+ لماذا حوّل المسيحيون يوم العبادة في العهد الجديد أي بعد مجيء المسيح من يوم السبت إلى يوم الأحد؟
لقد حوّل المسيحيون يوم الراحة والعبادة من يوم السبت إلى الأحد لاعتبارات عدّة أهمها ما يلي:
1 - لأن قيامة المسيح المجيدة من الموت كانت يوم الأحد. وبما أن قيامة المسيح هي حجر الزاوية بالنسبة للإيمان المسيحي حسب قول الإنجيل: "لأنه إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم، أنتم بعد في خطاياكم" (1كورنثوس 15:17). فقد اعتبر الأحد يوم العبادة، تخليداً لذكرى قيامة المسيح من الموت.
2 - لأن حلول الروح القدس على التلاميذ كان يوم الأحد، المعروف بأحد العنصرة أو أحد حلول الروح القدس. وهذا هو اليوم الذي ولدت فيه أو بالأحرى دُشنت فيه الكنيسة المسيحية. وولادة كنيسة المسيح هي حدث هام بالنسبة للمسيحية (أعمال 2:41).
3 - لقد اعتبرت الكنيسة المسيحية منذ ولادتها الأحد كيوم للعبادة الجمهورية وتناول سرّ العشاء الرباني، إذ كانوا يكسرون الخبز في أول الأسبوع أي يوم الأحد (أعمال 20:7).
4 - كان المؤمنون دائماً يجمعون العطايا للكنيسة يوم الأحد، وقد اعتبرت الكنيسة منذ نشأتها يوم الأحد يوم العبادة والعطاء (1كورنثوس 16:1).
5 - إشارة الكتاب المقدس إلى أن يوم الأحد هو يوم الرب. فحين ظهر الرب ليوحنا في جزيرة بطمس وأعطاه الرؤيا العظيمة وحمله الرسائل إلى الكنائس السبع، كان ذلك يوم الأحد فقال: "كنت في الروح في يوم الرب" (رؤيا 1:10).
وعندما نراجع تاريخ الكنيسة المسيحية، نلاحظ أن أشهر آباء الكنيسة كلهم أشاروا إلى أن يوم الأحد هو يوم الرب، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، اغناطيوس أسقف أنطاكيا، يوستين الشهيد سنة 150م، ديوتسيوس أسقف كورنثوس سنة 170م، اكلمندس أسقف الإسكندرية سنة 194م، وغيرهم من آباء الكنيسة والمؤرخين الذين أشاروا إلى أن الكنيسة الأولى حفظت يوم الأحد كيوم الرب.
وبناء على ما ورد سابقاً، فإن كنيسة المسيح ابتدأت تحتفظ بيوم الأحد كيوم للراحة والعبادة منذ قيامة المسيح وولادة الكنيسة المسيحية ا لأولى. والجدير بالذكر، أن حفظ يوم معين للراحة لا يهمنا كثيراً بقدر ما يهمنا الإيمان بالرب نفسه الذي أحبنا وخلصنا وفدانا. فإذا حفظنا يوماً معيناً للراحة والعبادة فإنما نحفظه من أجله. فالمسيح هو الأول والآخر، البداية والنهاية، وهو ركيزة الإيمان المسيحي ومحور العبادة فيه. كل يوم يجب أن يكون مكرّساً لأجل خدمته.