يربعام بن نباط
يمكن تلخيص حياة يربعام بن نباط، في هذه العبارة التي قِيلت عنه في نهاية حياته: "....يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ" (امل 14: 16). وسيرة يربعام نجدها في (1مل 11: 26- 14: 20، 2 أخ 10- 13).
ويربعام بن نباط (يربعام الأول) كان أول ملك على المملكة الشمالية (إسرائيل) بعد انقسام المملكة بينه وبين رحبعام بن سليمان؛ الذي ملك على سبطي يهوذا وبنيامين. ويربعام من نباط غير يربعام بن يؤاش (2مل 14: 23- 29) الذي يعتبر يربعام الثاني والملك الثالث عشر من ملوك إسرائيل.
معنى الاسم: اسم عبري معناه "يكثر الشعب".
بدايته
كان يربعام من سبط أفرايم من صردة، وكان جبار بأس، فأقامة سليمان على كل أعمال يوسف (1مل 11: 26- 28)، ربما المقصود على كل الأسباط الشمالية لإسرائيل. وقد لاقاه أخيا الشيلوني النبي، وتنبأ له بأنه سوف يحكم عشرة أسباط من إسرائيل بعد موت الملك سليمان، انظر7(1مل 11: 29- 39).
ويبدو أنه لم ينتظر حتى موت الملك سليمان، فتمرد عليه ودبر مؤامرة لقتله (1مل 11: 26)، فطلب سليمان أن يقتله، "فقام وهرب إلى مصر إلى شيشق ملك مصر وكان في مصر إلى وفاة سليمان" (1مل 11: 40).
انقسام المملكة:
بعد موت الملك سليمان، رجع يربعام بن نباط من مصر، وتزعم وفداً من رجال إسرائيل ليذهبوا إلى الملك الجديد (رحبعام بن سليمان) ليبايعوه ملكاً بشروط معينة. قالوا له: "إن أباك- الملك سليمان- قسى نيرنا وأما أنت فخفف الآن من عبودية أبيك القاسية...." (1مل 12: 4). كان سليمان الملك قد فرض ضرائب كثيرة على الشعب وكذلك سخر الكثيرين منهم في مشروعاته المعمارية الكثيرة، وأراد الشعب أن يخفف الملك الجديد عنهم حتى يخدموه. ولكن الملك الجديد- بعد استشارة الشيوخ والأحداث- رد على الشعب رداً قاسياً، قائلاً لهم: "والآن أبى حملكم نيراً ثقيلاً وأنا أزيد على نيركم. أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب" وكان أن تمرد على رحبعام الأسباط الشمالية العشر وملكوا عليهم "يربعام بن نباط".
وانقسمت المملكة إلى شمالية بقيادة يربعام بن نباط وجنوبية بقيادة رحبعام بن سليمان.
عجلي الذهب:
أقام يربعام عاصمتين: أحدهما شكيم في جبل أفرايم والأخرى "فنوئيل" في شرق الأردن (1مل 12: 25). (ملاحظة: كان لمملكة إسرائيل على مر التاريخ أربع عواصم على التوالي: شكيم- فنوئيل- ترصة- السامرة). وخطط يربعام ليكون الانفصال بينه وبين الجنوب نهائياً، ففكر في منع ذهاب الشعب إلى أورشليم في الأعياد الثلاثة الكبرى، كما تقول الشريعة
(تث 16: 16)، حتى لا تميل قلوبهم إلى رحبعام ملك يهوذا؛ الذي من بيت داود (أعظم ملوك إسرائيل). فاستشار الملك وعمل عجلي الذهب متأثراً- ربما- بما رآه في مصر، ووضع واحداً في بيت إيل وجعل الآخر في دان، وقال للشعب: "هوذا آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر"، انظر (1مل 12: 26- 29).
كذلك بنى بيت المرتفعات..... وصير كهنة من أطراف الشعب لم يكونوا من بني لاوي... وعمل عيداً في الخامس عشر من الشهر الثامن كالعيد الذي في يهوذا... وأصعد على المذبح. وكان هذا الأمر خطية.
في بيت إيل:
عندما كان يربعام في بيت إيل في العيد (في الخامس عشر من الشهر الثامن)، ذهب إليه رجل الله الذي من يهوذا، ونادى على المذبح وقال: "يا مذبح يا مذبح هكذا قال الرب: "هوذا سيولد لبيت داود ابن اسمه "يوشيا" ويذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يوقدون عليك وتحرق عليك عظام الناس" (1مل13: 2) وقد تمت هذه النبوة بعد (300) سنة أيام يوشيا؛ الملك السادس عشر من ملوك يهوذا، انظر (2مل 23: 15، 16). وعندما مد الملك يده إلى المذبح طالباً من رجاله أن يمسكوا رجل الله، يبست يده، فتضرع رجل الله إلى الله كي ترجع يده كما كانت (عندما طلب الملك منه ذلك) فرجعت يد الملك إليه وكانت كما في الأول.
يربعام الذي أخطأ...:
على مر تاريخ مملكة إسرائيل، صار يربعام بن نباط مثال وقدوة سيئه للملوك من بعده، فقد تكرر القول: " يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ" كثيراً من بعده، انظر: 1مل14: 16
يربعام ونسله:
بسبب شره مات ابنه أبيا (1مل 14: 1- 18)، وابنه- ناداب- الذي خلفه في العرش لم يمكث أكثر من سنتين في الحكم حيث قتله بعشا ثم بعد ذلك قُضي على كل بيت يربعام (1مل15: 25- 30)
موت يربعام
مات يربعام بن نباط، غير مأسوف عليه، بعد أن ملَك على إسرائيل اثنين وعشرين سنة (1مل 14: 20). هذه هي سيرة الملك الشرير الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ.
عن دروس مدرسة المسيح