حزقيال النبى
اسم عبري معناه [الله يقوي].
وهو أحد الأنبياء الكبار، ابن بوزي، ومن عشيرة كهنوتية (حز1: 3). ولد وكبر ونشأ في فلسطين، وربما في أورشليم في بيئة الهيكل، أثناء خدمة النبي إرميا. ثم حمل مسبيا من يهوذا مع يهوياكين 597 ق.م. ثماني سنوات بعد نفي دانيال (حز33: 21، 40: 1، قارنه مع 2 مل 24: 11-16). وكان شابا في ذلك الوقت، ولم يكن طفلا لكنه كان تحت السن عندما نهض اللاويون بواجباتهم وحسبوا في الأحصاء كرجال. وعاش مع المسبيين اليهود على نهر خابور أو [كبار] وهو قناة في أرض بابل، وربما كانت في تل أبيب (حز1: 1 و3، 3: 15)، تزوج ربما مبكرا في السنة السادسة، أو على الأكثر في السنة التاسعة من السبي، وكان له بيت (8: 1، 24: 1 و18).
بدأت خدمته النبوية في السنة الخامسة لسبي يهوياكين، أي بزمن مدته 7 سنين قبل خراب الهيكل في أورشليم، بينما كان ساكنا على ضفاف الخيبر (1: 1 و2). وكان في السنة الثلاثين من عمره وهي السن التي فيها يدخل اللاويون الخدمة (عد4: 3). والنظرية أن السنة الثلاثين لا تشير إلى سن حزقيال، لكنها تاريخ محسوب أما من اعتلاء نبوبولاسر، أبي نبوخذنصر، العرش، أو من أصلاحات يوشيا، تسقط بالنظر إلى (أر25: 1 و3 و2 مل 23: 36، 25: 2-6 وحز1: 2). ومع إنه كان مسبيا في أرض غريبة، إلا أنه كانت له الحرية أن ينطق بنبواته. وكان يرجع إليه شيوخ الشعب لأجل النصيحة (8: 1، 14: 1، 20: 1). لكن كلماته لم تتبع بأمانة (33: 30-33). وواضح من المشابهات في الفكر واللغة أنه كان على دراية تامة بتعليم إرميا. فهو يتناول ملاحظات إرميا التعليمية، أو استعاراته الأيضاحية، أو خطاباته القصيرة، ويوضحها ويوسعها، وكثيرا ما يعطيها صيغة أدبية نهائية، مثل القدر (إر1: 13-15 وحز11: 2-11، 24: 3-14)، والأختين (إر3: 6-11 وحز23)، والغفران للمذنبين عندما يتوبون (الأمة، إر18: 5-12 والفرد، حز18: 21-32)، والرعاة الأشرار يستعاض عنهم بالملك الداودي (إر23: 1-6 وحز34: 1-24)، المسؤولية الفردية بالنظر إلى المثل عن الآباء الذين يأكلون الحصرم (إر31: 29 و30 وحز18: 2-31)، الخليقة الروحية الجديدة (إر31: 33 و34 وحز11: 19 و20، 36: 25-29). وللمسبيين من دون اليهود الذين بقوا مقيمين، رجاء المستقبل (إر24 وحز11: 15-21، 37: 1-14). وقد امتد نشاط حزقيال النبوي فترة تزيد عن 22 سنة على الأقل (قارن ص1: 2 مع 29: 17). ولا يعرف وقت موته ولا الطريقة التي مات بها.
صفات حزقيال
1ـ تحركه يد الرب وليست إرادة أو يد بشرية "وكانت يد الرب على"
2ـ أذناه مفتوحة لسماع صوت الرب « وقال لي قم اخرج » وطوبى للآذان التي تسمع لصوت الرب. في إشعياء6 قال الرب: « مَنْ أُرسل ومَنْ يذهب لأجلنا » فاجأبه إشعياء على التو: « هأنذا أرسلني
3ـ مُنقاد إلى التواضع: « أخرج إلى البقعة » فالبقعة أو الوادي تكلمنا عن الاتضاع، ويعلن الرب في كلمته « في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح (إش57: 15).
4ـالطاعة المُطلقة: « فقمت وخرجت إلى البقعة » ما أجمل ما نقرأه عن طاعة رجل الله إيليا عندما كلمه الله قائلاً: « انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث ... فانطلق وعمل حسب كلام الرب ... ثم كان له كلام الرب: قُم اذهب إلى صرفة ... فقام وذهب إلى صرفة » (1مل17: 2-10).
5ـ ممتلئ من الروح القدس « فدخل فيّ روح وأقامني على قدمي » فالروح القدس يعطي القوة للخدمة « لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود ».
6ـ هو رجل صلاة يطلب لأجل النفوس « اذهب اغلق على نفسك في وسط بيتك ».
7ـ يصمت عندما يأمره الرب بالصمت، ويتكلم عندما يأمره بالكلام « للسكوت وقت وللتكلم وقت » (جا3: 7) « الصق لسانك بحنكك .... فإذا كلمتك افتح فمك )حز3: 26(
8ـ وأخيراً هو يتكلم كلام الرب وليس كلامه هو « هكذا قال السيد الرب » وهذا ما يتوافق مع ما قاله بطرس « إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله » وسواء سمع الناس أو رفضوا، المهم أن الأمين يؤدي الرسالة والله يُكرَم من خلاله.