العشور والتقدمة
* ماهي العشور ؟
إنها دفع واحد من عشرة من المحصول للرب .ودفع العشر عادة شرقية قديمة استعملتها عدة شعوب قبل العبرانيين إذ كانت تقدم أعشار محاصيلها الزراعية والحيوانية ( تك 14 : 20 مبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك فاعطاه عشرا من كل شيء ) ( تك 28 : 22 ) و هذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله و كل ما تعطيني فاني اعشره لك ) فلم يُؤمر من الله أبائنا ابراهيم و يعقوب ليقدما العشور لأنه امر شائع في كل المسكونة .
ثم ادخل موسي بأمر من الله العشور كفرض علي جميع العبرانيين فكان علي اليهودي أن يقدم في العشور ما هو صالح وكان التعشير يعتبر باطلاً إذا قدم الرجل تعشيراً رديئاً .
* لمن العشور ؟
دائماً يعلمنا الكتاب ان نكون اولاً للرب وهذا يبدأ بتقديم العشورالتي يجب ان تكون اولاً للرب فإذا تأخر الانسان في تقديم العشور فهو يعتبر امام الله حرامي لص سارق قد سلب حق الله إذ يقول الكتاب : " ايسلب الانسان الله فانكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك في العشور و التقدمة (ملا 3 :
لأنه يوصي شعبه قائلاً : " هاتوا جميع العشور الى الخزنة ليكون في بيتي طعام و جربوني بهذا قال رب الجنود ان كنت لا افتح لكم كوى السماوات و افيض عليكم بركة حتى لا توسع (ملا 3 : 10) .
هذه هي وصية الرب لشعبه ويجب علي كل مؤمن بالمسيح تنفيذ كلمات الكتاب ليفتح الرب كوى السموات ويفيض علينا بركة لا توسع .
الله سمح بتقديم العشور ليعلمنا كيف نتقي الرب فالانسان التقي هو الذي يقدس وصايا الرب " تعشيرا تعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة وتاكل امام الرب الهك في المكان الذي يختاره ليحل اسمه فيه عشر حنطتك وخمرك وزيتك وابكار بقرك وغنمك لكي تتعلم ان تتقي الرب الهك كل الايام ( تث 14 : 22 ـ 23 )
تقديم العشور هو للرب أولاً ويمكن ان نقدمه للفقراء ولكن ليس دائماً فكان الشعب قديماً كل ثلاث سنين يقدم عشوره للفقراء " في اخر ثلاث سنين تخرج كل عشر محصولك في تلك السنة و تضعه في ابوابك فياتي اللاوي لانه ليس له قسم ولا نصيب معك و الغريب و اليتيم والارملة الذين في ابوابك و ياكلون و يشبعون لكي يباركك الرب الهك في كل عمل يدك الذي تعمل( تث 14 : 28 ـ 29 )
العشور يجب ان تدخل بيت الرب " كنيستك " لأنها تخص كلمة الرب فقط فعلي الكنيسة ان تستخدم المال المقدم لها في صورة عشور من الشعب عليها ان تستخدمة لأنتشار كلمة الرب فقط " ليكون في بيتي طعاماً " أما باقي المشاريع فهي من تقديمات الشعب .
* ما هي التقدمة ؟
التقدمة ايضاً هي للرب فإن لم تقدم يصير الانسان حرامي لأنه يسلب حق الله " ايسلب الانسان الله فانكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك في العشور و التقدمة (ملا 3 :
التقدمة هي أي شئ يقدم غير العشور إما للرب أو لأي فقير أو محتاج أو لأمتداد كلمة الله عن طريق اعطائها لخدام الكلمة الذين ينتقلون من مكان لمكان أو للرعاة الذين يتنقلون يميناً ويساراً لأنتشار الكلمة ( كلمة الله ) ، وهذا ما سوف نتكلم عنه في نقطة قادمة .
* لمن التقدمة ؟
التقدمة هي لكل انسان يحتاجها سواء كان قريب أو غريب فأوصي الرب ان تقدم التقدمة للاويين الذين يكهنون للرب أى خدام الرب هذا ما أوصى به الرب شعبه قديماً " متى فرغت من تعشير كل عشور محصولك في السنة الثالثة سنة العشور و اعطيت اللاوي والغريب واليتيم والارملة فاكلوا في ابوابك و شبعوا تقول امام الرب الهك قد نزعت المقدس من البيت و ايضا اعطيته للاوي والغريب و اليتيم والارملة حسب كل وصيتك التي اوصيتني بها لم اتجاوز وصاياك ولا نسيتها لم اكل منه في حزني ولا اخذت منه في نجاسة ولا اعطيت منه لاجل ميت بل سمعت لصوت الرب الهي و عملت حسب كل ما اوصيتني " (تث 26 : 12 ـ 14) .
ليس هذا فقط لكن التقدمة يمكن ان تعطي للرب في بيته أي كنيسته للبناء والترميم أما العشور فهي لأنتشار كلمة الله من خلال الكنيسة فهي تقدم للكنيسة كي تدعم الكلمة وخدام الكلمة أما التقدمة فهي إما لشعب الرب من هو محتاج إما للرب من خلال تقديمها للكنيسة في مشروع ما فلا يصح ان تقدم من العشور لأي مشروع بالكنيسة لذلك خصص التقدمة لذلك " وكلم الرب موسى قائلا كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي وهذه هي التقدمة التي تاخذونها منهم ذهب و فضة ونحاس و اسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص و شعر معزى وجلود كباش محمرة و جلود تخس و خشب سنط وزيت للمنارة و اطياب لدهن المسحة و للبخور العطر وحجارة جزع و حجارة ترصيع للرداء و الصدرة فيصنعون لي مقدسا لاسكن في وسطهم (خر 25 : 1 ـ
خادم الرب عندما يقدم له تقدمة عليه تخصيص جزء منه للرب يقدم في خدمته والجزء الاخر هو لنفسه ولبنيه " و ياخذ الكاهن من التقدمة تذكارها و يوقد على المذبح وقود رائحة سرور للرب و الباقي من التقدمة هو لهرون و بنيه قدس اقداس من وقائد الرب (لا 2 : 9 ، 10)
* متى تقدم التقدمة ؟
عندما تحين الفرصة لذلك فمنوح أبو شمشون عندما رأي الرب قدم له تقدمة فالتقدمة ليست لها معاد لكنها يجب ان تقدم عندما يحين الفرصة " فاخذ منوح جدي المعزى والتقدمة و اصعدهما على الصخرة للرب فعمل عملا عجيبا و منوح و امراته ينظران (قض 13 : 19)
* ماذا لو قدمت التقدمة والعشور ؟
الله غير محتاج لأي تقدمة نقدمها لأنه الغني الذي يغني ويعطي بسخاء فإن اعطيناة نحن أو طلب منا فهذا كي يعلمنا كيف نكون اتقياء وامناء لذلك قال يشوع : " حاشا لنا منه ان نتمرد على الرب ونرجع اليوم عن الرب لبناء مذبح للمحرقة اوالتقدمة اوالذبيحة عدا مذبح الرب الهنا الذي هو قدام مسكنه (يش 22 : 29) فلابد من بناء مذبح للتقدمة أي بلغة العهد الجديد ان نقدم دائماً تقدمتنا مثلما دائماً نقدم عشورنا فالمؤمن الذي لا يقدم تقدمة للرب فهو يعتبر سارقاً .
وإن قدمنا له فهو يكرمنا فعندما قدم الشعب للرب تقدمته لبناء بيت الرب وعمل مسكن له إقرأ معي ماذا حدث " منذ ابتدا بجلب التقدمة الى بيت الرب اكلنا و شبعنا و فضل عنا بكثرة لان الرب بارك شعبه و الذي فضل هو هذه الكثرة ( 2أخ 31 : 10) .فإن كنت تريد ان يعطي لك الرب يجب اولاً ان تعطي انت للرب .
الشخص المحب للمال هو الذي لا يقدر ان يقدم للرب فإن قدم فهو يقدم الفتات لذلك قال الرب " لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال (متى 6 : 24) " فمحبة المال تظهر عندما اليد تمسك عن الله وعن عمله وعن خدمته وخدامه " لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان و طعنوا انفسهم باوجاع كثيرة ( 1تيمو 6 : 10)