إذا أنقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل ؟
في هذا المزمور (11) نحن نلتقي بهذه النصيحة المحيطة "إذا أنقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل".
جاء هؤلاء إلى داود يقولون له أهرب سريعاً إلى الجبال كعصفور فالعدو شرس متربص والواقع أليم فها الأشرار متأهبون لشن هجوم مروع يدمر كل شيء وليس من فقد فماذا ستفعل يا مسكين إذا أنقلبت وأنهارت الأعمدة .
فوسائل الدفاع لديك ضعيفة وقليلة والاشرار متفوقون فقد فوقوا السهم في الوتر ليرموا في الجى مستقمي القلوب .
كيف تصرف داود في قلب هذه الأزمة ؟
وكيف تعامل مع هذا الواقع الأليم ؟
ربما لا نعرف على وجه الدقة ما هي هذه الأزمة التي مر بها داود هل كانت مطاردة شاول له ا صم 18 أم كانت أبان ثورة أبشا لوم أبنه عليه 2 صم 15 أو ربما أزمه أخرى على أي حال فربما قصد الوحي أن يتركها غير معروفة حتى يمكن لكل من يجتاز في أزمة أو واقع أليم أن يكون هذا المزمور مزموره هو أيضاً وترنيمته .
فنحن ما نحتاج أن نعود لنستمد كثيراً إلى مثل هذا المزمور معه قوة ومعونة في كثير من الأوقات الصعبة فعندما يبدو أن الأعمدة التي تحمل كل مبدأ وقيمة وحق قد انهارت .
- إذا رأيت ظلم الفقير ونزع الحق في البلاد .
- إذا رأيت أن الفقير يزداد فقره وزلاً والغني يتوحش في غناه .
- إذا قرأت عن الأب الذي يقتل طفلته خوفاً عليها من الفقر . وأخر يقم حفل زواج أبنه يكلفه 5 مليون جنية .
- إذا عشنا في زمن رأينا فيه ان الحق قد وقف بعيداً لأن الصدمة سقط في الشارع والإستقامة لا تستطيع الدخول لأن الصدمة صار معدوماً والحائد عن الشر سلب .
إذا ا،قلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل ؟
هذا كله ما تعكسه لنا الآيات الأول في المزمور 1 – 3 صورت اليأس بسبب الواقع الأليم . اما الآيات الأخيرة من المزمور 4 – 7 فهي تقدم لنا البعد الحسي حيث وقف الله وهنا أمام كل هذه التحديات فالاشرار متأهبون وهو يبدو كعصفور مسكين بلا ستر أو معين يأخذنا داود إلى مكان آخر وإلى قصد مختلف تماماً حيث الرب في هيكل قدسه الرب في السماء كرسيه عيناه تنظران أجفانه تعتمد بني آدم أقرب عتيمه الصديق أما الشرير ومحب الظلم فتبعضه نفسه لأن الرب عادل ويحب العدل المستقيمين يبصروا وجهه .
هنا يأخذنا داود إلى ا‘لى حيث الله فيرى أن الملك في محل اقامته وليس هارباً .
- رأى أن الرب مازال في هيكله وهو غير صامت .
- رأى الرب الذي يحب العدل والذي لا تتخلى عن اتقياءة.
- رأى أن الله دائماً يضع نهاية للشر والاشرار .
- رأى أن العصفور الصغير ليس وحيداً أو ضعيف أو بلا سند .
- رأى أنه حتى إذا توقف رجل الصلاح عن عمل الصلاح وإذا تنكر الحاكم للعدالة وإذا أرتشى احد القضاة أو إذا كف الكبير عن ان يكون كبير فسيبقى الله العادل والعالي والمنصف والقاضي .
- لقد رأى داود ما هو أبعد الأزمة ما هو أكبر من الظلم رأى الله .
- لقد نصحوه في بداية المزمور أن يهرب كعصفور لكنه قرر أن يحلق لنا قالوا له اهرب وكان مساء صالح أرجل مثل يهرب وإذا كان لابد أن يهرب فسيهرب سالف سيواجه بحكمة وفهم وإدراك وايجابية .
لم يشأ أن ينجي نفسه على حساب قضية أنه صاحب يسأله وكل إنسان مساوي القضية التي ربط نفسه بها سالفة أهم من أمنه وسلامته . راحته الشخصية .
- لقد رأى أن فوق العالي عالياً يلاحظ والأعلى فوقها .
فقد يكون أنهيار المبنى المؤسس على الرمل محزناً إلا انه يمكن أن يكون بداية لعمل أروع وأثبت .
- لقد بدأ داود هنا في مزمور التوسلي كالدعاء إلى يهوه بالأسم لأن في الاسم تكمن القوة .
- ثم قال شكواه وعرض الأزمة أمام الهه .
- في توسل أدخل الرب في المشهد .
- وفي يقين بالله ورجاء به سلم القصه ليحكم فيها لأن الرب عادل ويحب العدل المستقيم يبصر وجهة .
إذا أنلبت الأعمدة فدعونا نفعل كما فعل داود .