(13) شخصية رفقة
كانت خطبة رفقة إلى أسحق أول قصة كتابية رائعة تذكر على هذا النحو المطول الذي جاء في الأصحاح الرابع والعشرين في سفر التكوين .
معنى اسم رفقة
اسم عبري معناه " رباط "
ويذكر اسمها في الكتاب المقدس لأول مرة كحفيدة لناحور أخي إبراهيم فهي بنت بتوئيل بن ناحور بن تارح
(تك 22 : 20 – 24 ) . وقد بقى هذا الفرع من عائلة تارح في أرض أرام بينما هاجر منها ابرام ولوط إلى أرض كنعان وفي حاران مدينة ناحور " ( تك 24 : 10 )
1ـ رفقه وزواجها باسحق
القصة تبدأ أولا باستعمال العقل والعقل هو أول خطوة في أي زواج موفق سعيد وقد استعمل إبراهيم عقله فأغلق كل باب فيما يتصل بالزواج من بنات الجيرة المحيطة به من الكنعانيين ذلك لأن إبراهيم كان يعلم تمام العلم ما للأسر المتصاهرة من سلطان وتأثير في حياة الزوجين وان ابنه سيقاد حتمًا وبدون أدنى شك بتأثير هذه الزوجة إلى ما هو أسوأ وأرادأ أو أشر.
لقد أرسل ابراهيم عبده –أليعازر الدمشقي – إلى أرضه وعشيرته ليأخذ زوجة لابنه إسحق ( تك 24 : 4 ) لأنه لم يشأ أن يأخذ له زوجة من بنات الكنعانيين الساكن بينهم ( تك 24 : 3 ) . فذهب العبد الى حاران وأناخ الجمال خارج مدينة ناحور في فدان أرام وسأل من الرب أن ييسر له الأمر ووضع علامة لمن يختارها الرب زوجة لاسحق وقد استجاب له الرب وأرسل له رفقة التي أبدت استعدادها لأن تسقيه وتسقي جماله ايضا وكانت الفتاة حسنة المنظر جداً وعذراء لم يعرفها رجل " ( تك 24 : 16 ) . وقد اثبتت بتصرفها صفاء نفسها وكرم أخلاقها وقدم لها العبد هدايا ثمينة مما أحضره معه وسألها عن اسمها وعما اذا كان في بيت أبيها مكان للمبيت فرحبت به ضيفا على بيتهم " فخر الرجل وسجد للرب .. الذي لم يمنع لطفه وحقه " عن سيده ( تك 24 : 26 و 27 ) .
ولم يقبل الرجل أن يأكل مما أعدوه له إلا بعد أن شرح الغرض من قدومه . وعندما سمع أبو رفقة وأخوها كلام الرجل قالا له : " من عند الرب خرج الأمر " . وعندما أراد الرجل الانطلاق الى سيده " قالوا ندعو الفتاة ونسألها شفاهاً فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل : فقالت " أذهب " فكان لها الخيار وهكذا أبدت استعدادها أت تترك بيتها وعائلتها وتذهب إلى أرض غريبة للتزوج من رجل لم تره من قبل وهكذا تركت بلادها وسارت إلى إسحق وأصبحت له زوجة ( تك 24 : 57 – 67 ) ، وكانت لها مربية اسمها " دبورة " اصطحبتها معها عند ذهابها إلى إسحق
2ـ رفقة امراة جميلة
ولعل أول ما نلاحظه فى رفقة هو جمالها الفائق الذي كاد يتعرض لمثل ما تعرضت له سارة من تجارب الجمال وأخطاره ونحن لا نعلم هل كان اسحق بطبيعته يحب الجمال ومع أنه لم يذهب مع عبده ليختار امرأة جميلة ولكن الرب هو الذى اختار له وأغلب الظن أن اسحق كان من هذا النوع المتأمل الذي يهوى الجمال
كان إسحق ابن أربعين سنة عندما تزوج رفقة وظلت رفقة عاقراً عشرين سنة ( تك 25 : 20 – 26 ) ثم حبلت وولدت توأمين . عيسو ويعقوب . وقال الرب لها قبل أن يولدا أن الكبير يستعبد للصغير ( تك 25 : 23 ) وقد استشهد الرسول بولس بذلك ليدلل على اختيار نعمة الله ( رو 9 : 10 ) .
وحدث مع إسحق ما حدث مع أبيه إبراهيم من قبل فقد حدث جوع فذهب إسحق الى أبيمالك ملك الفلسطينيين إلى جرار وهناك قال عن رفقة إنها أخته لأنه خاف أن يقتلوه من أجل جمالها ولكن أبيمالك اكتشف الحقيقة ووبخ اسحق وهدد من يمس إسحق أو أمرأته بالموت ( تك 26 : 1 – 11 )وكان زوجها اسحق رجلا هادئًا ساكنًا قابعًا في خيمته!!
3ـ رفقة وتميزها بين اولادها
لقد أحبت رفقة يعقوب إذ كانت تعلم من قول الرب لها أنه سيكون سيداً لأخيه . ومع أنه اشترى البكورية من أخيه عيسو بأكله من طبيخ العدس والخبز
ولم تشأ رفقة أن تترك الأمور في يد الرب بل أرادت ليعقوب أن يحصل على بركة أبيه بطريق الخداع ورسمت هي الخطة وبارك اسحق يعقوب مما أدي إلى غضب عيسو وعزمه على قتل يعقوب حالما يموت إسحق أبوه . وعلمت رفقة بالأمر فأقنعت يعقوب بالهروب إلى خاله لابان إلى حاران في فدان أرام والأرجح أنها ماتت قبل عودته من فدان أرام ودفنت في مغارة المكفيلة مع زوجها إسحق ومع إبراهيم ومع سارة حماتها ( تك 49 : 31 ) .
لقد كانت رفقة إمرأة قوية الشخصية طموحة محبة لزوجها وكان تميزها ليعقوب سبباً في تمزق الاسرة ولكن الله حوَّل كل الأشياء لإتمام مقاصده .
4ـ رفقة تتعب بسبب بنات حث
وكبر عيسو واتخذ له زوجتين من بنات حث فكانتا مرارة نفس لاسحق ورفقة ( 26 : 35 ) أول هذا الحصاد كانت تلك المرارة التي جاءت عن زوجتي عيسو يهوديت ابنه بيري الحثي وبسمة ابنه ايلون الحثي اللتين كانتا مرارة نفس لاسحق ورفقة
لقد ذهب الى اسحق زوجها قائلة له : «مللت حياتي من أجل بنات حث أن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الأرض فلماذا لي حياة»... وهكذا عاشت المرأة المتآمرة لتفقد في يوم ما طعم الحياة بسب ارتباط خاطىء بين عيسو وبنات حث .
اعداد القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى