رغم خمسة
خسر احد اللاعبين الإنجليز سباق المائة متر, رغم أنه حقق أرقامًا قياسية عالمية سابقة ،وفاز عليه المتسابق الأمريكي بفارق جزء من الثانية. وعندما سؤل عن سبب الخسارة قال المتسابق :
لقد كنت متفوقا جدًا، وبيني وبين المتسابق الثاني مسافة كبيرة،فأنتابني شئ من الغرور،فنظرت بطرف عيني إلي الوراء، وفي هذه اللحظة خسرت السباق.
قارئي العزيز: هناك من نظر إلى الوراء فخسر ليس السباق فقط, بل الحياة وكل شئ أيضاً.
ففي أيام لوط, حذر ملاك الرب لوط وبيته قائلاً:" اهرب لحياتك. لا تنظر إلي ورائك"..لقد أرسل الرب ملاكين لهلاك المكان، فسدوم ستحترق بالنار... هذا أمر قرره الرب نظراً لنجاستها ووثنيتها, لكن علي ما يبدوا أن إمرأة لوط لم تصدق بأن الرب سيهلك المدينة .. ربما قالت في نفسها: إنها مدينة عظيمة وغنية فكيف يهلكها الرب؟ وعدم الإيمان يقود إلي عدم الطاعة."فنظرت من ورائه فصارت عمود ملح.". وربما تفكر معي هل هذا صحيح؟ وهل مدينة كمدينة لندن ستحترق فعلا! إنها عريقة وعظيمة هل سيكون مصيرها كمصير سدوم ؟ وماذا عن ناطحات سحابها ومبانيها، سيارتها وكباريها،و الأنفاق والقطارات التي تجري فيها؟...
عزيزي أنت غال جدا...وعزيز جدا...كلوط وعائلته الذين أرسل لهم الرب لا ملاكا واحداً بل ملاكين، وامسكا بيده، وبيد امرأته، وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه...
إن الدينونة على هذا العالم الشرير- الذي نعيش أسو أ أيام فيه -هي أمرإلهي مقرر, ولا رجعة فيه ..لذلك بكل إشفاق , وبقلب ملئ بالمحبة والحنان نهمس في أذنك ، بما قاله لنا المسيح في الانجيل"اذكروا امراة لوط"(لوقا32:17), و الأمر الهام جداً والذي يريد الرب يسوع أن يلفت نظرنا إليه هو: أن إمرأة لوط هلكت رغم أنها كانت تتمتع بخمسة إمتيازات فريدة, ولكنها لم يستفد بواحد منها فهي:
1- لقد هلكت رغم أن زوجها رجل بار
لقد عاشا معا ليس كصديقين أورفيقين بل زوجين، وهل هناك قرب أكثر من هذا؟ لكن وبكل أسف وأسى نجي أحداهما وهلك الأخر، كذلك كان مع يوسف في السجن اثنان نجي الساقي وهلك الخباز، وخرجت مع نعمي اثنتان عرفة وراعوث، نجت راعوث وهلكت عرفة، وصعدا إلي الهيكل اثنان ليصليا الفريسي والعشارهلك الفريسي وتبرر العشار،وكان لأب ابنان ضل الأكبر ورجع الأصغر، وأخيراً صُلب مع المسيح لصان نجا الواحد وهلك الأخر... القارئ الغالي والعزيز: قد تكون برفقة وصحبة أعظم الخدام, تخدمهم وتعمل لراحتهم وخيرهم, ولكن بدون التوبة الحقيقية, العلاقة السرية القلبية مع الرب فالهلاك الأبدي من نصيبك؟؟
2-وهلكت رغم إنها عاصرت إبراهيم أبو الأبرار
لقد شاهدت إبراهيم - وتحدثت معه- ورغم ذلك لم تستفد منه..وهلكت..
انه امتياز ان ترافق رجال الله العظماء لكن الخطورة انك لا تستفد منهم.. وهل ننسي جيحزي خادم رجل الله أليشع، إنه اقرب الناس للنبي ، ولكن وبكل أسف كان بعيداً عن رجل الله، بل عن الله نفسه, وماذا نقول عن يهوذا الذي كان واحدا من تلاميذ المسيح لكنه خان وباع سيده وتم المكتوب عنه" رجل سلامتي الذي وثقت به, آكل خبزي رفع علي عقبه"(مزمور9:41)
3- وهلكت رغم انها شاهدت الملائكة الأطهار:
لقد دخلا بيتها ضيفان سماويان...وقام لوط بعمل فطير لهما وربما إشتركت معه في عملية عجن الفطير وخبزه, لقد أضافا الملاكين في بيتهما، ورغم ذلك لم تستفد من الملائكة...وهلكت !!
4- هلكت رغم أنها رأت أجرة الخطية ونهاية الأشرار :
لقد حاول أهل سدوم الأشرار أن يسيئا إلي الملاكين ويفعلا بهما الشر والرزيلة, وترجاهم لوط أن لا يفعلوا في ضيوفه هذه القباحة, وأنه على استعداد أن يخرج لهم إبنتيه, إلا أنهم هددوه وحاولوا أن يكسروا الباب, فما كان من الملاكين إلا أن ضربا أهل سدوم بالعمى من صغيرهم إلي كبيرهم – و رأت إمرأة لوط بنفسها المعجزة – ربما فرحت، انبهرت ،واندهشت، لكنها أيضاً هلكت!
5- هلكت رغم أنها خرجت من سدوم ونجت من النار :
خرجت امرأة لوط من سدوم جغرافياً, لكن علي ما يبدو أن اشياء سدوم لم تخرج من قلبها وكيانها لقد أحبت سدوم وأشياء سدوم وتعلقت بها," ونظرت من ورائه فصارت ملح" (تكوين 26:19) ...
هل أدركت لماذا قال المسيح :" اذكروا امرأة لوط"؟(لو32:17)
فياله من درس خطير!!.لقد كان من الممكن أن تخلض لكنها هلكت.
الاخ /صفوت تادرس