عايز خلاص زكـا .. عايز فرح زكــا
منقول من كتاب "انه يريدك .. كما أنت"
كان عمره قد جاوز السبعين و كان قبل أن يتقاعد و يحال الى المعاش شعلة نشاط .. و الآن أنطفأت هذه الشعله .. وتأثر الرجل جدا و لم يستطع الخروج من هذا الكابوس فأستسلم و توالت أمراض الشيخوخه و لم تكن له رغبه فى الحياه .. و فى إحدى الليالى و بينما هو فى فراشه و الكل نيام و هو كعادته مستيقظا أبتدأ يفكر فى الأبديه ..رحلته القادمه إلى أين؟!.. و تذكر أن عنده انجيل فى المنزل و لكن أين وضعه ..لا يذكر ..المهم وجده و أبتدأ يقرأ ..لكنه لم يكن يعرف من أن يبدأ مع أنه كان متدينا فى نظر نفسه و الناس و ملتزما فى تأدية واجباته الدينيه .. كانت علاقته بالله تتلخص فى كلمتين: واجبات و مطالب.. فعليه نحو الله واجبات ينبغى أن يقوم بها من خلال ذهابه للكنيسه أيام الآحاد و فى الأعياد و الأصوام و العشور ..الخ و فى المقابل فإنه يطلب من الله طلبات تختص بالصحه و الأحتياجات الضروريه و مفيش مانع الماديه أيضا..علاقة موظف و صاحب عمل!! مصالح متبادله.. و لكنها أبدا لم تكن علاقه شخصيه ..علاقة حب.. علاقة أب بأبناء و شركه فى الروح
المهم هـذا الرجـل أبتدأ يقرأ و هو مطمئن جدا من ناحية استحقاقه لدخول السماء فقد أدى واجباته بما يرضى الهه –من وجهة نظره، و لكن .. هل وجهة نظرنا فى أنفسنا تكفى ؟ الهنا الفاحص القلوب و الكلى هو الذى يعرف كل شىء .. يسوع الذى قداك يعرف و الروح القدس يبكت و يكشف و يعرف .. و فتح الرجل الأنجيل و هو لا يعرف من أن يبدأ .. و لكنه أخذ يقلب الصفحات بدون هدف حتى وصل الى قصة الزانيه التى أرادوا أن يرجموها و أحضروها ليسوع ليجربوه و هنا توقف الرجل و قال فى نفسه: تستاهل! و أكمل القراءه حتى قال لها يسوع: و لا أنا أدينك ، أذهبى و لا تخطئى أيضا! تململ الرجل فى فراشه و قال فى نفسه فعلا يسوع ده قلبه كبير قوى ..لكن برضه المفروض كان يشدها شويه ..اللى عملته ده مش حاجه بسيطه ..أقل حاجه كلمتين فى عظامها.. المهم تشكر ربها أنه غفر لها بس طبعا مش ممكن هتكون بعد رحلتها على الأرض فى نفس المكان اللى هكون فيه فى السما.. أكيد يسوع هياخد باله من الموضوع ده ..!!
و أكمل القراءه و قد زادت نسبة أطمئنانه على نفسه ..فهو ليس زانيا!! ووصل الى زكـا!! ده رجل خاطىء أخذ قلوس الناس و ضحك عليهم ! يا يسوع ازاى تعمل كده ؟! ده راجل ما يستحقش تدخل بيته ..الى أن وصل الى كلام يسوع "الآن قد حصل خلاص لهذا البيت" ..و هنا أعتدل الرجل فى فراشه و أخذ يردد فى نفسه : جاء من أجل الخطاه كلام معقول .. يأكل مع خطاه كلام مقبول .. يدخل بيوت خطاه ماشى .. لكن توزيع الخلاص على الخطاه و بيوتهم بالطريقه دى إزاى؟؟!! المفروض كان زكا يعمل حاجه الأول قبل ما يسوع يعطى الخلاص له و لبيته ..كده يسوع بيساوى زكا بواحد ملتزم زى حالاتى ...إن زكا لم يعمل أى شىء سوى أنه طلع فوق الشجره ليرى يسوع ثم لما طلب يدخل يسوع بيته وافق و رحب و يسوع أعطى الخلاص لزكا و بيته مقابل ماذا؟؟..تساؤلات غامضه لم تجد إجابه واضحه ملأت عقل هذا الرجل و لأول مره فى حياته تكلم مع يسوع .. تكلم مع الهـه ..خرج عن نظام صلواته و تكلم معاه و جلس معاه ..ببساطه ..بدون قيود أو حدود .. و قال له: أنا محتاج لك يا يسوع ، أنا محتار زكا لم تكن له أعمال ، لم يصوم أصوام و لم يقرأ صلوات ، على أى أساس أعطيت زكا مكانا مثلى فى الملكوت؟؟ أفتح قلبى لأفهم كلامك يا الهـى ..أنت قلت من يقبل الى لا أخرجه خارجـا فلا تخرجنى ..لا تتركنى فأنا فى احتياج اليك .. فجاءت اليه الأجابه ببساطه أن زكا فعل شيئا واحدا : نزل من الشجره و فتح باب بيته و باب قلبه ليدخل يسوع.......
نفسى أدخل بيتك يا زكا ... يا ريت يا يسوع
انزل من كبريائك يا زكا ... حاضريا يسوع
افتح باب قلبك يا زكا ... إتفضل يا يسوع
اليوم حصل خلاص لهذا القلب يا زكا ... متشكر يا يسوع
فرحان بوجودى فى قلبك يا زكا؟ ... جدا جدا يا يسوع
يا من لم تفتحوا الباب ليسوع حتى الآن
أرجوكم إنزلوا من الشجره و أفتحوا أبوابكم ..أنزلوا من كبريائكم و إفتحوا قلوبكم و دعوه يدخل حياتكـم فزكا لم يفعل شىء سوى أنه سمع كلام يسوع و صدقه و فرح به ببساطة الأطفال و يسوع قال لن تدخلوا ملكوت السموات إن لم تكونوا مثل الأطفال ..فى بساطتهم .. فى فرحهـم .. فى ايمانهم ..
وهنا لم يستطع الرجل أن يظل فى الفراش ، بل قام من سريره ووقف يردد مع زكـا: اتفضل يا يسوع .. ادخل يا يسوع .. محتاج لوجودك فى قلبى .. محتاج لحضورك فى بيتى .. عايز خلاص زكا .. عايز فرح زكــا
و نزل الرجل من كبريائه و بره الذاتى و فتح الباب فدخل يسوع و لم ينزل الرجل هذه الليله ، و كيف ينام ، هل يستطيع من وقع فى الحب أن ينام ؟ .. أخذ يقلب فى صفحات الكتاب .. لم يكن يريد أن يقرأها بل أن يأكلها ، فقد كانت روحه جائعه جدا .. و هكذا بعد أكثر من سبعون عاما و فى ليله واحده تحولت علاقته بيسوع من علاقة واجب الى علاقة حب... من علاقه روتينيه الى علاقه شخصيه .