أخاب بن عمري
كان أخاب من أقوى ملوك إسرائيل عسكريًّا، فنجح سياسيًا وكان له الكثير من الانتصارات، وفي نفس الوقت أضعفهم؛ فلقد كان فاشلاً روحيًّا وعمل كل أنواع الشرور، فترك العنان لإيزابل زوجته لتقود المملكة للشرِّ والدمار.
وهو سابع ملك لإسرائيل، مَلَك اثنتين وعشرين سنة، وتزوج امرأة شريرة اسمها إيزابل ابنة إثبعل؛ ملك الصيدونيين، والتي أدخلت عبادة البعل رسميًّا إلى إسرائيل.
معنى الاسم " أخو الأب " أو " الأب أخي " مما قد يعني أنه اتخذ من الله أخاً له.
ولُقِّب أخآب بأنه “الشرير” و“المبغض للرب”، فاستحق بذلك القضاء الإلهي الزمني والأبدي.
وظهرت شرور في الاتى:
1- سلوكه في خطايا يربعام بن نباط
وكانت خطايا يربعام أنه استبدل الإله الحقيقي بعجلَي ذهب ليمنع إسرائيل من الذهاب إلى أورشليم ويضمن ولاءهم له، لأنه خاف أنهم إذا ذهبوا إلى أورشليم لتقديم ذبائح للرب يرجع قلب الشعب إلى ملك يهوذا، ولذا ”عمل عجلَي ذهب، وقال لهم: كثير عليكم أن تصعدوا إلى أورشليم. هوذا آلهتكَ يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر... وكان هذا الأمر خطية" (1مل 28:12). خاف يربعام على عرشه أكثر من طلبه مجد الله.
2- أنه تزوج إيزابل وعبد البعل
اتخذ إيزابل ابنة أثبعل ملك الصيدونيين امرأة وسار ”وعبد البعل وسجد له" (1مل 31:16). تزوج أخآب بنت ملك وثني.. وكانت شريرة وأغوته لعمل الشر.
والزواج بامرأة شريرة، يُفسد حياة الزوج.. سيما إذا كانت جميلة أو ذات لسان ناعم.. فإذا كنت مؤمناً حقيقياً فاحذر الزواج بفتاة شريرة... أو الارتباط بعائلة تعبد الأوثان.
3- ترك ايزابل امرأته تهدد إيليا النبي
جمع إيليا شعب إسرائيل وقال لهم "حتى متى تعرُجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتَّبعوه وإن كان البعل فاتَّبعوه".ووضع إيليا الشعب في مشهد واضح إذ جمع أنبياء البعل وتحدّاهم أمام الشعب أن يطلبوا من آلهتهم أن تجيب بنار من السماء والإله الذي يجيب بنار فهو الله.
وقطّع أنبياء البعل أجسادهم بالسيوف طالبين من آلهتهم النار، ولم يكن صوت، ولا مجيب ولا مصغ.
وصلى إيليا "فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة .. فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا: الرب هو الله! الرب هو الله!" (1مل 38:18-39). وطلب إيليا من الشعب أن يُمسكوا أنبياء البعل، "فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك"
وأخبر أخآب إيزابل بكل ما عمل إيليا.. فأرسلت إيزابل رسولاً إلى إيليا تقول: "هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد إن لم أجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غداً" (1مل 2:19).
4-قتل نابوت اليزرعيلي وامتلاك حقله.
"وحدث... أنه كان لنابوت اليزرعيلي كرم في يزرعيل بجانب قصر أخآب... فكلّم أخآب نابوت قائلاً: أعطني كرمك فيكون لي بستان بقول لأنه قريب بجانب بيتي، فأعطيك عوضه كرماً أحسن منه. أو إذا حسن في عينيك أعطيتك ثمنه فضة. فقال نابوت لأخآب: حاشا لي من قِبَل الرب أن أعطيك ميراث آبائي" (1مل 1:21-3).
كان نابوت اليزرعيلي أميناً لوصية الرب القائلة: "فلا يتحوَّل نصيبٌ لبني إسرائيل من سبط إلى سبط، بل يلازم بنو إسرائيل كل واحد نصيب سبط آبائه" (عدد 7:36). ودفعه تمسكه بكلمة الرب إلى أن يرفض طلب الملك.. ”ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس“.
واكتأب أخآب واغتمّ بسبب رفض نابوت لطلبه، ودخلت زوجته الشريرة إيزابل وقالت له: لماذا روحك مكتئبة؟ أنا أعطيك كرم نابوت اليزرعيلي، ودبَّرت أن يشهد اثنان ضدّ "نابوت" كذباً قائلين: "قد جدّفت على الله وعلى الملك... فأخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات.. ولما سمع أخآب أن نابوت قد مات قام أخآب لينزل إلى كرم نابوت اليزرعيلي ليرثه" (1مل 10:21).
