الميراث
مقدّمة
الميراث هو امتلاك للأشياء الثّابتة والمنقولة بصورة فعليّة من دون أي عمل أو جهد, وذلك بفضل نعمة المورّث وعلاقة الحب والقُربى الّتي تربطهما سويّةً ( وفي الحقيقة لا تستطيع أن تعمل شيء لكي ترث الحياة- بصورة عمليّة – لأنّ هذا مشروط بتتميم كامل لكل ناموس الله, الأمر الّذي لم يستطع أن يعمله أي بشر أنظر: لو 10 : 25 ) . لقد كانت الأرض هي موضوع الميراث في العهد القديم ( أع 7 : 5 ) والّذي قد أُعِدَّ منذ تأسيس العالم لشعبه المختار ( مت 25 : 34 ) واُبْتُدِأَ في تفعيله لمّا دعي الرب إبراهيم ليأخُذَ ميراثاً في كنعان ( عب 11 : 8 ) وذلك على أساس الموعد لا النّاموس : بالإيمان والوعد لا بالنّاموس والعهد ( غل 3 : 18 ؛ رو 4 : 14 ) ويطبّق هذا الكلام , في العهد الجديد , عن العالم كلّه ( وليس عن أرض إسرائيل بالذّات ) كموضوع هبة الله لإبراهيم ونسله بالإيمان ( رو 4 : 13 )
الميراث بالعهد الجديد
يختص الميراث في العهد الجديد بملكوت المسيح والله ( أف 5 : 5 ), والمؤمنين أنفسهم هم موضوع هذه الورثة ( 1 بط 5 : 3 ) وهو متعلّق بالحياة الأبديّة ( مت 19 : 29 ) وليس بأرض إسرائيل والّتي سوف يورّثها للودعاء لا للمتسلّحين ( مت 5 : 5 ) .
قانون الوراثة ( غل 4 : 1 – 7 )
أ) أصحاب الحق
الوارثون الحقيقيّون هم نسل إبراهيم والّذين بحسب الوعد ورثة ( غل 3 : 29 ) بكونهم يحبّون الله ( يع 2 : 5 ). ما دام الوارث قاصر ( تحت النّاموس ) فهو والعبد سيّان, لا يستطيع أن يرث فعليّاً, ولكن لمّا جاء المسيح انتهى عهد الوصاية ( النّاموس ) وحصلنا بالفداء والغفران ( أع 26 : 18 ) على التّبنِّي , فتغيّرت نسبتنا للأب وأصبحنا أولاد الله ( رو 8 : 17 ) ومن حقّنا أن نرث الله مع المسيح , وذلك من المستحيل أن يرث إبن لله مع ابن النّاموس – ابن الحره مع ابن الجارية , عهد النّاموس – لذلك يقول : " أُطرد ابن الجارية " ( غل 4 : 30 ) . على المؤمن أن يمر عمليّة تأهيل ليتناسب مع شركة الميراث في القدّيسين ( كو 1 : 12 )
ب) عناصر الورثة:
الخلاص بعمل الرب يسوع المسيح على الصّليب ( عب 1 : 14 ) .
الموعد الّذي أُعطي لإبراهيم قبل النّاموس بكثير ( عب 6 : 17 )
البر حسب الإيمان الصّبر والبركة ( عب 6 : 12 ؛ 12 : 17 ؛ 1 بط 3 : 9 ) لا النّاموس الّذي به لن يتبرّر بشر .
ج) ضمان الميراث:
النّعمة الّتي برّرتنا حسب رجاء الحياة الأبديّة ( تيطس 3 : 7 )
الرّوح القدس – عربون الميراث حتّى الفداء الكامل للمقتنى ( أولئك الّذين تمّ إقتنائهم – شرائهم ) لمح مجده ( أف 1 : 14 ) .
د) صاحب الميراث:
كوننا في المسيح نلنا معه هذا النّصيب – الورثة ( أف 1 : 11 ) .
بيسوع بدوره الوسيط لنوال وعد الميراث الأبدي ( عب 9 : 15 ) .
بكلمة نعمته الّتي تبني وتعطي ميراثاً مع جميع القدّيسين ( أع 20 : 32 )
فيسوع هو الوارث ( لأنّه ورث إسماً أفضل من الملائكة ( عب 1 : 4 ) ) فجعله الله وارثاً لكلّ شيء ( عب 1 : 12 ؛ رؤ 21 : 7 ) وله كل الميراث أيضاً ( مت 21 : 38 ؛ مر 12 : 7 ؛ لو 20 : 14 ) .
مُمَيِّزات الميراث السّماوي ( 1 بط 1 : 4 )
لا يفنى : لا يوجد أي خطر في ضياعه أو فقدانه لأنّه محفوظ في مكان لا ينقب السّارق أو يتلف السّوس .
لا يتدنّس : حيث من المستحيل إستغلاله لغايات أو أمور غير مقدّسة بل هو محفوظ للهدف الّذي من أجله وضعه الرب : مدح مجده .
لا يضمحل : فهو لا يتناقص مع الأيّام ولا يمكن لك أن تزيد عليه .
محفوظ في السّماويّات : وليس موضوعه الأرض ولذلك إكتسب كل هذه الصّفات
غَنِي : مجد الرب في القدّيسين ولا يضاهيه ميراثاً أيّاً كان ( أف 1 : 18 )
مًعد للأبرار فقط ( 1 كو 6 : 9 ؛ غل 5 : 21 ) , ولا يمكن للّحم والدّم أن يرثاهُ بكونه سماوي لا أرضي ( 1 كو 15 : 50