30- شخصية تولع بن فواه بن دودو (قض10: 1، 2(
من هو تولع
وهو في العبرية نفس الاسم " تولاع " وتولع هو أحد قضاة إسرائيل قام بعد ابيمالك بن جدعون وكان ابن فواة بن دودو من سبط يساكر أيضاً " كان ساكنا في شامير في جبل افرايم، فقضى لإسرائيل ثلاثا وعشرين سنة ومات ودفن في شامير " ( قض 10 : 1 ، 2)
معنى الاسم تولع:
اسم عبرى يعنى دوده ـ فواه اسم عبرى ويعنى تفوه او نطق ـدودو اسم عبرى ويعنى محبوب
تسلط ابيمالك على اسرائيل
في الأصحاح التاسع من سفر القضاة نقرأ عن أبيمالك بْنُ جدعون الذي أراد أن يكون ملكًا بعد موت أبيه وحكم فعلاً ثلاث سنوات. وفي البداية حصل على تأييد عشيرة أُمِّهِ ودعوا كل إسرائيل لتأييده فجاء إلى بيت أبيه في عفرة وقتل إخوته بني جدعون سبعين رَجُلاً ولم ينجُ إلا الابن الأصغر يوثام لأنه اختبأ. وقد حدث عصيان مسلح ضده في شكيم ومع أنه استطاع قمعه إلا أنه قُتل بحجر رَحًى طرحته امرأةٌ على رأسه من فوق سور برج تاباص وخشية أن يُقال عنه: «قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ» طلب من حامل سلاحه أن يقتُلهُ، فطعَنهُ الغُلامُ فماتَ. وكان موته الشنيع عقابًا عادلاً لأفعاله الدموية.
كان تحكم أبيمالك رغبة واحدة قوية وهي أن يتسلط ويحكم. ولا نُشاهد في كل تاريخه أي مشاهد روحية. وأُعطيَّ لنا كتحذير وليس كمثال لأن الكبرياء هي أعظم الشرور والله يُبغض الكبرياء فوق كل الشرور لأنها تُعطي الإنسان مكانًا ليس هو مكانه بل يخص الله وحده الذي هو المُرَّفع فوق الكل. إنها تقطع الشركة مع الله وتستدعي نزول القضاء والتأديب الإلهي لانه مكتوب: «يُقَاوِمُ الله المُستكبرين، وأما المُتواضِعُونَ فَيُعطِيهِم نِعمَةً» (يع 4: 6 )
وفي «تُولَعُ بْنُ فُوَاةَ بْنِ دُودُو» نجد صورة رمزية جميلة لربنا يسوع المسيح في شخصه وفي عمله:
1ـ َقَامَ بَعْدَ أَبِيمَالِكَ
أبيمالك المتغطرس الذي أراد أن يُعظّم ويُرفّع نفسه إلى أعلى مكان. وتُولَعُ في هذا رمز للرب يسوع المسيح آدم الأخير الإنسان الثاني الرب من السماء (1كور15: 45، 47). لقد سقط أبوينا في الجنة في خطية الكبرياء «يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله (أو كآلهة)» إنها شهوة الإلوهية عدم الرضا وعدم الاكتفاء بالمستوى البشري والطمع في موقف المساواة مع الله بدلاً من موقف الطاعة والخضوع لله. إن آدم الإنسان الأول لكونه مخلوقًا كان تحت التزام الخضوع لمشيئة الله بيد أنه عصى حتى الموت لأنه ترفّع لكي يكون مثل الله. ولكن على النقيض بالتمام نرى الرب يسوع الذي مع كونه الله الواحد مع الآب في الجوهر والمُساوي له في الأقنومية نراه وقد أخلى نفسه ليكون عبدًا وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسانٍ وضع نفسه إلى آخر درجات الاتضاع بموت الصليب لكي يُطيع الله ويُمجّده في ذات الموضع الذي أُهينت فيه كرامته ) في2: 6-11)
2ـ وَقَامَ ... لِتَخْلِيصِ إِسْرَائِيلَ
صورة للرب يسوع المسيح المُخلِّص (لو2: 11 )، والذي «ليس بأحدٍ غيره الخلاص» (أع 4: 12). فقد تحنَّن الله على الإنسان الخاطئ المُستعبَد لخطيته فأرسل الرب يسوع ليُخلّصهُ من دينونة الخطية ومن عبوديتها وسطوتها. وهو - له كل المجد - مُخلِّص العالم.
3ـ الاسم «تُولَعُ» معناه “دودة”
وفي كلمة الله يُقصَّد بالدودة الضعف الشديد والاحتقار والازدراء (إش41: 14). والرب يسوع في اتضاعه كان مُحتقَرًا ومخذولاً من الناس (إش53 :3)، وصُلِبَ مِنْ ضَعفٍ (2كور13: 4)، وقال عن نفسه بروح النبوة: أما أنا فدودةٌ لا إنسانٌ ( مز22: 6(
4ـ وهو ابن «فُوَاةَ» أي “الكلمة” أو “المُتكلِّم”.
والرب يسوع المسيح، ابن الله هو الكلمة الأقنوم المُعبِّر عن الله وعن فكر الله (يوا1: 18) فقد عبَّر في الخليقة عن حكمة الله وقدرته ومجده وعبَّر في الفداء عن محبة الله وبرّه، وسيُعبِّر في الدينونة عن قداسة الله وعدله وغضبه.
5ـ وهو ابن« دُودُو»
والاسم معناه “محبوب الرب”، صورة لذاك الذي هو “ابن محبة الآب” (كو1: 13) «الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب» (يو 1: 18)
6ـ رَجُلٌ مِنْ يَسَّاكَرَ
والاسم «يَسَّاكَرَ» معناه “مكافأة” أو “أجرة”. والرب يسوع المسيح لكونه الإنسان الكامل الذي مجَّد الله تمجيدًا كاملاً، قد أُعطيَّ عطايا ومكافآت من الآب «صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْياً. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ (أي كإنسان)» (مز 68: 18). لقد مجَّده الله ورفَّعهُ، وأعطاهُ اسمًا فوق كل اسم ( في2: 9) وأعطاه المُلك) مز2: 6) وأعطاه أن يدين (يو5: 22) وأُعطيت له الكنيسة؛ عروسه السماوية التي ستشاركه أمجاده (يو17: 6(
7ـ كَانَ سَاكِنًا فِي شَامِيرَ
والاسم «شَامِيرَ» يعني “الثبات والصلابة وعدم التغيّر”. والثبات والدوام وعدم التغيّر هما في المسيح دون سواه يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ) عب13 :8 ) «لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يعقوب1:17)، لا يعتريه الضعف أو الوهن، الكل يذهب إلى الشيخوخة، أما هو فسِنُوه لن تنتهي (مزمور102: 27(
اعداد القس/ هانى كرم