الرسالة إلى مؤمني أفسس
بيانات أساسية :
الغرض :
تقوية المؤمن فى أفسس فى إيمانهم المسيحي بتوضيح طبيعة الكنيسة ،جسد المسيح وغرضها .
الكاتب
الرسول بولس
المرسل إليهم
الكنيسة فى أفسس والمؤمنين فى كل مكان .
تاريخ كتابتها
حوالي سنة 60 ميلادية من رومية في أثناء إقامة بولس في السجن هناك .
إطارها
لم تكتب الرسالة لمواجهة أي هرطقة أو مشكلة فى الكنائس ، وقد أرسلت تيخيكس لتقوية وتشجيع الكنائس فى تلك المنطقة .
كان الرسول بولس قد صرف هناك ثلاث سنوات ، فقد كانت كنيسة قريبة جداً من قلب الرسول بولس ، وقد أجتمع بولس مع شيوخ أفسس لآخر مرة ميليتس (أع20: 17-38) اجتماعاً خيم عليه الحزن لأنه كان سيفارقهم فراقاً نهائياً . ولعدم الإشارة إلى أسماء أو مشاكل معينة فى كنيسة أفسس ولعدم ورود عبارة "فى أفسس" (1:1) فى أقدم المخطوطات ، فربما قصد الرسول بولس أن تكون رسالة لجميع كنائس المنطقة .
الآية الأساسية
جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضاً فى رجاء دعوتكم الواحد (4:4)
الشخصيات الرئيسية
بولس و تيخيكس
ملامح خاصة
تذكر تشبيهات عديدة للكنيسة : جسد ، هيكل ، سر ، إنسان جديد ، عروس ، جندى . ولقد أصبحت هذه الرسالة رسالة عامة وزعت على كثير من الكنائس فى العصر الرسولى .
مجمل الرسالة
(1) الوحدة فى المسيح
(1: 1 - 3: 21)
(2) الوحدة فى الكنيسة
(4: 1 – 6: 24)
يشرح الرسول بولس فى هذه الرسالة الأشياء العجيبة التى نلناها بواسطة المسيح ويتكلم عن الكنيسة كجسد ، وهيكل وعروس و جندى . وكل هذه تمثل وحدة الهدف ، وتبين كيف أن كل عضو هو جزء يجب أن يعمل فى توافق مع جميع الأجزاء . فيجب علينا أن نعمل على استئصال كل اغتياب ونميمة ونقد وحسد وغضب ومرارة ، لأن هذه جميعها عوائق في طريق الوحدة فى الكنيسة .
تجتمع كنائسنا اليوم . بعديد من الصور والأشكال : فى اجتماعات سرية فى المنازل ، فى اجتماعات فى الهواء الطلق ، فى الساحات ، خدمات عبادة تضم الآلاف فى أماكن العبادة . كما يجلس عدد غفير خارج القاعة يشاهد دائرة التلفاز المغلقة . وتختلف المبانى ، ولكن الكنيسة لا تنحصر داخل أربعة جدران . فكنيسة المسيح هى "شعب" ، شعبه من كل أمة ، والذين يحبون المسيح ويلتزمون بخدمته .
بدأ عصر الكنيسة فى يوم الخمسين (أع 2) ، وقد ولدت الكنيسة فى أورشليم ولكنها سرعان ما انتشرت عن طريق خدمة الرسل والمؤمنين الأوائل . وقد أضرمت الاضطهادات شعلة الإنجيل فامتدت إلى الكثير من المدن والأمم . وقام الرسول بولس ورفقاؤه بثلاث رحلات جريئة ، وأسسوا كنائس محلية فى العديد من مدن الأمم . وكانت الكنيسة فى أفسس من أبرز تلك الكنائس ، وقد تأسست عام 53 م فى رحلة عودة الرسول بولس إلى أورشليم ، ولكنه عاد إليها بعد ذلك بسنة فى رحلته الكرازية الثالثة ، ومكث هناك نحو ثلاث سنوات كارزاً ومعلماً بقوة وفاعلية عظيمة (أع 19: 1-20) . وفى مرة أخرى ، التقى بشيوخ أفسس ، كما أرسل تيموثاوس لتعليمهم ورشادهم (1تى1: 3).
وبعد ذلك ببضع سنوات ، ذهب الرسول بولس أسيراً ص إلى روما . وهناك زاره مبعوثون من كنائس مختلفة . كان من بينهم تيخيكس من الكنيسة فى أفسس ، فكتب الرسول بولس هذه الرسالة للكنيسة وأرسلها مع تخيكس . وهو لم يكتبها لمواجهة هرطقة أو معالجة مشكلة معينة ، لكنه كتبها لتشجيعهم . وفيها وصف الرسول بولس طبيعة الكنيسة وصورتها ، ويحث المؤمنين على القيام بوظيفتهم فى الجسد الحى للمسيح على الأرض .
بعد تحيات حارة (1:1،2) يؤكد الرسول طبيعة الكنيسة : هذه الحقيقة المجيدة وهى أن المؤمنين بالمسيح قد غمرهم الله برحمته (1: 3-
، وقد اختارهم للمجد (1: 9-12) ، وختمهم بالروح القدس (1: 13،14) ، وملأهم بقوته (1: 15-23) ، وحررهم من لعنة الخطية عبوديتها (2: 1-10) ، وقربهم إلى الله (2: 11-19) . وكجزء من بيت الله أصبحنا فى صف واحد مع الأنبياء والرسل ، من اليهود والأمم ، بل مع المسيح نفسه (2: 20 – 3: 11) . وبمشاعر فياضة ، يذكر كل ما عمله الله ، ويحثهم على أن يعيشوا ملتصقين بالمسيح فتتفجر فيهم ينابيع الشكر والتسبيح (3: 12 – 21) .
ثم يتحول الرسول لشرح التطبيقات العملية لكوننا جسد المسيح ، الكنيسة ، فيجب أن يكون المؤمنون وحدة واحدة فى تكريسهم للمسيح ، واستخدامهم للمواهب الروحية (4: 1-16) ، ويجب أن يكونوا على أرفع مستوى أخلاقى (4: 17- 6: 9) ، وهذا يعنى بالنسبة للفرد ، رفض كل الممارسات الوثنية (4: 17– 5: 20) ، وبالنسبة للعائلة الخضوع والمحبة المتبادلة (5: 21 – 6: 9) . ثم يذكرهم الرسول بولس بأن الكنيسة معركة مستمرة مع قوات الظلمة وأن عليهم استخدام كل سلاح روحى فى خدمتهم (6: 10-17) . ثم يختم بطلب صلواتهم لأجله ، وإرسال تيخيكس لهم ثم إبلاغهم تحيات وبركته (6: 18 – 24) .
ولا شك فى أنك عندما تقرأ هذا الوصف الرائع للكنيسة ، لابد أن تشكر الله لهذا التنوع والوحدة فى العائلة الواحدة ، عائلة الله ، وتصلى لأجل إخوتك وأخواتك فى كل العالم ، وأن تلتصق بالذين معك فى الكنيسة المحلية .