سادسا يوم الكفاره العظيم ( لا 23 : 26 ـ 32 ) ( لا 16 )
كان يوم الكفارة يقع في اليوم العاشر من الشهر السابع وكان أعظم أعياد إسرائيل وأقدسها فكان يتمنع فيه كل عمل ويذلل فيه الجميع نفوسهم بالصوم ويسمى هذا اليوم فى العهد الجديد يوم الصوم ( اع 27 : 9 ) وكلمة كفاره فى العبرية تعنى الستر او التغطية وهذا يبين ان الانسان الخاطىء يحتاج ان يتغطى امام الله وهذا ما عمله المسيح لاجلنا اذ دخل الى الاقداس مر واحدة لاجلنا فوجد لنا فدائنا ابديا وكفر عن خطيانا.
ولاحظ معى الاتى:
ان هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذى طلب فيه الرب من الشعب ان يصوموا ويتذللوا .
واليوم الوحيد الذى فيه يخلع رئيس الكهنة ثياب المجد والبهاء ويلبس ثياب كتان.
واليوم الوحيد الذى يقدم فيه رئيس الكهنة ذبائح كفارية عن الامة وعن نفسه وعن وبيته.
واليوم الوحيد الذى يدخل فيه الى قدس الاقداس حيث كان يدخل مره واحده كل سنة.
واليوم الوحيد الذى كان لايوجد فيه اى انسان اخر غير رئيس الكهنة فى الخيمة.
فرائض هذا اليوم :
1ـ يخلع رئيس الكهنة ثياب المجد والبهاء ويلبس قميص كتان مقدساً وتكون سراويل كتان على جسده ويتنطق بمنطقة كتان ويتعمم بعمامة كتان إنها ثياب مقدسة ويرحض جسده بماء ويلبسها (لا 16 :4). وكانت هذه الثياب الكتانية البيضاء تشير الى المسيح الذى اخلى نفسه ( ترك المجد ) واخذ صورة انسان لاجلنا .
2ـ ثم يقدم ثوراً ذبيحة خطية “عن نفسه وعن بيته” وكذلك كبش للمحرقة وهذا بالنسبة لهارون لقد كان شخص ويحتاج الى ذبيحة تكفر عنه وهذا يظهر الفرق بينه وبين المسيح . فالرب يسوع لم يقدم عن نفسه ذبيحة ولكن قدم نفسه ذبيحة لاجلنا (عب 7 : 27 )
3ـ ثم يأخذ ملء المجمرة جمر نار من مذبح البخور وملء كفيه بخوراً عطراً ويدخل بهما الى قدس الاقداس ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على تابوت العهد ( الشهادة ) ثم ينضح من دم الثور بإصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق، وقدام الغطاء سبع مرات•
4ـ ثم ياخذ رئيس الكهنة من جماعة بنى اسرائيل تيسين من المعز لذبيحة خطية وكبشا للمحرقة ويلقى قرعة على التيسين ليكون واحد للرب والاخر لعزازيل ( وكلمة عزازيل تعنى انطلاق ـ عزل ـ ابعاد) ثم يذبح تيس الخطية الذي وقعت عليه القرعة للرب ويدخل بدمه مرة أخرى إلى قدس الأقداس ثم ينضح من دم التيس بإصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق، وقدام الغطاء سبع مرات فيكفر عن الشعب ولا يكون أحد في خيمة الإجتماع في وقت دخوله إلى وقت خروجه وهكذا يكفر عن نفسه وعن بيته وعن كل جماعة إسرائيل .
5ـ وبعد ذلك يخرج ويضع يديه على رأس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وسيئاتهم وخطاياهم، ويرسله بيد أحد الكهنه إلى البرية إلى أرض مقفرة حيث يطلقه فى البرية ويتوه هذا التيس ولا يعرف احد مكانه ( وفي العصور المتأخرة كان يلقي بالتيس الحي من فوق الصخور فيموت).
6ـ وبعد أن يتمم رئيس الكهنة هذه الخدمة كان رئيس الكهنة يخلع ثياب الكتان ويضعها داخل خيمة الإجتماع ثم يرحض جسده بماء في مكان مقدس، ثم يلبس ثيابه ( ثياب المجد والبهاء ) ويخرج ويعمل محرقته ومحرقة الشعب، ويوقد شحم ذبيحة الخطية على مذبح المحرقة.
7ـ أما ثور الخطية وتيس الخطية اللذين أُدخل دمهما إلى قدس الأقداس فكانا يحرقان بالنار في مكان طاهر (مرمي الرماد) خارج المحلة ومع جلديهما ولحمهما وفرثهما (انظر عب 13 :11)•
وقد نسال انفسنا ها السؤال:
لماذا كانت هناك حاجة لتخصيص يوم للكفارة رغم تقديم الذبائح المتنوعة والعديدة يومياً؟
ولكن يتضح لنا أن الغرض من ذلك اليوم كان للتكفير عن خطايا السهو وعن الخطايا السرية التي لم يكفر عنها ولضمان وجود الله في وسطهم فكان نظام الذبائح يبلغ ذروته في ذلك اليوم الفريد الذي كان يُسمح فيه لرئيس الكهنة بالدخول إلى قدس الأقداس، ويتم فيه التكفير عن " خيمة الاجتماع والمذبح والكهنة وكل الشعب" (لا 16 :33). فكان رئيس الكهنة في اقترابه إلى الله يمثل كل الشعب وذلك اعلان بان تم التطهير والتكفيروالتقديس وهذا يعطى الله ان يسكن وسط شعبه لان الله قدوس لا يطيق الاثم ولا يسكن فى مكان وارض غير مقدسة •
اعداد القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى