فترة الخطوبة
هل تقدمت لخطبة أحد؟ أو هل أنت أو أنتِ في فترة الخطوبة فعلاً؟ أو ربما على وشك الأمر
إلا أن فترة الخطوبة هي الفترة التي لابد أن نعرف بعضنا البعض فيها بشكل صحيح و صريح - و يتطلب هذا وجود الأمانة الشخصية. يقول الكتاب: " اخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب. هو20:2
ويقضيان العروسان فترة الخطوبة انتظاراً لليوم الجميل الذي يحلمان به و هو يوم الزفاف.
ومادمنا نتحدث عن وقت انتظار حدث هام في حياتنا، فلابد أن يكون الانتظار دائماً انتظاراً فعالاً فاعلاً و لا يكون مضيعة للوقت أو بلا هدف.
ملحوظة هامة:
إن العروسان في فترة الخطوبة يضعان أسساً للتعامل المستقبلي بينهما لأن الحياة الزوجية هي تطبيقاً و ليس اتفاقاً
أولاً: مميزات فترة الخطوبة:ـ
1ـ تعرف كل طرف على الآخر عن قرب للوصول التقارب السابق للوحدانية في الزواج:
فالخروج المتكرر، والتعامل لمرات كثيرة يكشف لكل طرف ايجابيات وسلبيات الآخر، وأوجه الاختلاف العديدة حيث أن كل طرف منهما نتاج وثمرة لمجتمع مختلف عن مجتمع الآخر في كثير من الأمور، وطبيعة كل منهما تشكلت وفقاً لعوامل كثيرة
مختلفة عن الأخر. فلكل شخص منا شخصيته الفريدة التى يتميز بها في الكثير من الأمور عن الآخرين. ومع كثرة التعامل نكتشف أوجه الاختلاف ونسعى للتأقلم معها، وأتغير ما يمكن تغيره. ويضاف إلى ذلك أن الرجل يختلف عن المرآة في كثير من الأمور، ويحتاج كل طرف أن يعرف طبيعة الجنس الآخر، وكيفية التعامل معه، فلا ينبغي أن يتعامل الخطيب مع خطيبته بخشونة تعامله مع أصدقائه، أو أخوته الذكور، فلقد قيل عن المرآة: "كذلكم أيها الرجال ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف....." (1 بط 3 :7). وهكذا لا ينبغي أن تتعامل الخطيبة مع خطيبها كتعامل مع صديقتها، فعليها مراعاة التعامل معه بما يتناسب مع كونه رجلاً، بل و رجل شرقي.
2ـ تعرف كل طرف على ذاته من خلال تعامله مع الآخر:
لكل شخص طباعه وعاداته، والتي يتصورها هي الأفضل لأنه لا يراها على حقيقتها، ومن خلال تعامله المتكرر مع الطرف الآخر، أي صار قريباً منه يؤدى بالتدريج إلى اكتشاف ذاته كمن ينظر في مرآة عن قرب، فيرى انعكاسات طباعه في ردود أفعال الآخرين سليبا أو ايجابيا، ومن هنا يكتشف مواطن الضعف والقوة في نفسه، ويسعى لتدرب على تنمية إيجابياته والتخلص من سلبياته يوم بعد يوم، قبل الدخول في دائرة الزواج.
3ـ التعرف على ما نحبه أو نكرهه في الطرف الآخر بصراحة شديدة مع النفس:
كثيرة التعامل تكشف لنا ما نتطلع إليه في الآخر، وما نكره وجوده فيه، قد يريحنا و يتعبنا فيه، ومن خلال المصارحة يمكن لكل طرف تقديم أفضل ما لديهم وتهذيب السلبي فيه.
4ـ تعلم مهارات التواصل:
تعطينا فترة الخطوبة التدريب على كيفية التواصل والحوار مع الآخر، متى أتكلم؟ متى أسمع؟ كيف أعبر بكلماتي؟ وكيف أعبر بملامحي بما يريح الآخر؟ كيف نراعى مشاعر الآخرين في حديثنا ومعاملاتنا؟ فلا ندور حول فلك الذات، ونفكر فقط في إراحة أنفسنا على حساب الآخر، في هذه الفترة نتدرب كيف نبذل الذات لأجل إعلاء الآخر.
ثانياً: مشاكل فترة الخطوبة :ـ
على قدر أهمية فترة الخطوبة في اكتشاف الآخر، واكتشاف النفس، واكتشاف مهارات التواصل، مما يرسخ أساساً قوياً تبنى عليه الحياة الزوجية، ألا أن هذه الفترة قد يساء استخدامها، مما يهدد سلامة بناء الأسرة.
