اليشع النبى
ومعناه " الله خلاص " او الله يساعد
وهو ابن شافاط وتلميذ إيليا النبي، لم يذكر عن والديه شئ سوى اسم ابيه، ولا شك انه كان غنيا تقيا، ويبدو أنه كان شابا عندما دعاه ايليا ، وقد صرف اليشع الجزء الأول من حياته في بيت أبيه في عائلة تخاف الله وفي ظروف مواتية ، وكان لذلك أثرة القوي على أليشع، وبينما كان يعمل في حقل أبيه ، جاءته الدعوة ليكون تلميذا لإيليا النبي .
دعوة اليشع للخدمة
يذكر اسم أليشع لأول مرة في ( 1مل 19 : 16 ) عندما كان إيليا في حوريب يتلقى اعظم دروس حياته ، وقد كلفه الرب أن يمسح أليشع بن شافاط نبيا عوضا عنه. سار ايليا – في الحال – نحو الشمال، وعندما اجتاز في ارض شافاط رأي اليشع يحرث ارض ابيه واثنا عشر فدان بقر قدامه ( 1 مل 19 : 19 ) فمر به ايليا وطرح رداءه عليه ، ويبدو أن اليشع قد فهم معنى هذا العمل الرمزي ، وفي الحال ادرك أنها دعوة ليكون ابنا لايليا ، وخليفة له في النبوة ، وقد تردد قليلا قبل أن يتخذ هذا القرار الهام وعندما عبر ايليا شعر اليشع بالقوة القاهرة لدعوة الله ، وركض خلف النبي العظيم معلنا استعداده لذلك ، لكنه رغب أن يقبل ابويه اولا .
ويبدو ان ايليا ادرك ما يعتمل في نفسه، فامره قائلا: " اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك ؟ " فلم تكن الدعوة ملحة كما تصور اليشع ، والاستجابة لها ينبغي ان تكون على دراسة وعن رغبة كاملة ، ولكن اليشع كان قد اتخذ قراره ، فذبح فدان البقر وسلق اللحم بخشب المحراث ، وأقام حفل وداع لأصدقائه ، وتبع ايليا وقطع كل الربط العائلية وتخلى عن كل المسرات والامتيازات ، وصار خادما لايليا فثمة عبارة واحدة تبين العلاقة بينهما : " كان يصب ماء " على يدي ايليا " ( 2 مل 3 : 11 ) .
خدمة اليشع ومعجزاته
عندما بدء خدمته حمل رداء ايليا، ولكننا لا نسمع شيئا عن الرداء بعد ذلك ، فكان اليشع يلبس كمواطن عادي ( 2 مل 2 : 12 ) ، كما كان يحمل عكازا عاديا يجري به معجزات ( 2 مل 4 : 29 ) ، ويبدو أنه عاش في مدن مختلفة متنقلا بين بيت ايل وأريحا مع بني الأنبياء ، أو مقيما في بيته في دوثان أو السامرة ( 2 مل 6 : 24 – 32 ) ، وكان يمر على شونم سيرا على القدام ، وقد أعدت له السيدة الشونمية عليه خاصة ( 4 : 8 – 11 ) .
1 ـ معجزة ابراء الماء
بدأت خدمة ايليا بإغلاق السماء ثلاث سنوات ونصف السنة، وبدأ اليشع خدمته بابراء نبع الماء في اريحا وكانت المياه ردية والأرض مجدبه ، فأخذ ملحا في اناء جديد وطرح الملح في الماء فشفيت المياه ولم يعد فيها موت ولا جدب ( 2 مل 2 : 21 ) .
2 – استهزاء بعض الصبيان بالنبى اليشع
سخروا منه قائلين: " اصعد يا أقرع " وقد اظهرت سخريتهم مدى احتقارهم واستهانتهم بالله وبكل ما هو مقدس، فغضب اليشع بحق والتفت اليهم ولعنهم ياسم الرب ، وفي الحال خرجت دبتان من الوعر في تلك المنطقة الموحشة ، وفتكت بالأولاد فتكا ذريعا ، ويرى البعض ان اليشع اطهر قسوة في هذا الأمر ، ولكن لا يمكن ان نلومه على ما اصاب الأولاد من قصاص ، فلم يكن له دخل في خروج الدبتين ، ولم يكن مسئولا عما فعلتاه بالأولاد ، وتضيف الترجمة السبيعينة " انهم رموه بالحجارة ".
3 – معجزة الارملة والزيت
ومن بيت ايل عبر اليشع الى جبل الكرمل حيث كانت توجد مدرسة للأنبياء ، وصرف بعض الوقت هناك ثم رجع الى السامرة ( 2 : 25 ) ، وكان عمله التالي من أعمال الرحمة حيث سد أعواز أرملة أحد الأنبياء ، ولم يذكر اسم المكان ( 4 : 1 – 7 ).
