لاهوت الروح القدس

من هو الروح القدس؟

يقول إقرار الإيمان: «نؤمن بالروح القدس، الرب الحي، المحيي، المنبثق من ألآب ». فإن كان الروح القدس مجرد تأثير أو قوة إلهية، يحق لنا أن نحصل عليها لنستخدمها في حياتنا الإيمانية، وخدماتنا الكنسية، وعملنا الروحي. لكن إن كان الروح القدس هو روح الله الذي يحيي موتى الذنوب، فيجب أن نسلّم له نفوسنا، ليستخدمنا كما يشاء هو. وما أكبر الفرق بين استخدام الروح لنا، واستخدامنا له.
ومن المهم أن نعرف إن كان هو الأقنوم الثالث في اللاهوت، فعلينا أن نقدم له التعبد، ونؤمن به، ونخلص له، ونحبه.. أو إن كان هو مجرد قوة تساعدنا في حياتنا الروحية.
غير أن كل قارئ للكتاب المقدس يرى بوضوح أن الروح القدس شخص، ذو صفات إلهية، ويقوم بأعمال لا يقوم بها إلا الله فليس الروح القدس تأثيراً ولا انفعالاً ولا مجرد قوة، بل هو شخص الله ذاته. إنه روح الله، وأحد الأقانيم الثلاثة. (كلمة «أقنوم» كلمة سريانية تدل على من يتميز عمَّن سواه، بغير انفصال عنه).

فإذا تأملنا عمل الروح القدس في الكتاب المقدس، نراه يقدم الأدلة على لاهوت الروح القدس:


1 - الروح القدس أقنوم مساو للأب والابن
يقدم لنا الكتاب المقدس الله الروح القدس، مع الله الابن في صف واحد. يقول السيد المسيح : «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (مت 28: 19). فلا يقول «بأسماء» الآب والابن والروح القدس، بل «باسم» الإله الواحد: الآب والابن والروح القدس. وفي البركة الرسولية يقول: «نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ» (2كور 13: 14). وهل يعقل أن يقترن اسمٌ باسم الله سبحانه إلا إن كان مساوياً لله.
بل تعال بخشوع نرى الأقانيم الثلاثة معاً، عند معمودية المسيح، فالله الآب يعلن من السماء أن هذا هو ابنه الحبيب الذي به سرت نفسه، ويعتمد الابن الحبيب على الأرض في مياه نهر الأردن، بينما يحل الروح القدس عليه بهيئة جسمية مثل حمامة (مت 3: 16، 17). وقد تحدث المسيح عن الروح القدس إلى تلاميذه، وقال لهم: «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي» (يوحنا 15: 26).

2 – اشترك مع الأب والابن في عملية الخلق
قيل عن الآب إنه بالإبن قد عمل العالمين (عب1: 2) " فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض... الكل به وله قد خلق" (كو1: 16)
«روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني» (أي 33: 4).«ترسل روحك فتخلق. وتجدد وجه الأرض» (مز 104: 30).

3 - يعطي الولادة الجديدة
وهي ولادة روحية، عندما ننالها نتغير تماماً، ونصير في حياة روحية، ونكره الخطية، ونسعى وراء القداسة. ولذلك نقول إن الروح القدس هو الرب المحيي. قال الرسول بولس: «وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم» (رومية 8: 11).
«المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح» (يوحنا 3: 6).
«كل من ولد من الله يغلب العالم» (1يوحنا 5: 4).

4- يعطى الحياة ويقدسها
وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ فى انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حيا (تك 2: 7)
يطهر الروح القدس الإنسان الذي يعطيه فرصة العمل فيه، فينمو في القداسة والمعرفة «اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كو 6: 11).

5 – مصدر الوحى
«كل الكتاب هو موحى به من الله» (2تيمو 3: 16) «لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط 1: 21).و«حسناً كلم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي» (أع 28: 25).

6- موجود وحاضر في كل مكان
«أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح، وسكنت في أقاصي البحر، فهناك أيضاً تهديني يدك وتمسكني يمينك» (مز 139: 7-10).

7 - يعرف كل شيء

«بل كما هو مكتوب ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله» (1كور 2: 9-11).

8- صاحب سلطان

«أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فهذان إذ أرسلا من الروح القدس .. سافرا» (أع 13: 2، 4)
ويقول أيضاً: «منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا. فلما أتوا إلى ميسيا حالوا أن يذهبوا إلى بثينية، فلم يدعهم الروح» (أع 16: 6- 7).
وبخصوص المواهب يقول: «إن الروح يقسم لكل واحد بمفرده كما يشاء. فإنه يعطي لواحد بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد» (1كور 12: 8-11).
9- يصنع المعجزات

يقول الكتاب المقدس إن الله وحده هو صانع العجائب (مز 72: 18) ويقول الرسول بولس إن العجائب والمعجزات تمت « بقوة روح الله» (رو 15: 19).

10ـ ازلى
فكم بالحرى يكون دم المسيح الذى بروح ازلى قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميته لتخدموا الله الحى ( عب 9 : 14 )
وكانت الارض خربه وخاليه وعلى وجه الارض ظلمة وروح الرب يرف على وجه المياه( منذ الازل) تك 1: 2 )

11ـ قادر على كل شيء
لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحى قال رب الجنود ( زك 4:6 )