حيل إبليس في التعامل مع أولاد الله
إبليس له الكثير من الدهاء والمكر في حروبه مع المؤمن. فقد لا يحارب في كل المرات كأسد بل مرات يحاربه كحية.. ومرات أخرى ليس عنده مانع أن يظهر في صورة ملاك نور.. وسنتناول في الملاحظات التالية الثياب الخادعة التي يأتي بها إبليس للمؤمن:
أولاً: ثوب الخبرة: يقود الشاب للخطية بمبرر الخبرة أي لكي يكون عنده خبرة بالأمور ويخفي عنه أن "من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً" (يو 4 : 13) فالدافع الحقيقي هنا هو قيادة الطبيعة العتيقة للشاب لفعل الشر (التي يجب إماتتها) وليس مجرد حب الاستطلاع فقط.
ثانياً: ثوب الحذر: يجعل الشاب يقترب من مشاهد الشر ويقنعه أنه لا ضرر من ذلك طالما هو متحافظ منها، ويخفي عنه أن معظم النار من مستصغر الشرر، وأن طريق الانحدار يبدأ بخطوة (دينا بنت يعقوب في تكوين 34).
ثالثاً: ثوب المدنية: يخدع الشاب بأن عدم الاطلاع على هذه الأمور هو نوع من التأخر والرجعية، ويخفي أن الانغماس في الشهوات أساس التأخر والتخلف أيضاً.
رابعاً:ثوب المرح والتسلية: يخدع الشاب باتخاذ هذه الأمور هدفاً للتسلية والنكات، ويخفي ان وصية الكتاب الصريحة أن القباحة وأقوال السفاهة والهزل يجب أن لا يكون لها مجال بيننا (أف 5 : 3و4).
خامساً: ثوب احلام اليقظة: طالما أن الواقع والمجتمع يرفض مسايرة هذه الأمور بممارستها فعلاً، فليس من العيب مسايرتها في الفكر أو الخيال وهذا ليس بشر، فمن أفكر فيه هو شريكة (أو شريك) حياتي في المستقبل، ويخفي أن مبدأ الكتابة هو "فكر الحماقة خطية" (أم 24 : 19)
سادساً: ثوب النصح: في كل مرة تضغط الخطية على الشاب ينصحه الشيطان بتلبية ندائها هذه المرة فقط ليستريح. ويخفي عليه أن الراحة الحقيقية في الابتعاد عنها، فضلاً على أن في المرة الواحدة التي يستسلم فيها المرء للخطية تزيده ميلاً إليها وتجعله أسرع في تلبية ندائها في كل مرة يتعرض لها بعد ذلك.
سابعاً: ثوب القداسة: يهمس في أذن الشاب أن الله قدوس، وطالما فكرت في الشر – سواء فعلته أو لم تفعله – فأنت قد أخطأت، ليسهل عليه السقوط، ويخفي عنه أنه ربما الأفكار التي تطرق باب ذهن الشاب ما هي إى نوع من تجارب العدو، وإذا رفضها لا يوجد أي ضرر منها عليه. ولا ننسى أيضاً أن الرب نفسه طرحت عليه تجارب من العدو.
ثامناً: ثوب المداهنة: يخدع بالقول أن المولود من الله لا يمكن أن يسقط (1 يو 5 : 18) فلذلك لا داعي لهذا الحذر الشديد ويخفي أن هذا الامتياز يقابله مسئولية فذات الآية نفهم منها أن المولود من الله لا يخطئ بل يحفظ نفسه (وذلك بالاتصال الحقيقي بالله) والشرير لا يمسه.
تاسعاً: ثوب النعمة: الله سوف يغفر فطالما أن الخطية لها علاج عنده لا ضرر منها خلاف أن الله الآن يعاملنا بالنعمة، ويخفي أن ذات النعمة تعلمنا ليس فقط الا نعمل الشرور بل ننكرها أي نطع صلتنا نهائياً بها ( تي 2 : 11)
عاشراً: ثوب الخدمة: الدافع الظاهري هو خدمة الرب لكن يخفي وراءه الطريقة غير الطاهرة في التعامل مع أفراد الجنس الآخر.
الاخ / انور داود