كيف أعلم بطريقة المسيح؟
كثيراً ما نتحمس لتفريغ كل المعلومات التي في أذهاننا على المؤمن الجديد دفعه واحدة. وكأننا نملأ خزاناً من المياه ثم نصبه كله على المستمعين في اقصر وقت ممكن ونسرع بالجري لملء خزان آخر استعدادا للمتابعة التالية.
وفي الحقيقة كثيراً ما تسقط المعلومات على المستمعين تماما مثلما تسقط مياه الخزان الباردة على عطشان في قلب الصحراء فتنعشه ولكن لا ترويه. لم يكن المسيح يفعل هذا بل كانت له طريقة فريدة في نقل المعارف بطريقة تُروي، وتغير، وأيضاً تضمن استمرار التغيير فكيف كان يقدم يسوع التعليم/ المعرفة.
أولاً: التعليم المشاهدة
يجمع المدربون والمعلمون أن التعليم المبني على الرؤية / المشاهدة أكثر مصداقية، وضوحاً وتأثيراً، كما يثبت في الذهن لأطول فترة ممكنة. ولكن كيف كان يعلم يسوع بالمشاهدة؟
1- جعلهم يشاهدوه أولاً كمثال وقدوة.
فكان يعمل قبل أن يعلم (أعمال الرسل 1:1). فقبل أن يعلم عن الخدمة والتواضع قام هو وغسل أرجل التلاميذ أولاً. (يوحنا 13: 4، 5)، وكان يمضي لموضع خلاء ليصلي قبل أن يعلم عن الصلاة (لو11: 1)، (مرقس6: 46) (لوقا 6: 12.) وهكذا في كل ما علم به أظهر بنفسه مثالاً وقدوة . تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته (1بطرس2 : 21).
2- استخدام المشاهدة كوسيلة إيضاح.
إستخدم المشاهدة كوسائل لتوضيح وتثبيت التعليم الذي يقدمه.. فنجده يقول: انظروا إلى طيور السماء ( متى 6 : 26 )، ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول.. (يو4: 35)، كما "دعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم وقال الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد ..ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا ... (متى18:1- 10) والكثير جداً من الأمثلة. وعندما تستخدم افلام أو غيره تأكد من مناسبة الفيلم أو الأداة التوضيحية لخلفية المؤمن الجديد الدينية والطائفية، ولثقافته، وسهولة ربطها بالفكرة المقصودة (لأن غير ذلك يمكن أن يؤدي لتشتت كبير، والدخول في إختلافات وإنطباعات خاطئة أنت في غنى عنها).
ثانيا- التعليم التفاعلي
أو هو ما يطلق عليه اليوم "تعليم الكبار" وهو ما ينصح به خبراء التعليم اليوم. لاحظ كيف كان المسيح يعلم.
1- كان يسأل، ويستمع فيُعَلِم (تعليم بالمشاركة وليس بالتلقين)
اقرأ هذه الآيات وابحث في كل منها ملاحظاتك عن التعليم بطريقة المسيح
(لو 2: 46 - 47) وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين"يسمعهم ويسألهم". وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته).
أمثلة اخرى تجدها في (متى 16: 13 – 19 & لوقا 10: 29 – 37 ).
2- كان يستخدم القصص والأمثلة التوضيحية (من الواقع والبيئة المحيطة)
باختلاف أعمارنا يميل معظمنا للاستماع للأمثلة والقصص المشوقة والتعلم منها أكثر من مجرد الاستماع للنصائح والحقائق مباشرة. كما أن ربط التعليم بقصص (ولو بسيطة) يزيد جدا من احتمالات تذكرنا لها. لقد كان المسيح يعرف ذلك ولذلك كان كثيرا ما يستخدم القصص والأمثلة التعليمية.. مكتوب في (مرقس 4: 33) "وبأمثال كثيرة مثل هذه كـان يكلمهم حسبما كانـوا يستطيعون أن يسمعـوا"، انظر ايضا (مت13: 34).
ثالثا- التطبيق الفوري
هدف المتابعات لا الانتهاء منها إنما تطبيقها في حياة المؤمن الجديد. والتطبيق لا يأتي صدفة، والقائد المؤثر لا يتركه للظروف . ولكن كيف فعل يسوع هذا
1- كان يسوع يدعهم يقومون بالعمل في وجوده
اقرأ ولاحظ الفرق في الشواهد التالية: يو 3: 22 & يو 4: 1 - 2
في البداية كان يسوع مع التلاميذ وكان هو يعمـد. وبعد ذلك كان يسوع مع التلاميذ أيضا لكن لم يكن هو يعمد بل تلاميذه. ونحن يجب أن لا نكتفي بتعليم الاخرين عن الصلاة بقدر ما نتأكد اننا صلينا معهم، ودعوناهم ليصلوا في وجودنا ولو صلاة بسيطة. وهكذا بالنسبة لدراسة الكتاب، وباقي المتابعات.
2- أرسلهم ليعملوا ثم (سمعهم، شجعهم، صحح لهم)
لاحظ لو10: 1 ثم لو 10: 17: 20 ... مثل اخر في انجيل مت 17: 14 – 21 . المتابع او المدرب الحقيقي هو الذي يقوم بما عمله المسيح إذ أعطي تلاميذه فرصة للعمل بناء على ما رأوه وعرفوه، واستمع لهم قبل أن يقدم التوجيهات والنصائح، كما شجعهم وحمسهم للامور الأعظم. (حتى في حالة الفشل)
منقول من مدرسة المسيح