ومن السلبيات التي تعكر صفو مستقبل الأسرة، والتي نحتاج لتجنبها في فترة الخطوبة ما يلي:
1ـ السعي للتجميل في نظر الآخر:
يسعى في أغلب الأحيان كل من الخطيب وخطوبته مع بداية فترة الخطوبة بأن يتجمل في نظر الآخر، فيسعى لإبراز إيجابيات طبيعته، وتاريخ حياته، وإخفاء السلبي منها، بل يسعى لأن يلون طبيعته بصفات غير موجودة فيه على حساب الحق، مما قد يعطى صورة غير واقعية لشخصيته في نظر الآخر، وهو في هذا يسعى لاستكمال مسيرة الخطوبة بالزواج، ولو بالغش والخداع، ولكن المشكلة تتفجر بعدما يسقط قناع الزيف والغش بعد الزواج، ويظهر كل منهما على حقيقته والتى ستختلف كثيراً عما كانت عليه في فترة الخطوبة، وهنا تتفجر المشاكل وترسخ عدم الثقة في الآخر، مما يهدد سلامة الحياة الزوجية.
2ـ الانعزال عن المجتمع المحيط بهما:
في أغلب الأحيان قد تتأثر سلبياً علاقة كل من الخطبين بالأسرة والأصدقاء والعمل، بل والكنيسة حيث ينحسر ويتقوقع كل منهما في الآخر، بما يؤثر بالسلب على مستقبل هذه العلاقات بعد الزواج، مما يؤدى إلى رفض أسرة ومجتمع الطرف للطرف الآخر، لكونه هيمن عليه وعزله عن الكل. ومن هنا لابد أن يحرص كل منهما على الانفتاح على المجتمع الآخر لتأثيره المستقبلي على سلامة الأسرة، والأخطر من هذا هو الابتعاد عن الحياة الكنسية يؤدى إلى الانفصال النسبي عن الله، ومما يفقدهما العمل الإلهي في بداية حياتهما معاً، مع ملاحظة أنه "أن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناءون" (مز127: 1)
3ـ تجاهل السعي لحل المشاكل التي تظهر في فترة الخطوبة:
من المعروف أن أغلب المشاكل الزوجية تمتد بجذورها إلى فترة الخطوبة، ولا ينبغي أن ننزعج لظهور مشاكل في هذه الفترة، ولا ينبغي أن نتجاهل مشاكل هذه المرحلة، ولا يجب التعامل بالمسكنات بل بالعلاج، كما لا يجب أن نتعامل بسطحية مع نتائج المشكلة، بل بالبحث والتفتيش حتى نقتلعها من جذورها، وأن لم يكن فالأفضل فسخ هذه الخطوبة، وألا ستؤول إلى زواج ملئ بالاضطرابات.
4ـ قلة فرص الإعداد للزواج: ويرجع ذلك لعدة أسباب منها:
* قلة خبرة الخطبين وربما صغر سنهما.
* قصر فترة الخطوبة.
* لانعزال عن الأسرة والكنيسة التى فيها غنى الإرشاد.
* الانشغال بتأسيس بيت الزوجية، وترتيبات حفل الزواج وكل ما يتعلق به بتفاصيله الدقيقة.
ملاحظات هامة
1ـ جميل جداً أن تصلي سويا فالصلاة تقربكما من الرب ومن بعض ً كما انه تهيائكما لمرحلة الزواج.
2ـ هناك أمور تتم معالجتها بالتعاون المشترك بين الطرفين و الصلاة المستمرة.
3ـ هناك أموراً لا يجب مناقشتها باستفاضة وقت الخطوبة و هي الأمور الجنسية - فلا داعي في الخوض فيها حفاظاً على هدوء الغريزة و عدم اثارة الفكر - بل يجب على كل طرف على حدة أن يقرأ كتباً روحية علمية عن الجنس و يلتجيء الى شخص أمين ليسأله عن تفاصيل ربما لا يعرفها. مكتوب "قد هلك شعبي من عدم المعرفة "هو6:4
4ـ لابد أن أعلن لك باستمرار أني أحبك جداً و أغلف كل كلامي بروح النعمة و المحبة حتى و ان جرحك - بدون قصد- يضمد حبي هذا الجرح بسرعة.و هذا منهج الرب نفسه معنا أنه لانه هو يجرح ويعصب "أي18:5
5ـ لا تنسي عيد ميلادي فمن حقي أن أسمع تهنئتك . و أنا أيضا لن أنسي أن أعيد عليك في كل الأعياد.
6ـ لا تبالغ في اهدائي هدايا كثيرة في هذا الوقت، لربما يأتي وقت أنتظر فيه وردة صغيرة و لا أجدها..
7ـ لا تنفرد برأيك في اختيار الموبيليا و الأثاث و ألوان الطلاء فشريكك له الحق في اختيارها أيضاً.. و لا تكن سلبياً في اختيار هذه الأمور لأنها ستكون فيما بعد هامة لكما معاً.
اعداد القس / هانى كرم