كيف ننظر لأنفسنا
دعنى أسال كيف أنظر لنفسى هذا اليوم ؟
ما هو المنظور الذى أرى نفسى من خلاله ؟
هل أنظر لنفسى من منطق قدراتى وامكانياتى فقط ؟
أم من منطق آراء الآخرين عنى ونظرتهم هم لى فقط ؟
أم كلاهما معاً ؟
هل أنظر لنفسى بمعايير غير صحيحة وغير مجدية، معايير لما أراه فى عيون الآخرين عنى ؟ هل هذا غباء أن استقى كل معتقداتى عن نفسى من خلال اراء الآخرين عنى ؟
دعنى أنظر لحظات الى قصة داود هذا الملك العظيم وكيف إنه ترك انطباعات مختلفة لدى الأشخاص حوله فمنهم من نظر إليه نظرة سلبية بحته فنجد مثلاً :
• والده يسى البتلحمى ( 1 صم 16 : 11 ) قال بقى الصغير وهوذا يرعى الغنم
• أخوه آلياب فى الحرب ( 1 صم 17 : 28 ) حمى غصبه على داود وقال لماذا نزلت وعلى من تركت تلك الغنيمات القلية فى البرية .
• جليات فى الحرب ( 1 صم 17 : 42 ) استحقره لأنه كان غلاما واشقر جميل المنظر .
• زوجته ميكال امام التابوت (2 صم 6 : 20 ) احتقرته فى قلبها وقالت له أنك تتكشف اليوم فى أعين إماء عبيده كما يتكشف أحد السفهاء .
ومنهم من كانت لهم نظرة ايجابية بحته مثلا :
• غلمان شاول ( 1 صم 16 : 18 ) قالوا عنه انه يحسن الضرب وجبار بأس ورجل حرب وفصيح ورجل جميل .
• شاول ( 1 صم 16 : 21 ) أرسل إليه وقال إنه وجد نعمة فى عينيه .
بالرغم من كثرة النظرات السلبية والآراء المحبطة التى واجهها داود إلا إن نظرته لنفسه كانت مختلفة تماما ( نظرة ايجابية مائة فى المائة ) ورأى فى نفسه بطل يغلب جليات ولم يتأثر بمن حوله .
ماذا عنى ؟؟؟؟
يا رب 000
لا تسمح أن أنظر لنفسى اقل قدراً من الآخرين .
ولا تسمح أن أنظر لنفسى اكثر قدراً منهم .
يا رب 000
ساعدنى ألا أنظر لنفسى من خلال قدراتى ولا من خلال ما يقوله الآخرين عنى لأنه مكتوب أن الإنسان ينظر الى العينين اما الله فينظر الى القلب .
هذا الرأى من الآخرين يعنى بقدر كبير احتمال الخطأ فنظرة الآخرين لى أما أن تكون نظرة مثالية ربما من خلال المظهر أو الإمكانيات التى يروها واما أن تكون نظرة سطحية مهينة تحط من مقامى وقدرى .
لذلك ليس المهم كيف أنظر انا داخلى ولا المهم كيف ينظرون هم لى إنما الاهم كيف ينظر الرب لى الذى هو فاحص القلوب ومختبر الكلى .
أتذكر عندما نظرت لى من خلال الصليب ولم تتردد لحظة لتفدينى ، يا ترى ما هى نظرتك لى اليوم هل هى بحزن عما قد أكون قد وصلت إليه من فتور وكسل من خطية ونجاسة .
أم هى نظرة بفرح وأمل ورجاء فى الغد عما سأكون عليه من اثمار ومحبة ونمو متزايد .
الكتاب يقول لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح المحبة والقوة والنصح .
فأنا قد صرت عزيزا فى عينيه مكرما .
أتمنى أن تكون هى تلك النظرة الثانية التى تنظر إلىّ بها لذلك ساعدنى أحيا لمجد اسمك بقلب أمين نقى تنظر إليه مثلما نظرت إلى داود ووجدته حسب قلبك .
نهي سعيد