هل تتمتع بالعفة ؟!
ما معني العفة ؟
ما مجالات العفة ؟
كيف تتحلى بالعفة ؟
العفة في الحب والزواج.
أتفق علي أن معني العفة هو " ضبط النفس " ( self control ) كما أنها تعني " الاعتدال "
(temperance ) .
والشخص العفيف هو الانسان المعتدل في نشاطاته ، ورغباته ، بحيث لا تطغي ناحية منها علي الاخرى.
كما أن الشخص العفيف هو الذي يترفع عن أرتكاب الدنايا والصغائر التي يأباها الضمير وترفضها مبادئ المجتمعات الراقية .
والانسان العفيف هو الشخص الذي يضبط نفسه في كثير من السلوك والتصرف والكلام .
فاذا أراد الانسان أن يبلغ العفة الحقيقية وبخاصة فيما يتعلق بالجنس، فانه يجب أن يكون علي علاقة قوية بالله، ويعمل دائما علي تنمية قوة ارادته وبذلك يصير سيد رغباته لا عبدا لها.
مظاهر العفة:
في الطعام:
لعلنا هنا نتذكر ما قاله النبي الحكيم سليمان :" ضع سكينا لحنجرتك ان كنت شرها " أي أنه ينصح الانسان أن يضبط نفسه ويقوي ارادته.
في الممتلكات :
أي أن لا يشتهي الانسان شيئا مما لقريبه، كالممتلكات مثلا ، أو محاولة أن يأخذ ما لا يحق له بالغش في الامتحان مثلا اذ بذلك سيخسر العلم والخبرة التي تفيده مستقبلا، بل لتكن لذته في عمل يديه ، وليفرح بعرق جبينه.
العفة في اللذات :
فالانسان أمين علي عطايا الله له، سواء جسمه أو ماله أو وقته ، ومن يسئ أستخدام هذه العطايا ، يكون غير عفيف أمام الله أولا ، ثم أمام الناس ثانيا.
العفة في الجنس:
أي الامتناع الارادي عن ممارسة الجنس في غير أوانه. ومكانه الطبيعي الذي حلله الله هو عش الزوجية. وبكلمات أخرى فان العفة في الجنس هي ضبط النفس وتحويل الانانية التي تطلب أشباعا جسديا الي أنتظار حب لقاء كامل آت مع شخص تهفو اليه النفس ، بعد الزواج.
ويلزم الانسان ، كل أنسان أن يستخدم كل طاقاته وأمكاناته وفكره في بناء نفسه حتي يكون أهلا لذلك الحب الكامل المنتظر في عش الزوجية .
العفة في الحب :
أي أن يصون المحب محبوبته ، ويعلم أن لكل مرحلة مميزاتها وقيمتها ، فيكتفي باشباع العواطف والمشاعر وقت الخطبة ويتطلع الي سعادة الحياة الزوجية حيث يكتمل اللقاء وتتبلور حرية الحب .
العفة في الزواج :
هي عطاء كل من الزوجة والزوج نفسه للآخر بسعادة بحيث لا يسلب أحدهما حق الاخر ، بل في ضبط نفس ناضج يشبع كل طرف شوق الاخر للقاء به .
وكلما كانت أمكانية اللقاء بين الزوجين موجودة ومشبعة في نواح فكرية وعاطفية وروحية ، كانت العلاقة الجنسية معتدلة وناجحة .
كيف السبيل الي تحقيق حياة العفة؟
يقوم المجتمع المحيط بالانسان أحيانا بدور كبير في أنحطاطه وانحلال خلقه ، وذلك أحساسا بعدم الامان أو أحساسا بعدم الكفاية مما يؤثر علي تصرفات الانسان بشكل عام .
كذلك تصور معظم دور الملاهي العلاقة بين الرجل والمرأة ،علي أنها علاقة متعة جسدية ، بالاضافة الي ضحايا النشاط الفكري والرياضي الذي من شأنه تقوية حياة الجماعة والانتماء ، فضلا عن أنه يستنفذ الطاقات الزائدة لدى الشباب ويوجههم الي عمل جماعي خلاق .
هذا كله يضع علي الآباء والامهات والاخوة والاخوات من ناحية ، وعلي رجال الدين من ناحية آخرى ، مسؤلية التربية والتوجيه لحياة العفة وأشباع الفكر والعقل بما يرضي الله .
كما يضع علي الفرد نفسه مسؤلية بناء نفسه روحيا وفكريا وعاطفيا ، فيحيا حياة العفة سلوكا وتصرفا وفكرا أيضا .
ان الله قد أودع في عقل الانسان كل القوى والقدرات الكفيلة بتحقيق السلوك الانساني السليم متي تم توجيهه دينيا، ذلك أن الانسان بطبيعته البشرية يظل دائما نهبا للصراع ، تتصارع داخله متطلبات الروح ورغبات الجسد ، لذلك فانه يحتاج دواما الي أختبار محبة الله وغفرانه ، ويحتاج الي أختبار سريان حياة الايمان فيه، مما يؤهله للأنتصار علي الشهوات الرديئة محققا حياة العفة بلا دنس .