يارب مفيش احن منك
فى يوم من الايام وانا فى زياره لاحد اقربائى حكى لى هذه القصه التى حدثت بالفعل فى القريه التى يسكن فيها وهى ان امراه غابت عن بيتها لمده 10 ايام ومعها ابنها الذى يبلغ من العمر عام ونصف وعندما رجعت لم يكن معها الطفل وعندما سألها زوجها واهلها اين الطفل قالت انها تركته عند بيت ابيها الذى يسكن فى مكان يبعد عن بيت زوجها بنحو نصف ساعه وبعد عدة أيام سال الزوج عن الطفل عند اهل زوجته فلم يجده، فعاد وسأل زوجته فاجابت باجابات مختلفه متضاربه فبدا الزوج يلح عليها مره ويهددها مره اخرى ويضربها مره اخرى الى ان اعترفت بانها باعته وهنا كانت المفاجأه والصدمه للزوج اقصد ابوا الولد و لجميع الاهل .
عندما سمعت هذه القصه الحقيقيه تذكرت ماجاء فى سفر اشعياء( اش 49 : 15 ) هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك. لقد انتزع الحنان والرحمه من قلب الام الحنون فحتى الام الحنون تبيع من تعبت فيه وسهرت عليه لكن هناك من هو احن من الام والاب واحن من كل البشر رب المجد يسوع المسيح..
وكلمه الله تبين لنا فى مواقف مختلفه كيف اظهر الرب يسوع حنانه على البشر وسوف اعرض معكم بعض من هذه المواقف : ـ
1 ـ اظهر حنانه للمنزعجين والمنطرحين
«ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنمٍ لا راعي لها» ( مت 9: 36 ؛ مر6: 34). فهو الراعى الصالح الذى بذل نفسه لاجل خرافه لانه يحبها ويشفق عليها ولانه يعرف ضعفها واحتياجها لرعايته وحنانه فى عالم مضطرب فقد الحنان والحب .
2 ـ اظهر حنانه للعميان المحتاجين
«فتحنن يسوع ولمس أعينهما، فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه» ( مت 20: 34 ) فهو سمع صراخ الأعميين، الجالسين على الطريق، إليه لكى يرحمهما وينير اعينهما
3 ـ اظهر حنانه للمرفوضين والمنبوذين :
«أتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيًا وقائلاً له: إن أردت تقدر أن تطهرني. فتحنن يسوع ومدّ يده ولمسه وقال له: أريد، فاطهُر!» ( مر 1: 40 ، 41). فليس فقط شفاه من برصه ولكنه ـ بلمسه إياه ـ شفى نفسه المكسورة والتي طالما عانَت من نفور ورفض الناس.
4 ـ اظهر حنانه باقامة المائتين :
«إذا ميتٌ محمولٌ، ابن وحيدٌ لأمهِ، وهي أرملة .... فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي. ثم .... قال: أيها الشاب، لك أقول: قُمّ! فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أُمهِ» ( لو 7: 12 ـ 15 ) فكم من اموات بالذنوب والخطايا تحنن عليهم واقامهم من خطاياهم
5ـ اظهر حنانه للمجروحين و المتروكين:
«لما رآه تحنن» ثم «تقدَّم وضَمَدَ جراحاته وصبَّ عليها زيتًا وخمرًا وأركبه على دابته وأتى به إلى فندقٍ واعتنى به» ( لو 10: 33 ، 34) فهو السامري الصالح الحقيقي الذي عندما رأى بؤس وشقاء ذلك الإنسان المسروق والمجروح والمتروك بين حي وميت تحنن عليه وضمد جروحه فكل انسان لم يجد من يحس به ويعالج جروحه يوجد من يحس به ويعالج جروحه هو رب المجد يسوع
6 ـ اظهر حنانه بقبوله للضالين الضائعين :
«إذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عُنقهِ وقبَّلهُ» ( لو 15: 20 ) فقد قيل عن الأب المحب في قصة الابن الذي كان ضالاً فوُجدَ، أن أول ردّ فعل عندما رأى ابنه الضال:انه تحنن . هذا هو حنان الأب ... وهذا هو حنان المسيح . فحتى ان تركنا كل شيى واهناه ببعدنا عنه ولكن عندما نعود اليه نجد قلبه مليىء بالحب والحنان والشوق واللهفه فى انتظار رجعونا لحضنه
احبائى فى النهايه اقول
مفيش احن من الرب فلايمكن ان نساوى حنانه بحنان البشر مهما كانوا منا قريبين اومحبين فهو اعظم من يحن علينا فى كل ظرف من ظروف الحياة فهو يقول "و اطلب الضال و استرد المطرود و اجبر الكسير و اعصب الجريح و ابيد السمين و القوي و ارعاها بعدل" (حز 34 : 16)
القس/ هانى كرم عطية
راعى كنيسة الايمان بمنهرى