوشافاط المُلك وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وملك خمسا وعشرين سنة ( مــن نحـــو 873 - 848 ق.م. ( 1 مل 22 : 1 - 42 ) ونجد تاريخه مسجلاً أيضا فى الأحداث المذكورة فى 1 مل 15 : 24 ، 2 مل 8 : 16 ، 2 أخ 17 : 1 - 21 : 3 ) . وكان معاصراً لأخآب وأخزيا ويهورام ملوك إسرائيل.
يهوشافاط يعد جيش قوى
قام الملك يهوشافاط بتحصين نفسه ضد إسرائيل ، بأن وضع جيشاً في جميع مدن يهوذا الحصينة ، وفي مدن أفرايم التى زخذها آسا أبــوه ( 2 أخ 17 : 1 و 2 ) ، ولكن سرعان ما حل الوفاق بين الملكين العبرانيين ، ربما لإدراكهما الخصر المشترك الذي يهددهما من الأراميين ، وهكذا تحالفا ، وأخذ يهوشافاط عثليا ابنة أخآب وإيزابل زوجته ، زوجة لابنه يهورام.
يهوشافاط يزيل المرتفعات
أظهر يهوشافاط غيرة قوية فى الحفاظ على وصايا الرب ، فحاول – إلى حد ما – إزالة المرتفعات والسواري من يهوذا ( 2 أخ 17 : 60 ) ، ولكن يبدو أنه لم ينجح تماماً في ذلك ( 1 مل 22: 43 ، 2 أخ 20 : 33 ) .
وفي السنة الثالثة من ملكه ، أرسل بعض رؤسائه مع الكهنة واللاويين ، ليعملوا الشعب فى مدن يهوذا ، شريعة الرب ، " فجالوا في جميع مدن يهوذا ، وعلموا الشعــب " ( 2 أخ 17 : 7 - 9 ) .
وكانت هيبة الرب على جميع ممالك الأراضى التى حول يهوذا ، فلم يحاربوا يهوشافاط . وأتى بعض الفلسطينيين إلى يهوشافاط بهدايا وحمل فضة . والعربان أيضاً أتوا بغنم من الكباش سبعة آلاف ، وسبع مئة ، ومن التيوس سبعة ألاتف وسبع مئة ( 2 أخ 17 : 10 و 11 ) .
يهوشافاط يصاهر اخاب ويتحالف معه
" وكان ليهوشافاط غنى وكرامة بكثرة . وصاهر أخآب " . وذهب بعد سنين إلى أخآب ، إلى السامرة ، فأغواه أخآب للصعود معه إلى راموت جلعاد لاستردادها من الأراميين . فطلب يهوشافاط أن يسأل عن كلام الرب . وبعد تردد أرسل أخآب لاستدعاء النبى " ميخا بن يملة "،الذي أبنأهما بالهزيمة في الحرب، وأن أخاب لن يرجع منها بسلام . ورغم أن أخآب ذهب إلى الحرب متنكراً ، إلا أنه قُتل فى الحرب ، ونجا يهوشافاط بصعوبة ( 2 أخ 18 : 1 - 34 ) .
ورجع يهوشافاط إلى بيته في أورشليم بسلام ، فقابله ياهو بن حناني الرائي ، وقال له : " أتساعد الشرير ، وتحب مبغضي الرب . فلذلك الغضب عليك من قبل الرب . غير أنه وجد فيك أمور صالحة ، لأنك نزعت السواري من الأرض ، وهيأت قلبك لطلب الله " ( 2 أخ 19 : 1 - 3 ).
وأقام يهوشافاط في أورشليم ، ثم رجع وخرج بين الشعب من بئر سبع إلى جبل أفرايم وردهم إلى الرب إله آبائهم .
يهوشافاط يعمل اصلاحات اخرى فى المملكة
حاول يهوشافاط أن يصلح أمور القضاء ، فأقام قضاة في كل مدن يهوذا المحصنة ، وأوصاهم أن يراعوا الله في قضائهم ، " لأنه ليس عند الرب إلهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء " . كما أقام في أورشليم ما يشبه المحكمة العليا من الكهنة واللاويين ورؤوس آباء إسرائيل ، برئاسة أمريا الكاهن الرأس ( 2 أخ 19 : 5 - 11 ) .
