شخصية ارميا النبي
لقب بالنبي الباكي ويعتبر أرميا من أكثر الأنبياء الذين تعرضوا للإضطهاد والمعاناة من أجل كلمة الله في العهد القديم.
من هو أرميا
أرميا وهو ابن حلقيا الكاهن ( أر 1 : 1) نبي عاش في أورشليم (القدس) في 645 – 584 ق.م، وقد شهد سبي الشعب اليهودي إلى بابل وتنبأ لما سيحصل لهم من ضربات وويلات، لذلك أبغضه الناس واضطهدوه بعنف وبقسوة شديدة. فهو حساس لدرجة مؤلمة جداً، خجول، ضعيف، يتأوه ويتألم كثيراً، ولكنه لم يُسقِط الدعوة التي وضعها الله على عاتقه في إنذار شعبه ودعوتهم للحق (أر 1 : 18) وكان قول الله له: هانذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد واسوار نحاس على كل الارض.لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الارض. فيحاربونك ولا يقدرون عليك لاني انا معك يقول الرب لانقذك"
معنى الاسم
أرميا كلمة عبرية معناها "الرب يؤسس او الرب يثبت " .. وقد دعي من الله عندما كان يبلغ من العمر الثالثة عشرة – أثناء عهد الملك يوشيا – وقد خدم في سبيل الله لمدة تقارب الإثنين والأربعين عاماً.
دعوة الله لارميا: دعى الله أرميا ليفعل ما يلي:
1ـ دعوة الشعب للعودة لله والتوبة.
2ـ دعوة الشعب لتصحيح نواياهم وإصلاح قلوبهم.
3ـ الله هو سيد التاريخ يعمل لخير البشرية كلها .
4ـ إخبار الناس أن الله كان أميناً وعادلاً ومحباً لشعبه ولكن الناس هم الذي كسروا العهد والميثاق بينهم وبين الله
5ـ إخبار الناس أنهم بحاجة إلى مسيح (وقد يكون ملك عادل) ليحقق لهم العدل ويخلصهم من ظروفهم المأساوية
اضطهاد ومعاناة أرميا
لربما لا نستطيع شرح وتفصيل مدى حزن وكآبة ومعاناة أرميا الشديدة، ولكننا نستطيع ان نلخص بعض النقاط التالية:
1ـ لقد كان مكروهاً ومُبغَضاً من شعبه: 11 : 18ـ 21 والرب عرفني فعرفت.حينئذ اريتني افعالهم. وانا كخروف داجن يساق الى الذبح ولم اعلم انهم فكروا علي افكارا قائلين لنهلك الشجرة بثمرها ونقطعه من ارض الاحياء فلا يذكر بعد اسمه. فيا رب الجنود القاضي العدل فاحص الكلى والقلب دعني ارى انتقامك منهم لاني لك كشفت دعواي. لذلك هكذا قال الرب عن اهل عناثوث الذين يطلبون نفسك قائلين لا تتنبا باسم الرب فلا تموت بيدنا.
2ـ استهزئ به كثيراً 17: 15 ها هم يقولون لي اين هي كلمة الرب لتات.
3ـ واجهه الأنبياء والمعلمين الكذبة والدجالين وكذبوه واتهموه بالكذب 14 :13 ـــ 17 فقلت اه ايها السيد الرب.هوذا الانبياء يقولون لهم لا ترون سيفا ولا يكون لكم جوع بل سلاما ثابتا اعطيكم في هذا الموضع. فقال الرب لي.بالكذب يتنبا الانبياء باسمي.لم ارسلهم ولا امرتهم ولا كلمتهم.برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنباون لكم لذلك هكذا قال الرب عن الانبياء الذين يتنباون باسمي وانا لم ارسلهم وهم يقولون لا يكون سيف ولا جوع في هذه الارض بالسيف والجوع يفنى اولئك الانبياء. والشعب الذي يتنباون له يكون مطروحا في شوارع اورشليم من جرى الجوع والسيف وليس من يدفنهم هم ونساؤهم وبنوهم وبناتهم واسكب عليهم شرهم. وتقول لهم هذه الكلمة.لتذرف عيناي دموعا ليلا ونهارا ولا تكفا لان العذراء بنت شعبي سحقت سحقا عظيما بضربة موجعة جدا.
4ـ ضُرب في الأماكن العامة أمام الناس: 20 : 2 فضرب فشحور ارميا النبي وجعله في المقطرة التي في باب بنيامين الاعلى الذي عند بيت الرب. 37 : 15 فغضب الرؤساء على ارميا وضربوه وجعلوه في بيت السجن.
5ـ وضع في المقطرة التي تربط اليدين والرجلين 20 : 1 وسمع فشحور بن امير الكاهن.وهو ناظر اول في بيت الرب.ارميا يتنبا بهذه الكلمات. 2فضرب فشحور ارميا النبي وجعله في المقطرة التي في باب بنيامين الاعلى الذي عند بيت الرب.