طمع أخآب أن يمتلك كرم نابوت اليزرعيلي، والطمع هو عبادة للأوثان كما قال بولس الرسول: "الطمع الذي هو عبادة الأوثان" (كو 5:3). وهناك من يطمع في زوجة صديقه، أو أخيه، وقد حذَّر بولس الرسول من هذا الطمع قائلاً: ”أن لا يتطاول أحد ويطمع على أخيه في هذا الأمر" (1تس 6:4). لكن أخآب طمع في كرم نابوت، وقامت زوجته الشريرة إيزابل بتدبير خطة لقتل نابوت، وقَبـِل آخاب الخطة المجرمة وامتلك حقل نابوت. في ذلك الوقت جاء إليه إيليا النبي وقال: "هكذا قال الرب: هل قتلت وورثت أيضاً؟ في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أنت أيضاً" (1مل 19:21).
"إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتَعْ من الأمر، لأن فوق العالي عالياً يلاحظ، والأعلى فوقهما" (جا8:5).
5ــــ رفض كلام الرب وسار وراء كلام الانبياء الكذبه
كان سبب خراب وتدهور الملك أخآب هو رفضه لكلمة الله الصادقة وإيمانه بكلام الأنبياء الكذبة ويظهر رفض أخآب لكلمة الله الصادقة في القصة التالية:
نزل يهوشافاط ملك يهوذا لزيارة أخآب ملك إسرائيل، وكان يهوشافاط صهراً لأخآب. وقال أخآب لعبيده أتعلمون أن راموت جلعاد لنا ونحن ساكتون عن أخذها من يد ملك آرام. وقال ليهوشافاط أتذهب معي للحرب إلى راموت جلعاد. ووافق يهوشافاط على الذهاب معه للحرب، لكنه أراد أن يعرف مشيئة الله، فقال لأخآب: "اسألْ اليوم عن كلام الرب".
"فجمع ملك إسرائيل الأنبياء، نحو أربع مئة رجل وقال لهم: أأذهب إلى راموت جلعاد للقتال أم أمتنع؟ فقالوا اصعد فيدفعها السيد ليد الملك" (1مل 6:22).
لم يرتحْ يهوشافط الملك الذي عمل المستقيم في عينَي الرب لما قالته الأنبياء الكذبة لأخآب، "فقال يهوشافاط: أما يوجد هنا بعد نبي للرب فنسأل منه؟ فقال أخآب ليهوشافاط: "إنه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكني أبغضه لأنه لا يتنبأ عليّ خيراً بل شراً وهو ميخا بن يملة" (1مل 7:22و
.
كان أخآب يبغض ميخا النبي لأنه يقول له كلمة الله الحقيقية.. وهناك كثيرون يبغضون من ينادي لهم بالحق الكتابي العديم الغشّ.
وجاء ميخا النبي وقال للملك آخاب: إن الرب سمح للشيطان أن يضع روح غواية في فم أنبيائه الكذبة.. وأنه إن ذهب لمحاربة ملك آرام فسيهزمه ملك آرام.. ولم يصدِّق أخآب كلام الرب، بل صدَّق كلام أنبيائه الكذبة.. وخرج للحرب متنكِّراً.. وكانت النهاية الرهيبة.
وإن رجلاً نزع في قوسه غير متعمِّد وضرب ملك إسرائيل بين أوصال الدرع، وجُرح أخآب جرحاً عميقاً. "واشتدّ القتال في ذلك اليوم، وأُوقف الملك في مركبته مقابل أرام ومات عند المساء، وجرى دم الجرح إلى حضن المركبة... وغُسلت المركبة في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه" (1مل 35:22-38)، وتم كلام الرب الذي تكلم به إيليا النبي. وهكذا انتهت حياة اخاب الملك الشرير.
ملخص القضاء الإلهي الذى كان من الله على اخاب:
1. في المكان الذي لَحَست فيه الكلاب دم نابوت تلحس دمك أنت أيضًا؛ فالذي يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد أيضًا.
2. من مات لأخآب في المدينة تأكله الكلاب، ومن مات في الحقل تأكله طيور السماء.
3. هأنذا أجلب عليك شرًّا وأُبيد نسلك.
4. أرسل الرب رجلاً اسمه ياهو وقضى على كل بيت أخآب وعلى إيزابل (2مل 10 : 11).