إدمان المخدرات
يمكن أن أي شخص يصبح جسدياً ونفسياً مدمناً لاي نوع من الأدوية ، إذ تناول منه جرعات عالية مدة طويلة . ونجد مدمني مخدرات من كل نوعيات البشر . وكثير من جذور مشكلة الإدمان يأتي من عدم الشعور بالأمان ، ومن الخوف ،والشعور بالذنب ،والإحباط والإباحية الجنسية ، والسلوك الجنسي غير السليم ، والضغوط العصبية ، وضغط الأصدقاء ،والمنافسة العالية مثلاً في الرياضة . أضف إلى ذلك الفراغ الروحي العظيم الذي أدى إلى انهيار الأخلاقيات ،وانهيار الأسرة ،وزيادة المخدرات المطروحة من كل نوع ولكل سن . والاعتماد على المخدرات مشكلة الإنسان ككل ، فهي مشكلة روحية ، وجسدية ،وعاطفية ،واجتماعية.ويعيش المدمن في عالم خيالي يتسم بالمشاعر المشلولة وردود الفعل الانفعالية والإنكار العقلي والأوهام ،هذه الحالة تسبب العجز لكثيرين .
ويستغرق التحرير من الإدمان ومرحلة التأهيل التابعة له مرحلة طويلة ، يحتاج أثناءها الفرد لبرنامج من التعضيد القوي ، يشمل التعضيد الروحي والعاطفي والعقلي والبدني . ولكي تقدر أن تساعد مدمن المخدرات روحياً يجب أن يكون راغباً في المساعدة ويطلبها بنفسه .. هنا يكون دور المساعد المسيحى أن يشجعه على قبول المسيح رباً ومخلصاً . وتقوده هذه الخطوة لبعد وهدف جديد للحياة يشجعة على الحياة السليمة والتأهيل من جديد . وحتى بعد تسليم الحياة للمسيح ، هناك احتياج للتعامل مع الأسباب المؤدية للإدمان وصغر النفس ، وعدم الأمان والاعتداء الجنسي على الأقارب ، والجنسية المثلية ، والشعور بالذنب ، والحياة اللاأخلاقية .
استراتيجية المساعدة :
لمساعدة المدمن على التحرر من إدمان المخدرات ، تستطيع عمل الآتي :
*مساعدته روحياً ، بتشجيعه على تسليم حياته للمسيح .
بتوصيلة إلى مركز تأهيل مدمنين ، حيث يبدأ رحلة الإقلاع عن الإدمان والشفاء .
*امكث بجانبه حتى تعضده وتشجعه ليفهم بعمق معنى العهد مع المسيح .
1-لا تعظه عن مضار المخدرات أو الإدمان . استعمل فقط الآيات الكتابية عن طبيعة الخطية وأنت تقدم له الإنجيل .
2-كن مترفقاً ، وشجعه بأنك متعاطف معه ، ومستعد للاستماع والمساعدة .
3-اسمع له وأعطه الفرصة الكاملة للتعبير عن مشاعره وافكاره . أكد له حب الله ونعمته الكافية لتسديد كل احتياج في حياته ( تعريف النعمة : محبة الله المجانية لنا ) .
4-يجب أن تواجه السائل بمسؤوليته في الإدمان . في وقت ما اتخذ قراراً واعياً بتعاطي المخدرات ، فهو مسؤول أخلاقياً عن السلوك الذي أدى إلى الإدمان . إذا حاول أن يضع اللوم على الظروف أو أناس آخرين أو المجتمع .. الخ ، ارجع بالمناقشة برفق للمسؤولية الشخصية والأدبية " كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته " (يع 1 :14 ) .
5-في اللحظة المناسبة ، قدم له " خطوات للسلام مع الله " .
6-راجع معه " خطوات المتابعة " . البدء بقراءة الكتاب ودراسته، وتعلم الصلاة ، وبدء شركة بكنيسة تعلم الكتاب المقدس .
7-يجب أن المدمن يترك الناس والظروف المحيطة التي تعيده للمخدرات . يجب أن يتوقف عن استعمال الأدوية التي تؤدى للإدمان أو تغيير التفكير . هذا يعنى عادة دخول مركز تأهيل للمدمنين حيث يتم الإقلاع والتأهيل المبكر تحت المراقبة المناسبة . عادة يحتاج المدمن التائب للمراقبة 24 ساعة يومياً ! .
ملحوظة : بادر بمساعدة المدمن أو عائلته في البحث عن مركز للعلاج ودخولة ،وصارحه برغبتك في ذلك . لا تثق بالمدمن أنه سيقوم بذلك بمفردة. يمكن أن يعدك ولكنه لا ينفذ ما وعد به . في أثناء العلاج وبعده ، يجب على المساعد أن يعضد المدمن بقدر الإمكان ، وأن يزوره بانتظام ،ويشجعه على قراءة ودراسة كلمة الله والصلاة ، وعلى إيجاد مجموعة تعضيد من مدمنين سابقين أصبحوا مؤمنين .
اشتراك الشخص في كنيسة تدرس الكتاب المقدس ، وفي مجموعة متخصصة في علاج المدمنين أو مشير متخصص مسيحي ، أمور أساسية ، لانه يحتاج للتعامل مع المشاكل الشخصية التي أدت إلى إدمانة .
تحذير : لا تعد بالمساعدة في إيجاد علاج ، ولكن عده أنك ستعمل ما في وسعك .
8-صل مع المدمن لينال الشجاعة ، والالتزام ، وقوة الروح القدس أن تنطلق داخله .
كل هذا مطلوب في رحلة العلاج " لأن الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح القوة والمحبة والنصح "
(2تى 1 :7 )
آيات كتابية :
" روح الرب علي ، لانه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلنى لأشفى منكسري القلوب ، لأنادي للمأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر ، وأرسل المنسحقين في الحرية ،وأكرز بسنة الرب المقبولة . ثمطوى السفر وسلمه إلى الخادم وجلس ، وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه . فابتدأ يقول لهم : إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم . وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ، ويقولون : . .. ما هذه الكلمة ؟ لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج " (لو4 :18-21 ،36 ) .
" إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً " (يو8 :36 ) .
" احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا . إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته . ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية ، بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات ، وأعضاءكم آلات بر لله " (رو6 :11-13 ).
" كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته . ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية ، والخطية إذا كملت تنتج موتاً " ( يع 1 :14 ،15) .
" لأن زمان الحياة الذي مضي يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم ، سالكين في الدعارة والشهوات ، وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة " (1بط 4 :3)