6ـ هُدّد بالقتل عدة مرات 26 : 8 وكان لما فرغ ارميا من التكلم بكل ما اوصاه الرب ان يكلم كل الشعب به ان الكهنة والانبياء وكل الشعب امسكوه قائلين تموت موتا.
7ـ وضع في السجن عدة مرات 37 : 15ــ 16 فغضب الرؤساء على ارميا وضربوه وجعلوه في بيت السجن في بيت يوناثان الكاتب لانهم جعلوه بيت السجن. فلما دخل ارميا الى بيت الجب والى المقببات اقام ارميا هناك اياما كثيرة.
8ـ اتهم أنه جاسوس وعميل ضد بلده 37 : 13ــ 14 وفيما هو في باب بنيامين اذا هناك ناظر الحراس اسمه يرئيا بن شلميا بن حننيا فقبض على ارميا النبي قائلا انك تقع للكلدانيين (البابليين). فقال ارميا كذب.لا اقع للكلدانيين (البابليين).ولم يسمع له فقبض يرئيا على ارميا واتى به الى الرؤساء.
9ــ وضع في الجب وغاص في الوحل 38 : 6 فاخذوا ارميا والقوه في جب ملكيا ابن الملك الذي في دار السجن ودلوا ارميا بحبال.ولم يكن في الجب ماء بل وحل فغاص ارميا في الوحل
10. رُبط بسلاسل 40 : 1 الكلمة التي صارت الى ارميا من قبل الرب بعدما ارسله نبو زرادان رئيس الشرط من الرامة اذ اخذه وهو مقيد بالسلاسل في وسط كل سبي اورشليم ويهوذا الذين سبوا الى بابل.
11. بعض كتاباته ونبواته مُزّقت بهتاناً وأُحرِقَت في النار 36 :22 وكان الملك جالسا في بيت الشتاء في الشهر التاسع.والكانون قدامه متقد. وكان لما قرا يهودي ثلاثة شطور او اربعة انه شقه بمبراة الكاتب والقاه الى النار التي في الكانون حتى فني كل الدرج في النار التي في الكانون.
12. سمي بـ"القلب المكسور" بسبب الرسالة الثقيلة التي حملها 9 : 1 يا ليت راسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهارا وليلا قتلى بنت شعبي. يا ليت لي في البرية مبيت مسافرين فاترك شعبي وانطلق من عندهم لانهم جميعا زناة جماعة خائنين
13. كان الوحي (كلمة الرب) كنار آكلة في عظامه 20 : 9 فقلت لا اذكره ولا انطق بعد باسمه. فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الامساك ولم استطع0لاني سمعت مذمة من كثيرين.خوف من كل جانب.يقولون اشتكوا فنشتكي عليه.كل اصحابي يراقبون ظلعي قائلين لعله يطغى فنقدر عليه وننتقم منه.
14. منعه الله أن يتزوج بسبب الظروف الآتية على أورشليم 16 : 1 ثم صار الي كلام الرب قائلا 2 لا تتخذ لنفسك امراة ولا يكن لك بنون ولا بنات في هذا الموضع.
15. رأى أرميا دمار أورشليم بعينه (المدينة المقدسة)
موت ارميا
وبعد احتلال المدينة، عامله البابليون باحترام عظيم عندما علموا أنه تحــــــــــدث لصالحهم ( 39 : 11 - 40 : 1) وأعطوه حرية الاختيار بين الذهاب إلى بابل أو البقاء في وطنه ، ولكنه قرر البقاء ، وذهب إلى جدليا الوالي في المصفاة ، وكان جدلياً إنساناً جديراً بالثقة ، ولكن عندما اغتال المعارضون الأثمة هذا الرجل بعد فترة وجيزة ، قرر اليهود الذين كانوا قد تُركوا في فلسطين - مهددين وخائفين من انتقام الكلدانيين - أن يهاجروا إلى مصر ، فحذرهم إرميا بشدة وأنذرهم بانتقام يهوه إذا أصروا على ذلك ( 42 : 1) ، ولكنهم أصروا على رأيهم ، بل وأجبروا النبي الشيخ على الذهاب معهم ( 43 : 1) ، وكانت وجهتهم الأولى مدينة تحفنحيس في مصر السفلى ( الوجه البحرى ) وهناك واصل إرميا مناداته بكلمة الله لزملائه الإسرائيليين ونجد شيئاً من ذلك في ( 43 : 8 - 13 ) ، وفي عظته في الأصحاح الرابع والأربعين ، التي قالها في وقت لاحق ، ولكن قبل 570 ق.م . ولا بد أن إرميا كان قد بلغ في ذلك الوقت مابين السبعين والثمانين من عمره ويحتمل أنه مات بعد ذلك بقليل في مصر . ويقول بعض آباء الكنيسة إن اليهود قد رجموه حتى الموت في تحفنحيس .
اعداد القس هانى كرم