شخصية داود
سنتأمل فى حياة نبي الله داود كاتب المزامير، الذي كان في مطلع حياته يرعى الأغنام وفي حياته لاقى التعب والعناء من مطاردة الملك شاول له، بعد أن غنّت بنات إسرائيل أن شاول قتل ألوفه، بينما قتل داود عشرات ألوفه. وفي بقية حياته مَلك على بني إسرائيل ونظّم دولتهم، كقائد سياسي وديني، يعلم الشعب طريق الرب. وقال عنه الله: "وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبي"
معنى الاسم: داود اسم عبري معناه "المحبوب"ولعلها اختصار "دوداياهو" أي "المحبوب من يهو" ( 2أخ 20: 37)
من هو
هو ابن يسى البتلحمى كان له سعبة اخوه واختان وكان من مدينة بيت لحم. وفيما يتعلق بتفصيل حياة داود فإننا نعرف عنها أكثر مما نعرف عن أي شخصية أخرى ويظهر لنا داود في صور متنوعة، فيظهر كراع، وموسيقى، وجندي، وملك وشاعر ويمكن تقسيم حياته إلى ثلاث مراحل: الأولى كراعٍ، والثانية في المنفى مطارداً من مكان إلى مكان من شاول، والثالثة كملك لإسرائيل
دروس روحسة من شخصية داود
1ـ اختر اصدقاء كويسين
اختار داود يصادق يوناثان الذى كان ابن الملك وله الحق في تولي الحكم بعد والده ولكنه فضل مصلحة داود وعرف بأن أبوه يظلم داود فدافع عنه أمام الملك ثم وضع خطة لهرب داود , وكذلك داود عندما كّرم مفيبوشت ابن يوناثان وجعله يأكل على مأدته صاروا مثلا للصداقة الجيده
2ـ لا تستهين بالخطية لانه محدش كبير على الخطية :
مع كون داود نبي عظيم وملك عظيم فإن ذلك لم يحميه من الوقوع في الخطية والتي ارتكبها لعدة مرات وكان البعض منها شنيعاً كالزنى والقتل ارايد ان يعتمد على قوته العسكرية عندما احصى الشعب.
3ـ ان سقط فى الخطية لا تستمر فيها :
وقد قال داود في مزاميره " لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم" من المهم جداً أن نعرف كيف ننهض من الخطية ولا نسمح لها بأن تسيطر على حياتنا وتدمرها ونجد في ( مز 51) الكثير من الندم ووصف لما حل بداود بعد خطيتي الزنى والقتل
4ـ الاعتراف بالخطية هو بداية العلاج :
عندما أتى ناثان إلى داود وواجهه بخطيته في (2صم 12: 7-12) "فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! نظر كيف تجاوب داود وماذا كانت ردة فعله المباشرة في العدد 13: "فقال داود لناثان: قد أخطأت إلى الرب". أقر واعترف بخطأه مباشرة .
5 ـ توبتك عن الخطية لا تعني زوال نتائجها وعواقبها:
عندما أخطئ داود مع بثشبع ثم قتل أوريا الحثي جاء يوناثان من قبل الله ليخبره بالعقوبة التي قرر الله أن يفرضها على داود وكل بنود هذه العقوبة تحققت عاجلاً مثلاً مثل موت الولد الذي وضعته بثشبع مع أن داود صام وتضرع كثيراً أمام الله لأجله ( 2صم 12: 18) وكان في اليوم السابع أن الولد مات" وامور اخرى حدث مع أولاده أمنون وأبشالوم وثامار (2صم13), وفى وقت اخر تمرد أبشالوم عليه (2صم 15-18) .ونجد حادثة أخرى أيضاً في حياة داود وهي عندما أخطئ وأحصى الشعب فأرسل الله نبيه ليخير داود بين ثلاث عقوبات على فعلته (2صم 24: 15- 17) 15" فجعل الرب وبأ في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد، فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع سبعون ألف رجل.
6ـ لا تنشغل بامور شغلك وتهمل بيتك:
لقد اهتم داود بشكل كبير بأمور المملكة ونجح في الكثير من الحروب التي قاد بها شعب الرب فكان قائدأ حربياً بارعاً كما كان ملكاً عظيماً اختاره الرب قبل توليه المملكة بسنوات ولكن هذا القائد العظيم انشغل فى شؤون الحكم عن حياته العائلية فكان أولاده غير مرضيين على الإطلاق فنجد بينهم أمنون ابنه البكر الذي نجس أخته ثامار وارتكب معها الزنى ونجد أيضاً أبشالوم ذلك الشاب الذي انتقم من أخيه بنفسه بعد أن تعامل مع الموضوع بمكر. لقد كان داود حقاً "ناجحاً كملك فاشلاً كأب "
7ـ تعلم ان تستشر الله في امور حياتك:
لقد مسح صموئيل داود ملكاً أيام حكم شاول وبعدها مرت الأيام وعرف شاول بالأمر وطارد داود كثيراً وأخيراً وبعد وفاة شاول أصبح الموضوع قيد التنفيذ لكن داود لم يعتبر الموضوع مفروغاً منه وسارع لتولي الحكم بل سارع فوراً إلى طلب الرب واستشارته في هذا الموضوع (2 صم 2: 1-4 )" 1وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ (موت شاول) أَنَّ دَاوُدَ سَأَلَ الرَّبَّ قَائِلاً: «أَأَصْعَدُ إِلَى إِحْدَى مَدَائِنِ يَهُوذَا؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اصْعَدْ». فَقَالَ دَاوُدُ: «إِلَى أَيْنَ أَصْعَدُ؟» فَقَالَ: «إِلَى حَبْرُونَ». 2فَصَعِدَ دَاوُدُ إِلَى هُنَاكَ هُوَ وَامْرَأَتَاهُ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيِّ. 3وَأَصْعَدَ دَاوُدُ رِجَالَهُ الَّذِينَ مَعَهُ، كُلَّ وَاحِدٍ وَبَيْتَهُ، وَسَكَنُوا فِي مُدُنِ حَبْرُونَ. 4وَأَتَى رِجَالُ يَهُوذَا وَمَسَحُوا هُنَاكَ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى بَيْتِ يَهُوذَ
هل نستشير الرب في كل أمور حياتنا أم أننا نعتبر أن هناك أمور نعملها دون الرجوع للرب. فلنجعل الله أولاً في كل قراراتنا وكل أمور حياتنا مهما بدت صغيرة .
8ـ الله صادق فى كل مواعيده وان تاخر:
لكل شيء تحت السماء وقت.فالله لديه طرق مختلفة عن تفكيرنا واستحساننا الشخصي (رو11: 34, 35)" لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ 35أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟".
وهذا لم يحدث فقط مع داود الذي انتظر تحقيق وعد الله بأن يصبح ملك إسرائيل سنوات طويلة وهو لم يستعجل تنفيذ الوعد حيث كان بإمكانه قتل شاول لأكثر من مرة فلم يفعل بل حسب الذي وعد صادقاً وسيتتم وعده.
موت داود
فى اخر ايامه طلب داود ان ياتى اليه ابنه سليمان واصاه ان يحفظ وصايا الرب وقال له ان ذاهب فى طريق الارض كلها.