شخصية شمعى بن جيرا
كثيراً ما يسأل المؤمن هذا السؤال: ما هي الحكمة في أن يرسل الله من ينغص حياتك، ويقلق راحتك، ويقلب أمنك، ويهدد سلامك؟!!.. وأنت تصرخ مرات بلا عدد أن يرفع الله عنك هذا الضيق أو الشوكة التي تقض مضجعك، وإذا بالمنغص يزداد إمعاناً في شره وظلمه واستبداده وطغيانه، وإذا هو رسول حكمة علوية لا يدرك كنهها إلا من تدرب على معاملات الرب، التي قد تبدو غريبة أو عجيبة لمن هو أقل فهماً وإدراكاً وتأملاً،… ظهر هذا المنغص في طريق داود، ظهر ظالماً قاسياً متشفياً، ولم يره أبيشاي سوى كلب ميت يسب الملك،… ولكن داود كان له رأي آخر، إذ أن شمعي لم يكن عنده مجرد كلب يقطع رأسه أو لسانه، بل هو رسول من الله جاء إليه في اللحظة الدقيقة ليتمم أمراً إلهياً، على الملك أن يقبله بكل خضوع وتسليم واتضاع.
معنى الاسم : اسم عبري معناه "يهوه يسمع".
من هو شمعى
شمعي بن جيرا البنياميني ينتسب لعشيرة شاول الملك . وكان يعيش في أيام داود ، في مكان اسمه بحوريم علي الجانب الآخر من جبل الزيتون ، وكان يكره داود الذي أصبح ملكاً علي إسرائيل عوضاً عن شاول قريبه
شمعى يسب داود
عندما هروب داود من وجه أبشالوم ابنه وعندما جاء إلي بحوريم خرج شمعي بن جيرا يسب داود ويرشق بالحجارة داود ومن معه ويقول لداود "أخرج اخرج يا رجل الدماء ورجل بليعَّال. وقد رد الرب عليك كل دماء بيت شاول الذي ملكت عوضاً عنه" وأراد أبيشاي بن صروية أن يعبر إليه ويقتله ، ولكن داود الملك منعه قائلاً له : "دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود دعوه يسب لأن الرب قال له. لعل الرب ينظر إلي مذلتي ويكافئني الرب خيراً عوض مسبته" (2 صم 16 : 5-12) .
شمعى يعترف بخطاءه
بعد مقتل أبشالوم ، وداود في طريق عودته إلي ملكه ، بادر شمعي بن جيرا البنياميني ، ومعه ألف رجل من بنيامين ، وخاضوا الأردن أمام الملك ، وسقط شمعي بن جيرا امام الملك ، واعترف بأنه قد أخطأ ، وطلب الصفح عن ذنبه . واقترح أبيشاي مرة أخري أن يُقتل شمعي لأنه سب مسيح الرب ، فرفض داود ذلك ، وقال لأبيشاي : "آليوم يقتل أحد في إسرائيل ؟ أفما علمت أني اليوم ملك علي إسرائيل ؟ ثم قال الملك لشمعي : لا تموت" (2 صم 19 : 16-23) .
داود يحذر سليمان من شمعى
يبدو أن داود الملك ظل يرتاب في نيات شمعي ، إذ أنه "لما قربت أيام وفاة داود ، أوصي سليمان ابنه قائلاً : …هوذا معك شمعي بن جيرا البنياميني من بحوريم ، وهو لعنني لعنة شديدة يوم انطلقت إلي محنايم ، وقد نزل للقائي إلي الأردن فحلفت له بالرب قائلاً : إني لا امتيك بالسيف . والآن فلا تبرره لأنك أنت رجل حكيم فاعلم ما تفعل به وأحدر شيبته بالدم إلي الهاوية" (1 مل 2 : 1 و 8 و 9) .
سليمان يحدد اقامة شمعى
عندما مَلَكَ سليمان ، "أرسل ودعا شمعي وقال له : ابن لنفسك بيتاً في أورشليم وأقم هناك ، ولا تخرج إلي هنا أو هناك . فيوم تخرج وتعبر وادي قدرون ، اعلمن بأنك موتاً تموت ، ويكون دمك علي رأسك" . فقبل شمعي كلام الملك واقام في أورشليم ثلاث سنوات ، هرب في نهايتها عبدان لشمعي إلي أخيش بن معكة ملك جت ، فانطلق شمعي إلي جت وأتي بعبديه . فلما بلغ سليمان الملك ذلك ، استدعي شمعي وذكَّره بالعهد الذي قطعه علي نفسه ، وأمر بناياهو بن يهوياداع ، فبطش به فمات" (1 مل 2 : 36-45) .
اعداد القس / هانى كرم عطية