التجارة : ثم وجَّه التفاته إلى التجارة الخارجية ، فبني في عصيون جابر بالاتفاق مع أخزيا ملك إسرائيل ، سفنا تسير إلى ترشيش ، ولكن " تنبأ " أليعزر بن دوداهو من مريشة ، قائلا ليهوشافاط : " لأنك اتحدث مع أخزيا ، قد اقتحم الرب أعمالك . فتكسرت السفن ولم تستطع السير إلى ترشيش " ( 2 أخ 20 : 35 و 37 ، 1 مل 22 : 49 ) .
بعد موت أخزيا ملك إسرائيل ، استطاع خليفته يهورام أن يقنع يهوشافاط بالاشتراك معه في الحملة ضد موآب ، وقد نجت جيوشهما المتحالفا من الهلاك عطشاً في البرية بمعجزة حسب قول أليشع النبي ، وأحرزوا نصراً مؤزراً على الموابيين (2 مل 3 : 4 - 27) .
يهوشافاط يطلب الرب وقت حروبه
بعد ذلك أتي بنو موأب وبنو عمون والأدوميون لمحاربة يهوشافاط ، فجعل يهوشافاط وجهه ليطلب الرب ، ونادي بصوم في كل يهوذا ، ووقف فى بيت الرب وصلى قائـــلا : " يارب إله آبائنا.... أما تقضي عليهم ، لأنه ليس فينا قوة أمام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا ، ونحن لا نعلم ماذا نعمل ، ولكن نحوك أعيننا " . وبعد أن انتهى من الصلاة ، كان روح الرب على يحزئيل بن زكريا اللاوي من بني آساف ، فقال : " اصغوا يا جميع يهوذا وسكان أورشليم ، وأيها الملك يهوشافاط ، هكذا قال الرب لكم : لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير لأن الحرب ليست لكم بل لله . غداً انزلوا عليهم ... ليس عليهم ... ليس عليكم أن تحاربوا فى هذه . قفوا ، اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم يا يهوذا وأورشليم . لا تخافوا ولا ترتاعوا . غداً اخرجوا للقائهم والرب معكم " . فخر يهوشافاط لوجهه على الأرض ، ولكل يهوذا وأورشليم سقطوا أمام الرب سجوداً للرب ... ولما ابتدءوا في الغناء والتسبيح ، جعل الرب أكمنة على بني عمون وموآب وجبل سعير الآتين على يهوذا فانكسروا " وقاتل بعضهم بعضاً . فلما تطلع يهوذا نحوهم ، " إذا هم جثث ساقطة على الأرض ، ولم ينفلت أحد " . وجمع يهوشافاط وشعبه غنائم كثيرة ، ظلوا من كثرتها ثلاثة أيام ، ينهبونها . وفي اليوم الرابع " اجتمعوا فى وادى بركة ، لأنهم هناك باركوا الرب " . ثم رجعوا إلى أورشليم وكانت هيبة الرب على كل ممالك الأراضى حين سمعوا أن الرب حارب أعداء إسرائيل . واستراحت مملكة يهوشافاط ، وأراحه إلهه من كل جهة " ( 2 أخ 20 : 1 - 30 ) .
موت يهوشافاط
وفي سنواته الخمس الأخيرة ، أشرك ابنه يهورام معه في الحكم . ( 2 مل 8 : 16 ) .
وقد ورد اسم يهوشافاط في سلسلة نسب الرب يسوع المسيح ( مت 1 : 8 ) .
واضطجع يهوشافاط مع آبائه ، وهو في الستين من العمر ، ودفن في مدينة داود ، وملك يهورام ابنه عوضاً عنه ( 1 مل 22 : 50 ، 2 أخ 21 : 1 ).
يلخص الكتاب المقدس ذلك بالقول: " يهوشافاط الذي طلب الرب بكل قلبه "( 2 أخ 22 : 9)