(12) شخصية اسحق
اسحق هو الابن المدلل وهو ابن الوعد حيث انتظراه ابراهيم وسارة وقت طويل وكان سبب فرح وسعادة لهما وغير ذلك كان شهادة على قدرة الله وتحقيق وعده .
معنى اسم اسحق
" ضحك " يضحك " أو " يمزح " أو " يرقص " أو " يداعب " وما شابه هذه المعاني .
1- اسحق فى طفولتة :
إن طفلاً مثل إسحق - سبق الإنباء بمجيئه بصورة فريدة دلالة على الرضا الإلهي فكان موضع الترحيب والتكريم في بيت إبراهيم وعلامة العهد وهي الختان كان أول من طبق عليه في الموعد المحدد عند بلوغه ثمانية أيام من العمر هو اسحق وكذلك وليمة فطامه العظيمة لقد حرم إسماعيل من الميراث لأجله كل هذه دلائل على المركز الفريد الذي كان لهذا الطفل.
كما أنها تبين عمق المشاعر التي كان يثيرها تقديم إسحق ذبيحة فيما بعد ومع أنه لم يُذكر عمر إسحق عند هذه الحادثة الفريدة ولكن حقيقة أنه كان قادراً على حمل حطب المحرقة تبين أنه كان قد بلغ أشده كما أن السؤال الوحيد الذي وجهه إلى أبيه والتزامه الصمت من الجانب الآخريدلان بوضوح على أنه كان شخصاً عميق التفكير ومطيعاً وواثقاً ثم إن التدخل الإلهي لإنقاذ الغلام المفرز لله جعله - من جديد - حاملاً لوعد العهد كما كان مبرراً لتجديد هذا العهد بكل جلاء في تلك المناسبة .
2ـ اسحق وزواجه:
كان الاهتمام الأول في حياة إسحق هو أن يقيم " نسلاً ليكون حاملاً لهذه البركات وهذا لا يكون بالتزاوج مع الكنعانيات اللواتي كان يعيش بينهن ولكن بالزواج من واحدة من عشيرته تتجسد فيها - كما كان فيه هو - نقاوة أسرة الله المختارة . فقد كان على إسحق أول كل شيئ أن ينقل ميراث البركة الألهية إلى جيل نقي مثله وهكذا تدخل رفقة خيمة إسحق كاختيار إلهي خالص كما كان الحال مع إبراهيم نفسه .
إن الاهتمام الإلهي باختيار من ستصبح أما للنسل الموعود به يبدو واضحاً في كل سطر من سطور أصحاح (24 ) الذي يروي لنا بصورة معبرة قصة خطبة إسحق ورفقة . وقد جاء في ختام الأصحاح وصف اللقاء الأول بينهما وصفاً رقيقاً اذ نرى إسحق متأملاً ( عدد 63 ) وذا قلب محب ( عدد 67 )
3ـ اسحق ما بعد زواج :
نقرأ بوضوح : " وكان بعد موت إبراهيم أن الله بارك إسحق ابنه " تحقيقاً للوعد السابق . أما الجزء الخاص بمواليد إسحق فيمتد في التكوين 25 : 19 - 35 : 29 ، ونرى في البداية إسحق ساكناً في بئــر لحي رئي ( 25 : 11 ) ، ثم انتقل إلى " جرار " ( 26 : 1 و 6 ) ثم إلى " وادي جرار " ( 26 : 17 ) ثم أتى إلى " بئر سبع " ( 26 : 23 ، 28 : 10 ) وكل مناطق النقب أو الجنوب . وبعد حديث طويل عن تاريخ يعقوب وبيته استغرق عدداً كبيراً من السنين نجد إسحق في نهايتها يسكن حيث عاش أبوه من قبل في حبرون .
4ـ اسحق وزوجتة العاقر :
ظل إسحق ورفقة عاقرين لمدة عشرين عاماً ولكن عندما توسل إسحق إلى الله أعطاهما ابنيهما التوأم .( عيسو ويعقوب )
5 ـ اسحق فى جرار :
وكانت المجاعة - دائماً - هي نقطة البداية للهجرة إلى مصر ( تك 12 : 10 ، 42 : 2 ) ويبدو أن إسحق كان في طريقه إليها لولا أن الله منعه وهو عند جرار من النزول إلى مصر وهنا جاءت الفرصة المناسبة لتجديد العهد له بالميراث للأرض والنجاح والكرامة وسير الله معه ( 26 : 1 - 4 ) .
ولكن إسحق أخذ عن أبيه تقليداً من نوع آخر فلم يتردد هو أيضاً في أن يقول لرجال جرار أن زوجته هي أخته لكي ينقذ حياته ولكن لم يكن له في الحقيقة نفس المبرر كما كان لإبراهيم . ولكن اكتشف ملك جرار هذه الخدعة اذ راى اسحق يداعب رفقة وامر ابيمالك كل الشعب ان لايمسوا اسحق وبعد ذلك زرع اسحق الارض فحصد فى تلك السنة 100 ضعف لان الله باركه .
6ـ اسحق يميز بين اولاده :
وتفضيل إسحق لعيسو وتفضيل رفقة ليعقوب أديا في النهاية إلى تلك الواقعة المؤلمة عندما حصل يعقوب على البركة بالخداع ونتج عن ذلك اضطراره للهرب من بيت أبيه كما أن عيسو لم يعط أباه وأمه أي راحة ثم بعد قليل انسحب من بيت أبيه . ولكن مصالحة الأخوين فيما بعد أتاحت لهما أن يجتمعا أخيراً للقيام بواجب التكريم لإسحق عند وفاته . ودفن إسحق في حبرون حيث دفن أبواه من قبل ومات اسحق فى سن 180 سنة ( تك 35 : 28 )
7ـ إسحق كرمز للمسيح :
1ـ هناك صورة الأب يقدم ابنه ذبيحة وقد تحقق ذلك بصورة كاملة عندما " لم يشفق الله على ابنه " ( رو 8 : 32 2ـ خضوع إسحق لأبيه يعطى صورة لخضوع المسيح للآب. 3ـ حمل إسحق للحطب اللازم للمحرقة فقد حمل المسيح الصليب فذبيحة إسحق رمزا لموت المسيح الكفاري .
اعداد القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى