شخصية استير
كانت أستير فتاة يهودية يتيمة ، لكنها أصبحت فيما بعد زوجة للملك أحشويرش الذي يعتبر من بعض الوجوه أعظم ملوك فارس . وقد تربت أستير في مدينة شوشن على يد ابن عمها مردخاي ، الذي كان يشغل وظيفة صغيرة في القصر الملكي . فبعد أن طلق الملك زوجته وشتي ، تم استدعاء كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر من كل بلاد المملكة إلي شوشن القصر ليختار الملك من بينهن ملكة جديدة ، وقد وقع الاختيار على تلك الفتاة اليهودية . وبعد أن اعتلت أستير العرش ، أحاطت بشعبها اليهودي كارثة محرقة ، فقد تعرض الشعب كله للتهديد بالفناء والإبادة . وسيظل اسم أستير مرتبطاً أبد الدهر بتاريخ نجاة هذا الشعب ، فقد استطاعت بسلسلة من التصرفات الحكيمة أن تكتب النجاة لشعبها ، وأن ترد كيد عدوهم الأعظم إلى نحره ، وهكذا استحقت أن تتبوأ تلك المكانة الرفيعة بين نساء الكتــاب المقدس . ولكننا لا نعرف عن حياتها سوى ماهو مدون في السفر الذي يحمل اسمها ، عرفانا من اليهود بجميلها واعترافاً بفضلها .
معنى الاسم
ذُكر اسمها في سفرها 58 مرة، نظرًا للدور الذي قامت به في شوشن بل في كل الإمبراطورية التي كانت تُعتبر من أعظم الإمبراطوريات في ذلك العصر.
ويمكننا أن نستدل على مقدار ما كانت تتميز به ملكة فارس من جمال ، من تغيير اسمها من هدسة " أي شجرة الآس " إلى " أستير " الذي معناه " كوكب " . ويقدم لنا السفر الملكة أستير كامرأة فاضلة ذات فكر ثاقب تتسم بضبط النفس ، وتتحلى بأنبل صور الإيثار وبذل النفس .
صفات استير
الطاعه :ـ
غمر مردخاى استير بمحبته لها ، حتى لم تعد تشعر بفقدانها لحنان والديها ورعايتهما ولم تنتهى رعايته لها حتى بعد دخولها فى بيت النساء اذ كان مردخاى يتمشى يوما فيوما امام دار بيت النساء ليستعلم عن سلامة استير وعما يصنع بها وقد استجابت استير لهذه المحبه بطاعتها الكامله لمردخاى " وكانت استير تعمل حسب قول مردخاى كما كانت فى تربيتها عنده " ( 20:2)
المحبه :ـ
لقد دخلت استير العالم فى ارض السبى وهى فى حالة يُتم ، ليس لها من يعولها سوى ابن عمها الفقير مردخاى لكنها تشربت من الحب ، فقد غمرها بقلبه المحب ، وبالتالى عرفت كيف تغمر كل الشعب بمحبتها ، لذلك تقدمت بإرادتها للموت ولم تلق اللوم على الاخرين فلم توبخ مردخاى ولااتهمته بالكبرياء لعدم خضوعه لهامان ، بل شعرت انها هى وكل اهلها قد اشتركوا معا فى الخطيه التى ادت بهم الى هذه النتيجه لذلك صرخت الى الرب " انا قد اخطأت امامك لذلك اسلمتنا الى ايدى اعدائنا لاننا عبدنا آلهتهم وانت عادل ايها الرب " ( 7،6:14 ( فالقلب الذى يدين الاخر ويلقى باللوم عليه لم يعرف بعد كيف يحب حبا حقيقيا
متواضعه :ـ
ان سر نصرتها هو اتضاعها ، فلم تتكبر على مردخاى الفقير بعد ارتقائها العرش بل صارت مطيعه له كما لو كانت فى طفولتها وصباها ، كما لم تهتم بالزينه الخارجيه ، فلم تطلب لزينتها غير ماقال لها عن خصى الملك ( 15:2) لذلك اعطاها الرب نعمه فى اعين كل من يراها .
مؤمنه :ـ
تشربت استير من مردخاى الايمان ايضاً ، لذلك عندما عرفت الامر لم تطلب مردخاى لتدبير مؤامره لاهلاك هامان ولكنها قالت له " صوموا من جهتى ولاتأكلوا ولاتشربوا ثلاثه ايام ليلاً ونهاراً وانا ايضاً وجوارى سنصوم كذلك وهكذا ادخل الى الملك خلاف السُنه "(16:4) لقد عرفت ان الخلاص فى يد الله .
لذلك نجد الله يعمل فى ( ص 6) فيجعل النوم يطير من عينى الملك حتى يثق فى امانه مردخاى له ، وعندئذ ينكشف خداع ولايفوتنا هنا ان نرى ذلك المنظر الجميل الذى حول استير اذ لم تصم هى وحدها بل وجواريها . وهذا يكشف لنا عن مدى تأثير نعمة الله التى فى استير على جواريها . فالمؤمن الحقيقى كالنور الذى يشع لأعلى اولاده فقط بل ومرؤسيه ورؤسائه وخدامه " انتم نور العالم ".
الشجاعه:ـ
لقد تقدمت استير الشجاعه الى الملك وكانت تؤمن ان اصوام وصلوات الشعب تفتح ابواب رحمة الله . فيمد الملك قضيب الذهب ، وفعلا حدث ماقدمت عليه بجرأه .
الحكمه :-
تظهر حكمة استير فى : تسليمها الامر بين يدى الله .
عدم تعجلها فى الأمر بل دعت الملك الى وليمه خاصه مع هامان . لعل تأجيل استير لطلبها الحقيقى طالبه من الملك ان يقبل دعوتها للوليمه المعده له ولهامان ، كان لسبب او آخر لم يذكره الكتاب المقدس لكن هناك سبب خفى لم تعلمه حتى استير نفسها ، اذ طلبها هذا عجل هامان وعائلته فى الكيد بمردخاى وفى نفس الوقت ارشد الله الملك ليكافئ مردخاى فيسقط هامان امام مردخاى مما يسهل لاستير نجاحها . فحكمة استير لم تكن من عندها ، ولكنها عطيه من الله .
- برعت استير فى القاء اللوم على هامان دون الملك ، فلم تعاتبه ولا لامته على شئ ، لذلك استطاعت ان تغتصب قلبه تأخذ الخاتم من يده . كما تظهر حكمتها فى المناداه بالتعييد بهذا الخلاص الذى تم بواسطة الله وقد دعى بعيد الفوريم