( 21 ) شخصية كالب ابن يفنه
كالب بن يفنة هو الشخص الذي قيل عنه 6 مرات في الكلمة إنه "اتبع الرب تماماً". وعلى الرغم من أنه لم يُذكر بالاسم في لائحة الشرف في "عبرانيين 11" لكنه يتم فيه قول الكاتب "بالإيمان ... نالوا مواعيد"
معنى الاسم اسم عبري بمعني "كلب"
كالب بن يفنة من سبط يهوذا وكان واحداً من الجواسيس الاثني عشر الذين أرسلهم موسى رجل الله من قادش برنيع في برية فاران ليستكشفوا أرض كنعان (عد 13 :6)
كالب ولغة الايمان
لقد أشاع عشرة من الجواسيس "مذمة الأرض" (عد 13 :22) مما أصاب الشعب بالإحباط عندما سمعوا أن "الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً. أيضاً قد رأينا بني عناق هناك" (عد 13 :28). فإن كالب ويشوع شجعا الشعب قائلين: إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها "والرب معنا" (عد 13 :30و14 :6-9).
كالب يدخل ارض كنعان
ومع أن بني إسرائيل لم يقدروا أن يدخلوا إلى أرض كنعان في ذلك الوقت لعدم الإيمان وقال الرب: "إن جميع الرجال الذين رأوا مجدي وآياتي... ولم يسمعوا لقولي لن يروا الأرض التي حلفت لآبائهم وجميع الذين أهانوني لن يروها أما عبدي كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعني تماماً أدخله الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها" (عد 14 :22-24و30). ويقف كالب بطلاً من أبطال الإيمان لأنه اتبع الرب تماماً هو ويشوع بن نون (عد 32 :12، تث 1 :36).
الحرب والامتلاك
كان بنو عناق مسيطرين على الأرض الموعود بها. كانوا طوال القامة مخيفين منظرهم يبعث الرعب في القلوب فكيف نظر إليهم كالب؟ وكيف اعتبر هذه العقبة القائمة أمام الشعب؟
الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها الأرض جيدة جدًا جدًا إن سُّر بنا الرب يُدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها… إنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلهم والرب معنا.لا تخافوهم» (عدد 7:14-9(
لاحظ ما يقوله عنهم:
أولاً: هم خبزنا : أي هم الغنيمة التي سنتغذى عليها. كان متيقنًا من النصرة عليهم، ثم اعتبرهم كالخبز للأكل. ألا نتعلم درسًا هامًا إزاء الصعاب التي تقابلنا في الحياة؟ إن الرب يسمح بها في طريقنا حتى نتغذى عليها. فالصعاب تقودنا إلى الالتجاء للرب أكثر والتمسك بمواعيده والتعلق به تمامًا وهذا بمثابة طعام لنا يزودنا بالطاقة الروحية. إنها فرصة جيدة لتقوية الإيمان.
ثانيًا : قد زال عنهم ظلهم : أي اختفوا وتلاشوا. عندما نمتلئ ثقة في الرب تذوب الصعاب أمامنا إذ نرى الرب معنا. لكن تحويل النظر عن الرب يؤدي إلى الشعور بضخامة المشكلة فتبدو أكبر من حجمها الحقيقي.
يقول الرب: «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود» ويقول الإيمان: «مَنْ أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً» (زكريا 7،6:4(
كالب يمتلك قلب الشبان
حارب كالب وهو في سن الخامسة والثمانين ليمتلك الميراث الذي وعده به الرب على لسان موسى . وما معنى الميراث لنا؟ إنه يمثل البركات الروحية التي من حق كل المؤمنين أن يتمتعوا بها «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح» (أفسس 3:1). فكل ما تمتع به المسيح عندما كان على الأرض لنا أن نتمتع به: السلام، الفرح، محبة الآب… الخ. وكما حارب كالب ليمتلك، نحن أيضًا يجب أن نحارب لكن حربًا روحيةً «فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين… مع أجناد الشر الروحية في السماويات» (أفسس 12:6). إبليس يريد إعاقتنا عن التقدم الروحي، ويحاول بكل الطرق منعنا من امتلاك ما لنا في المسيح والتمتع به. لذا لابد من أن نقاوم حتى نتمتع. امتلك كالب «حبرون» وطرد منها الأعداء بني عناق الثلاثة. وحبرون تعني «شركة أو رفقة» وكانت تقع أعلى الجبل، وهي تمثل شركة المؤمن مع الرب التي هي المصدر الوحيد للغنى الروحي والفرح الحقيقي «أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً» (1يوحنا 4،3:1(
كالب رجل مشجع للشباب
وأراد كالب أن يحرض الشباب حوله فقال لهم: "من يضرب قرية سفر ويأخذها أعطيه عكسة ابنتي امرأة (يش 15 :16، قض 1 :12) فأخذها عثنيئيل بن قناز - ابن أخي كالب - فأعطاه عكسة ابنته امرأة وأصبح عثنئيل أول قاض لإسرائيل لمدة أربعين سنة (قض 3 :9 -11).
اعداد القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى