شخصية عالى
معنى الاسم: اسم عبري معناه " عالٍ " أو " مرتفع ".
من هو:
وهو من نسل إيثامار الابن الرابع من أبناء هارون . وكان عالي رئيساً للكهنة في شيلوه عند ولادة صموئيل. ولأول مرة في تاريخ إسرائيل جمع عالي بين رئاسة الكهنوت والقضاء فقد قضي لإسرائيل أربعين سنة ( 1 صم 4 : 18 ). ولايسجل الكتاب الكثير من الأحداث في حياته بل نجد أن التركيز كان على الأشخاص المحيطين به أكثر مما عليه هو نفسه. ففي أول مرة نلتقي فيها به تبرز أمامنا " حنة " ثم الصبي " صموئيل " ( 1 صم 1 : 24-28 ) . ثم يظهر " عالي " بعد ذلك باعتباره أبا حفني وفينحاس الكاهنين اللذين أساءا استغلال مركزيهما أسوأ استغلال مادياً وأدبيا حتي استحقا أن يقال عنهما كانا " بني بليعال " (1 صم 2 : 12).
رسالة قصاص من الرب على بيت عالى
وجاء أحد رجال الله-لا يذكر اسمه- وأنذر عالي بالقصاص الذي سيوقعه الله به وبيته وكيف أن ابنيه حفني وفينحاس سيموتان في يوم واحد ( 1 صم 2 : 27-36 ). ثم تأيدت هذه الرسالة من الرب عن طريق صموئيل ( 1 صم 3 : 11-14 ) . ولم يمض وقت طويل حتي تحققت هذه النبوة إذ خرج إسرائيل للقاء الفلسطينيين للحرب فانكسروا أمام الفلسطينيين فقالوا : " لنأخذ لأنفسنا من شيلوه تابوت عهد الرب فيدخل في وسطنا ويخلصنا من يد أعدائنا " ( 1 صم 4 : 1-3 ) تشبّهاً بما كان يفعله الوثنيون من اصطحاب تماثيل آلهتهم معهم إلي ميادين القتال. ولكنهم انكسروا كسرة عظيمة أمام الفلسطينيين و" أخذ تابوت الله ومات ابنا عالي حفني وفينحاس " ( 1 صم 4: 11).
وكان عالي يجلس "على كرسي بجانب الطريق يراقب لأن قلبه كان مضطرباً لأجل تابوت الله ... وكان عالي ابن ثمان وتسعين سنة وقامت عيناه ولم يقدر أن يبصر" (1 صم 4 :3-15). وحدث عندما سمع خبر أخذ الفلسطينيين لتابوت الله أنه سقط عن الكرسي إلى الوراء إلى جانب الباب وانكسرت رقبته ومات. لأنه كان رجلاً شيخاً وثقيلاً (1 صم 4: 18)
وفي وسط هذه الأنباء المأساوية ولدت كنته امرأة فينحاس قبل موعدها لأن مخاضها انقلب عليها. وعند احتضارها " طلبت أن يدعي اسم المولود " إيخابود قائلة : قد زال المجد من إسرائيل لأن تابوت الله قد ُأخذ ولأجل حميها ورجلها" (1 صم 4: 19-22).
فشل عالى فى تربية اولاده
ورغم أن عالي سمع بكل ماعمله بنوه من شرور فإنه لم يردعهما أو يزجرهما بل إكتفي بتوجيه عتاب رقيق لم يعيراه التفاتاً ( 1 صم 2 : 22-25 ). واخطاء عالى فى تقصيره فى تربية اولاده تظهر فى الاتى.
أولاً: لم يردع أولاده عن فعل الشر.
وهذا واضح من قول الرب لصموئيل النبي. قال له: "هوذا أنا فاعل أمراً في إسرائيل. كل من سمع به تطن أذناه. في ذلك اليوم أقيم على عالي كل ما تكلمت به على بيته... وقد أخبرته أني اقضي على بيته إلى الأبد من أجل الشر الذي يعلم أن بنية قد أوجبوا به اللعنة على أنفسهم, ولم يردعهم". أي أن عالي كان من النوع الهين اللين الذي يترك أولاده يتصرفون على هواهم دون رادع أو مانع. وهنا المشكلة. ليس في بيت عالي فقط بل في الآلاف من البيوت في العالم.
ثانياً: أكرم اولاده على حساب الرب.
قال له الله: "لماذا... تكرم بنيك عليّ؟" ومعنى هذا القول أن عالي الكاهن فضّل أولاده على الرب وسايرهم على حساب الرب بعكس قول المسيح في موعظته على الجبل. قال يسوع: "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره" أي "ليكن الله هو الأول في حياتكم," لأن الله لا يرضى أن يكون في الرتبة الثانية. وقول المسيح يتفق مع ما ورد في الوصية الأولى التي يقول فيها الله "أنا الرب إلهك... لا يكن لك آلهة أخرى أمامي". فالله هو الأول والآخر, البداية والنهاية. الألف والياء ولا يرضى بما هو أقل من ذلك.
ثالثاً: لم يعلم أولاده ضبط النفس.
لقد استباحوا لأنفسهم كل شيء وفعلوا القبائح أمام الله والناس. تقول كلمة الله أن أولاد عالي أطلقوا لأنفسهم عنان الشهوة الجسدية واعتدوا على النساء المجتمعات في باب خيمة الاجتماع.وفق هذا كان الهم بطنهم. يأكلون بشراهة وعدم لياقة وقد قال الكتاب المقدس في أولاد الكاهن هذا "إن خطيتهم كانت عظيمة جداً أمام الرب" لأنه بسببهم استهان الناس بتقدمة الرب.. أي أن أولاد عالي كانوا قدوة سيئة أمام الشعب. فلما استهانوا هم تقدمة الرب استهانها الناس أيضاً. ولهذا قال الله "أنا أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقروني يصغرون". فالجسد يمكن أن يصير إلهاً للإنسان إلا إذا سمح للرب أن يقمعه ويضبطه.
رابعاً: لم يعلم أولاده الطاعة والاحترام له.
تقول كلمة الله بالحرف الواحد "لم يسمعوا لصوت أبيهم لأن الرب شاء أن يميتهم". ومتى عصى الأولاد الأب عصوا الرب. فالاحترام للوالد هو صورة مصغرة عن الاحترام لله.
خامساً: ترك اولاده ولم يراقب افعالهم.
كل ما في الأمر أنه كانت تصله بعض أخبارهم السيئة. ولذا قال لهم ذات مرة: "إني اسمع بأموركم الخبيثة من جميع هذا الشعب". ثم تابع يقول لهم: "ليس حسناً الخبر الذي أسمع..." فهذا الرجل كان يكتفي بالسمع بدل أن يراقب بنيه ويسهر على تصرفاتهم بنفسه مباشرة.
اعداد القس / هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى