الإناء المختار
لاحظ الاب على ابنه حالة احباط شديد فسأله الاب عن سبب احباطه فقال له: "يا ابي اني حزين، فأنا لست مثل زملائي، مواهبي قليلة جداً وربما بلا مواهب، جسدي ضعيف، لماذا خلقني الله اقل من كل زملائي؟
وهنا روى الاب لابنه هذه القصة الرمزية:
أراد الملك ان يختار اناء يستخدمه، فوجد عدة اواني على الرف. التقى السيد بالاناء الذهبي. وفي اعتزاز قال له الإناء: "أنا إناء ذهبي، مرصع باللآلئ، غالي الثمن، لي بريق، أظن أنا أفضل كل الأواني لتضعني في مكان لائق بي". فقال له الملك: "إنني لا اعمل في القلب المتكبر، ولا أريد إناء غالي الثمن أضعه في مكان مرموق".
أمسك السيد بالإناء الفضي، وهو طويل ورفيع. وقال:"أظن أنا الإناء المناسب، يضعني الأغنياء على المائدة أثناء الطعام لكي يشربوا بي الخمر". فقال له الملك: "إني لا اطلب اناء لا يقدر أن يقتنيه إلا الأغنياء".
انتقل إلى الإناء النحاسي فوجده ضخماً للغاية، وفمه متسع جداً، وكانت مادته النحاسية لامعة جداً. قال الإناء: "أنا هنا، فإني إناء قوي يحتمل الكثير" فقال له الملك: "لست اطلب إناء فارغ يعتز بقوته".
انتقل إلى الإناء الزجاجي الذي قال له: "أنا إناء زجاجي شفاف، تضعني على المائدة فيرى الكل ما بداخلي وإن كنت سريع الكسر،ولكن ليس من بينكل الأواني من يعمل حسناً مثلي". فقال له الملك: "لا تصلح لي.. فغني لا اطلب من يظن أنه افضل من غيره"
التقى السيد بالإناء الخشبي الذي قال له: "إني من خشب ثمين مزين بالحفر، يمكن أن تضع فيّ الفواكه". فقال له الملك : "لست اطلب من يفتخر بزينته الخارجية".
اخيراً التقى السيد بإناء خزفي، الذي بتواضع قال له: "يا سيدي إني مشتاق ان تستخدمني. أنا من تراب لا قيمة له، يحتقرني الكثيرون لا أصلح لشيء إلا لكي امتلئ ماء كي يشرب مني الفقراء والمعدمون أنا سهل الكسر لكنك يمكنك ان تخرج مني شيئاً نافعاً إن ملأتني بخيراتك".
فرح الملك بهذا الإناء الذي اعلن للملك انه لا شيء لكن الملك يستطيع ان يصنع منه شيء
"لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا" (2كو 4 : 7)