مقدمة إنجيل متى
• كاتب الانجيل :
كاتب هذا النجيل هو متى ابن حلفى ، و معنى اسمه عطية الله ( عطية يهوه ) . و هو أحد رسل المسيح الاثنى عشر ، و قد كان قبلاً عشاراً أى جابى ضرائب لحساب الدولة الرومانية .
تبع متى الرب يسوع إذ دعاه قائلاً إتبعنى … فقام و تبعه و ترك وظيفتة و صنع للمسيح ضيافة عظيمة ، و قد سمى أيضاً لاوى ( مر 2 : 14 ) ، ( لو 5 : 17 ، 29 ) .
• زمان كتابة البشارة و مكانها :
من المراجع انه كتب إنجيله فى فلسطين سنة 39 م . و لا يذكر لنا الكتاب المقدس عنه شيئاً بعد يوم الخمسين ، و المرجح انه بشر فى اليهودية مدة سنتين ثم انطلق الى بلاد كوش و فارس ، كما يرجح انه مات شهيداً حوالى سنة 62 م .
• لمن كتبت هذه البشارة :
كتب انجيل متى لليهود لكى يعلن لهم و يثبت لهم أن يسوع الناصرى هو المسيا المنتظر الموعود به فى نبوات العهد القديم . لذلك يميز هذه البشارة الاشياء الاتية .
(1) كثرة الاقتباسات من العهد القديم . فهى لا تقل عن خمسة و سبعون إقتباساً .
(2) عدم تعرض هذه البشارة لذكر عادات اليهود بل تحسبها كأمر معروف عند القارىء .
(3) تصرح هذه البشارة بأن المسيح يسوع قد أرسل خصيصاً لاجل اليهود .
• خصائص هذا الانجيل :
يقدم لنا هذا الانجيل بصفة خاصة ، المسيح بأعتباره المسيا ( الملك الممسوح ) أبن داود و أبن إبراهيم ، و سلسلة النسب هنا تبتدىء بإبراهيم بخلاف إنجيل لوقا فإنها تمتد فيه الى آدم ، لان المسيح هناك هو باعتباره ابن الانسان " نسل المرأة " ، أما هذا الانجيل فقد كتب لليهود خاصة و لذا يفوق غيره من الاناجيل فى الاقتباسات من العهد القديم إذ فيه أكثر من 75 أقتباساً و ذلك لاثبات ان الرب يسوع هو المسيا الحقيقى لاسرائيل .
فى هذا الانجيل فقط يرد القول " يخلص شعبه من خطاياهم " ، و فيه أيضاً يقتبس أسمه النبوى عمانوئيل – الله معنا .
و نلاحظ أن الفكر البارز فى هذا الانجيل هو المسيح الملك كما سلفت الاشارة : -
• فأول سؤال نجده فى هذا الانجيل هو سؤال المجوس " أين هو المولود ملك اليهود " ؟.
• كما انه فى مثل العرس فى ص 22 ، نرى المسيح باعتباره : إنساناً ملكاً " بينما فى لوقا " إنسان شريف الجنس " .
• ينفرد هذا الإنجيل بذكر إستقبال الجماهير للرب عندما دخل أورشليم فى موكبه الملكى بالهتاف له قائلين " أوصنا لابن داود " . كما ينفرد أيضاً فى هذه المناسبة باقتباس القول الوارد فى نبوة زكريا " هوذا ملكك يأتيك وديعاً " ( متى 21 : 4 ، 5 ).
• فى خاتمة هذا الانجيل نسمع الرب يقول " دفع الى كل سلطان فى السماء و على الارض " ( 28 : 12 ) .
• تتكرر كلمة " الملكوت " و " ملكوت السموات " كثيراً جداً فى هذا الانجيل ، فكلمة " الملكوت " ذكرت حوالى خمسين مرة . فقد جاء المسيح فى وقت كان الاتقياء من اليهود يتوقعون فداء إسرائيل بواسطة المسيا الذى سيقيم ملكوته عليهم . لكن غالبية الشعب رفضوا المسيح كالملك و صلبوه ( 27 : 11 ، 37 ، 42 ) فتمت نبوة دانيال " يقطع المسيح و ليس له " أى ليس له ملك ( دا 9 : 26 ) .
• أما عبارة " ملكوت السموات " التى تذكر فى هذا الانجيل 32 مرة فتعنى مملكة السماء على الارض أو بالحرى كل من يعترف بأن " السماء سلطان " .
• تذكر تعاليم و أقوال المسيح فى هذا الانجيل بإسهاب أكثر من الاناجيل الاخرى ، بينما تذكر المعجزات بإختصار لان غرض الروح هو إظهار مجد المسيح لا التحدث عن تفاصيل أعماله .
أقسام الانجيل :
يمكن تقسيم هذا الانجيل الى ثمانية اقسام رئيسية .
(1) ميلاد المسيح ( من ص1 الى ص2 )
(2) خدمة يوحنا المعمدان ( من ص3 : 1 الى ص3 :12 )
(3) بداية خدمة المسيح الجهارية ( من ص3 : 13 الى ص4 : 17 )
(4) رسالته فى الجليل ( من ص 4 : 18 الى ص9 : 37 )
(5) إرساله للتلاميذ الاثنى عشر للتبشير بملكوت الله ( من ص 10 : 1 الى ص 11 : 1 )
(6) شهادة المسيح ليوحنا المعمدان ( من ص 11 : 2 الى ص 11 : 15 )
(7) تعليم المسيح لتلاميذه و إزدياد مقاومة اليهود له ( من ص 11 : 16 الى ص 20 : 34 )
(
الاسبوع الاخير فى حياة الرب يسوع على الارض ( من ص 21 : 1 الى 28 : 2 )