4 – معجزة اقامة ابن الشونمية
في رحلاته المتواصلة ذهابا وايابا، مر بالقربة الصغيرة " شونم " وقبل أن تستضيفه المراة الشونمية، التي تأثرت من ورعه فطلبت من زوجها أن يقيم عليه " لرجل الله المقدس الذي يمر علينا دائما " ، وفي مقابل هذا الكرم ، أعطى الرب المرأة ابنا، وللكنه مات بغته وهو بعد غلام صغير ، فأعاده النبي الى الحياة ( 4 : 8 – 37 ) .
5ـ –تحويل القثاء الى طعام خالى من الردائه
بعد ذلك ذهب اليشع الى الجلجال ليقيم مع بني الانبياء، وكانت وقت مجاعة فكانوا يقتاتون بما يجدونه ، فوجد احدهم قتاء بربا فجاء به وقطعه فى قدر السليقة ، وما ان بدأوا في تناول الطعام ، فذاقوا طعم السم ، فصرخوا الى اليشع : " في القدر موت يارجل الله " ، وعندما القى اليشع في القدر بعض الدقيق ، اصبح الطعام سليما خاليا من أي شئ ردئ ( 4 : 38 – 41 ) .
6 – معجزة اشباع 100 رجل ب 20 رغيف
وعلى الأرجح أنه في ذلك الوقت وفي نفس المكان ، وفي وقت المجاعة ، جاء رجل من بعل شلشة وأحضر معه عشرين رغيفا من شعير وسنابل حنطة ، فأمر أليشع بتقديم الخبز للجميع ليكلوا ، إذا بالخادم يقول أن الكمية كلخا لا تكفي مئة رجل ، ولكن اليشع تنبأ بأنها ستكفي وتفيض ( 4 : 42 – 44 ) ، وهذه المعجزة صورة مصغرة من معجزتي المسيح في اشباع الآلآف .
7 – معجزة شفاء نعمان
كان نعمان قائد جيش ملك آرام ( 5 : 1 – 19 ) ، وكان مصابا بالبرص الأبيض ، أخبث أنواع البرص ( 5 : 27 ) ، ولكن فتاة يهودية أخذت اسيرة في احدى الغارات على شرقي فلسطين هذه الفتاة أخبرت سيدتها ، زوجة نعمان ، عن معجزات اليشع ، وقالت لها ان النبي اليشع يقدر ان يشفيه من برصه ، ويقرر نعمان ان يذهب اليه ، فيحصصل من ملكه على اذن بزيارة اليشع معه هدايا ثميينة ، .. فيرسل اليشع غلامه ليخبره بأن ينزل الى الأردن سبع مرات فيظهر من برصه ، فيحمى غضب نعمان ، لما قابله به اليشع من عدم المبالاة ، فيرجع في طريقه غاضبا ، ونجحت مشورة عبيده الحكيمة ، في اقناعه ، فخضع لما اشار به النبي ، وهكذا شفى من برصه ، أما اليشع فقد رفض رفضا باتا الهدايا الثمينة التي قدمها نعمان وسمح لنعمان السرياني أن يأخذ بعضا من تراب ارض اسرائيل ليبني مذبحا في ارام لعبادة يهوة اله اشرائيلب ، ظنا من نعمان ان الله اه محلى لا يمكن عبادته الا في ارضه كما سمح اليشع لنعمان ان يدخل مع مليكه للسجود في بيت رمون حسب الظاهر ، ولكنه في قلبه يعبد الله الحقيقي ، لقد قدر النبي ظروف نعمان ، وما أمامه من عراقيل ، ووثق في اخلاصه ، وهذه الموافقة لا تدل على انه كان يؤمن بوجود اله اسمه " رمون " أو ان الله محصور في بلاده فقط ، أو أنه يرضى عن العبادة الوثنية ، لكنه – بروح التسامح – تصرف على أفضل ما يمكن في ذلك الموقف .
8– ضرب جيحزى بالبرص
لقد طمع جيحزى في هدايا نعمان الثمينة، وركض وراءه، ولفق قصة محبوكة أخذ بها هدايا ثمينة من قائد جيش ارام ، ولكن اليشع كشف الخدعة حكم على جحيزي ونسله بالإصابة ببرص نعمان الى الأبد ( 2 مل6 : 20 – 27 ) .
9 – معجزة الحديد يطفوا على سطح الماء
رأى فريق من بنى الأنبياء ان المكان ضيق عليهم – ويغلب ان ذلك كان في اريحا – فقررو الاقامة فى مكان جديد بالقرب من الأردن وبينما هم يقطعون الخشب ، سقطت فأس أحدهم في الماء وغاصت فيه – وكانت عارية – وانه من العبث البحث عنها في هذا المجرى الموحل والسريع الجريان ، لذلك صرخ الى النبي مستنجدا ، فقطع اليشع عودا من الخشب والقاه في المكان حيث سقطت الفأس الحديدية على سطح الماء فطفى الحديد ( 6 : 1 – 7 ) .
10 – حدثت المعجزة الأخيرة بعد وفاته ، حيث نقرأ أن عظامه كانت لها قوة محيية ( 13 : 20 و 21 ) ، ويقول التقليد اليهودي بأن الرجل الذي عاد الى الحياة لم يعش سوى ساعة واحدة ، والقصة توضح مدى ما كان لأليشع من مكانه .