الرسالة إلى أهل (مؤمني) كولوسى
الغرض :
دحض أخطاء فى الكنيسة وإظهار أن المؤمنين لديهم كل ما يحتاجون إليه فى المسيح .
الكاتب
الرسول بولس
المرسل إليهم
الكنيسة فى كولوسى ، مدينة فى أسيا الصغرى ، ولكل المؤمنين فى كل مكان .
تاريخ كتابتها
نحو عام 60 م فى أثناء سجن الرسول بولس فى روما .
الإطار العام :
لم يكن الرسول بولس قد زار كولوسى . وواضح أن الكنيسة قد أسسها ابفراس وغيره من المؤمنين الذين تجددوا على يد الرسول بولس فى رحلاته التبشيرية . وكان قد تسرب إلى الكنيسة مذهب النسبية الدينية (أى أن الحقيقة نسبية تبعاً للظروف) . وقد حاول بعض المؤمنين الجمع بين عناصر وثنية والفلسفة الدنيوية والعقيدة المسيحية . ويواجه الرسول بولس هذه التعاليم الكاذبة ويؤكد كفاية المسيح .
الآيات الأساسية
"فإنه فيه يحل ملء اللاهوت جسدياً .وأنتم مملوؤون فيه الذى هو رأس كل رياسة وسلطان" .
الشخصيات الرئيسية
بولس – تيموثاوس – تيخيكس – اونسيمس – ارسترخس – مرقس – ابفراس
الأماكن الرئيسية
كولوسى ولاودوكية
ملامح خاصة للرسالة
يقدم لهم المسيح كمن له السيادة المطلقة والكفاية الفريدة . وتشبه الرسالة إلى كولوسى الرسالة إلى أفسس من بعض الوجوه ، ولعل ذلك راجع إلى أنهما كتبتا فى نفس الوقت تقريباً ، ولكنها تركز على بعض الحقائق الأخرى .
مجمل الرسالة :
1- ما فعله المسيح (1: 1 – 2: 23)
2- ما يجب أن نفعله نحن (3: 1 – 4: 18)
يعّلم الرسول بولس فى هذه الرسالة بكل وضوح أن المسيح قد كفر عن الخطية ، وقد صالحنا مع الله ،وأن المسيح ه قدوتنا ، وهو الذى يمنحنا القوة لننمو روحياً ، وحيث أن المسيح هو الصورة الكاملة لله ، فعندما نعرف من هو ، ندرك ما يلزم لكى نكون عليه . وحيث أ المسيح رب على كل الخليقة ، فيجب أن نتوجه ربا على حياتنا . وحيث أن المسيح هو رأس الجسد أى الكنيسة ، فيجب أن عزز صلتنا الحيوية به .
كتب الرسول بولس هذه الرسالة وهو فى السجن . لدحض التعاليم الباطلة التى تسربت إلى الكنيسة فى كولوسى . وكانت المشكلة هى "الاتجاه التوفيقى" خلط أفكار من الفلسفات والديانات الأخرى بالحق المسيحى . وكانت المصادر الغريبة لهذه الأفكار هى الوثنية . وضغط اليهود والفكر اليونانى . وقد أطلق فيما بعد على هذه البدعة اسم "الغنوسية" التى كانت تؤكد المعرفة الخاصة ("غنوس" باليونانية تعنى المعرفة أو العلم وتنكر أن المسيح هو الله المخلص . ولدحض هذا الخطأ . أكد الرسول بولس على ألوهية المسيح وموته الكفارى على الصليب عن الخطية . فالمسيح هو الله المتجسد وموته الكفارى على الصليب عن الخطية . فالمسيح هو الله المتجسد وهو الطريق الوحيد للغفران والسلام مع الله ، فهو كل شئ لنا ، وكل ما نحن فى حاجة إليه ، فهو صاحب المقام الأول على كل ما فى الكون . فى المسيح كل ما يحتاجه المؤمن . ففى الرسالة إلى كولوسى يقدم الرسول صورة رائعة قوية ودقيقة للمسيح الذى له المقام الأول وفيه كل الكفاية .
ويبدأ الرسول بولس رسالته إلى كولوسى بالتحية . ثم عبارات الشكر ، وصلاة ليمنح الله حكمة روحية وقوة روحية لأولئك الأخوة والأخوات فى المسيح (1: 1-12) . ثم ينتقل إلى حديث تعليمى عن شخص المسيح وعمله (1: 13 – 23) مبيناً أن المسيح هو الصورة الدقيقة لله "الذى لا يُرى" (1: 15) ، فهو الخالق (1: 16) ، ورأس الجسد أى الكنيسة (1: 18) ، وبكر (أى من يتقدم) القائمين من بين الأموات (1: 18) . وموته على الصليب قد جعل من الممكن لنا أن نمثل فى محضر الله (1: 22) .
ثم يشرح الرسول كيف أن تعاليم العالم فارغة تماماً متى قورنت بمقاصد الله ، ويحث المؤمنين على رفض هذه التعاليم الضحلة وأن يلتصقوا بمخلصهم (1: 23 – 2: 23)
وينتقل الرسول بولس – فى دحضه لهذه التعاليم اللاهوتية إلى أمور عملية : ماذا تعنى ألوهية المسيح وموته وقيامته لكل المؤمنين (3: 1 – 4: 6) ، ولأن مصيرنا أكيد فيجب أن تملأ السماء أفكارنا (3: 1-4) ، ويجب أن لا نعير الخطايا الجنسية وغيرها من الشهوات العالمية التفاتا (3: 5-
، بل يجب أن تتميز حياتنا بالحق والمحبة والسلام(3: 9-10) ونحاول أن نترجم محبتنا للمسيح إلى محبة الآخرين أى إلى المؤمنين رفقائنا ، وإلى شريك الحياة وإلى أولادنا ووالدينا ، وعبيدنا وسادتنا (3: 16 – 4: 1) . كما يجب علينا أن نظل على اتصال بالله عن طريق الصلاة (4: 2-4) . وأن ننتهز كل فرصة لتوصيل الإنجيل للآخرين (4: 5،6) . وفى المسيح لنا نحن كل شئ نحن نحتاج إليه للخلاص ولنحيا الحياة المسيحية .
والأرجح أن الرسول بولس لم يكن قد زار كولوسى ، ولذلك يختم رسالته بتعليقات شخصية عن بعض المؤمنين الذين لهم صلة بهم : تيخيكس ، اونسيمس ، ارسترخس ، مرقس ، يسطس (يسوع) ، لوقا ، ديماس ، وغيرهم .
اقرأ الرسالة إلى كولوسى كرسالة كنيسة تواجه حرباً فى القرن الأول ولكن اقرأها أيضاً بما فيها من حق لكل العصور . اكتسب تقديراً جديداً للمسيح كملء الله والمصدر الوحيد لحياتنا المسيحية .