قبول شريك الحياة
إن شريك حياتك هو عطية الله وتدبيره لتسديد كل إحتياجاتك
كيف تستطيع أن تحقق الوحدانية في زواجك ؟؟
لكي تحقق الوحدانية في زواجك فإن ذلك يستلزم أن تقبل شريك حياتك كما هو تدبير الله الكامل لتسديد إحتياجاتك. فإن الأنانيه التي بطبيعتها البشريه موجوده تسبب العزله في الزواج, بينما يقود إتباع الله إلى الوحدانيه والآن سنكشف أهمية قبول كل منا لشريك حياته , كما هو تدبير الله الخاص وذلك للتخلص من الوحده والعزله.
هناك مبدأ يجب أن نتفق عليه وهو أن نقبل ما يرتبه الله لنا بفرح, فكثير من الأزواج والزوجات يخسرون خساره فادحه بسبب عدم فهمهم وتقديرهم لهذا المبدأ .
نجد في سفر التكوين 2: 18-23 وقال الرب الالهُ: «ليس جيدًا ان يكُون آدمُ وحدهُ، فاصنع لهُ مُعينًا نظيرهُ». وجبل الرب الالهُ من الارض كُل حيوانات البرية وكُل طُيُور السماء، فاحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعُوها، وكُل ما دعا به آدمُ ذات نفس حية فهُو اسمُها. فدعا آدمُ باسماء جميع البهائم وطُيُور السماء وجميع حيوانات البرية. واما لنفسه فلم يجد مُعينًا نظيرهُ. فاوقع الرب الالهُ سُباتًا على آدم فنام، فاخذ واحدةً من اضلاعه وملا مكانها لحمًا. وبنى الرب الالهُ الضلع التي اخذها من آدم امراةً واحضرها الى آدم. فقال آدمُ:«هذه الآن عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي. هذه تُدعى امراةً لانها من امرء أُخذت».
قصة آدم وحواء المعروفه. ولعل كونها. قصه مألوفه قد يعمى بصيرتنا عن مفاهيم عميقه يقوي دعائم أية علاقه زوجيه.
كان آدم يحتاج إلى رفيقاً وشريكاً لحياته إذ أوجد الله له معيناً نظيراً له فقد أوجد الله هذا الإحتياج في آدم ليحفظه من الإكتفاء بذاته ومن الإستقلاليه, ولكي يشعر بإحتياجه إلى كل من الله وشريك حياته إن الله عارفا بكل إحتياجاتك على الوجه الأكمل. فأعلم إذا أن شريك حياتك هو عطية الله وتدبيره لتسديد هذه الإحتاجات
على كل زوجين أن يستوعبا هذه الفكره الأساسيه. فكثير من المتزوجين, ولكثرة ما يمضون من أوقات وهم يركزون على نقائص شريك الحياة وضعفاته, فإنهم يغفلون عن مدى إحتياجهم إليه.
لا يكتمل المتزوج إلا بإتحاده بنظيره المعطى له من الله وكثير من المتزوجين يعانون في زيجاتهم لعدم إدراكهم مدى إحتياجهم لشريك الحياه.
إن قبول شريك الحياه كتدبير من الله لإحتياجاتنا يحرر العلاقه الزوجيه من الضغط النفسي الناتج عندما يعتمد قبول كل واحد للآخر على مدى الأداه والإنجاز أو الإستحقاق. وكما أن حواء لم تفعل شيئاً لتضمن قبول آدم لها, فليس علينا أن ننجز أو نحقق شروطاً محدوده وضعها آخر. وكما فعل آدم على كل منا أن يقبل شريك الحياه ببساطه على أسـاس وضمانة الشخص المعطي ألا وهو الرب الإله. بالطبـع كان الله عارفـاً بكل إحتياجاتك على الوجه الأكمل. هذا, والفكره بأن الله قد وهب لكل منهم شريكاً لتسديد إحتياجاته, قد تصدم البعض كأنها أمر لا يصدق.
لقد وهبني الله شريك حياتي ليسدد إحتياجاتي , فهو عطية الله وتدبيره الصالح لأجلي .
ماهو إتجاه غفران وتركيزك؟ هل هو على شريك حياتك بنقاط قوته وضعفه؟ أم إلى الله الذي دبره لك هذا الشريك؟
الأسباب التي تجعلنا نميل على رفض شريك الحياه أكثر من قبوله..
لأننا نميل بطبيعتنا أن نركز على شريك الحياه ونغفل عن التركيز على الله وعندما يكون تركيزنا منصباً على الشريك.فمن السهل غالباً أن نلاحظ النقائص والعيوب أكثر من المميزات ونقاط القوه.
فما أن الله هو الذي دبر لنا شريك حياتنا فإن رفضنا لشريك حياتنا هو رفضنا لله نفسه, فرفض العطيه هو رفض للمعطي .
لا أمل في بناء بيت حسب قصد الله إن كنت تأمل أن تجد شخصاً كاملاً بلا عيب إنما يتأسس بيتي عندما تسمح محبة الله الكامله وقبوله أن تنساب من خلال شخص غير كامل هو أنت- أو شريك حياتك.
إن الكتاب يعلمه بوضوح أن لله سلطاناً على شؤون الأفراد والأمم. روميه 8: 28 "ونحنُ نعلمُ ان كُل الاشياء تعملُ معًا للخير للذين يُحبون الله، الذين هُم مدعُوون حسب قصده"
فالله يظهر تحكمه في مجريات الأحداث بتحويل أعمال الإنسان المخالفه لمشيئة إلى نتائج تحقق مقاصده, ثم دلل على ذلك بما ورد في التكوين 50: 20 "انتُم قصدتُم لي شرا، اما اللهُ فقصد به خيرًا، لكي يفعل كما اليوم، ليُحيي شعبًا كثيرًا."
ويوضح في روميه 5: 8 " ولكن الله بين محبتهُ لنا، لانهُ ونحنُ بعدُ خُطاةٌ مات المسيحُ لاجلنا."
من جانب آخر . مثال المسيح الذي يحب الخاطئ مع كونه يكره الخطيئه, إذاً فإن تصرفات شريك الحياه الخاطئه أو المؤذيه لا تبرر الرد بالمثل من قبل الآخر. ويقول في أمثال 14: 7 " اذهب من قُدام رجُل جاهل اذ لا تشعُرُ بشفتي معرفة." وهذه النصيحه لا تعني الطلاق إنما تعني ببساطه ان يضع الإنسان حدوداً للتعامل, وأن يفسح لنفسه حيزاً فيه يستطيع أن يتجنب تأثير الجاهل عليه.