لماذا الالم
كلنا يجوز في ألم وجميعنا مرمره علقم هذا الدهر الكل يبكي وينوح وكثيرون يشكون ويأنون، الضيق يجتاز على الكل.. صغيرا كان ام كبيرا غنيا ام فقيرا عبدا ام حرا مؤمنا ام ملحدا فلا تفرقة ولا محاباة.
لكن هل يوجد جواب عن سبب هذه المعاناة التي يعيشها بنو البشر؟
لنا نحن المؤمنين حكمة من الله لأن افكاره معلنة ومقاصده واضحة بالنسبة لنا. لنا الأيمان الواثق بأنه لا يوجد شيء يحدث في هذا الكون اعتباطا ولا يتحرك اي شيء ألا بسماح من الله او لمقصد في فكره هذا هو الشيء الذي يميزنا عن باقي البشر في هذا الموضوع فنفس الحادئة تحدث لكلينا ونفس العارض يقف امامنا ولكن الفارق هو في اننا نحن المؤمنين نبحث عن سبب مقنع ونسال عن جواب واضح لكل ما يحدث حولنا بخلاف غير المؤمن الذي لا رجاء له المسلم نفسه لأقدار الزمان وعشوائية الوجود. فلماذا الألم؟
السبب الأول : أذا أخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا بل من اجل الذي أخضعها على الرجاء لأن الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله . فأننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا ألى الأن"( رو 8: 20_22)
الموت , المرض, الكوراث الطبيعية.... نشترك بها جميعا مؤمنين كنا ام غير مؤمنين والسبب هو نتيجة السقوط الأول فممثل البشرية ادم سقط وبذلك سقط العالم معه وكل ما يحدث من تشويش وفوضى هو نتيجة هذا التمرد كمرض عضال خطير استشرى في جسد انسان ابتدأ من فايروس صغير ثم بعد ذلك تطور الى ان أصبح داءا اصاب كل الجسم مستفلحا فيه هكذا الخطيئة الأولى بمثابة فايروس خطير سبب هذا العناء للبشر وغير مسار وطريق حياتهم من العيش في شركة مع الله الى العيش تحت سلطة الخطيئة ونتائجها.
السبب الثاني: "لا يقل احد اذا جرب اني أجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا " يع 1 :13 _15
احترام قوانين الطبيعة يعطي الانسان قدرة على العيش بسلامة فلا يوجد انسان عاقل يقف على مبنى عال ويقوم بمحاولة الطيران وذلك لانه يعلم انه سيسقط وينطرح ارضا لوجود قانون الجاذبية الارضية الذي يحكم الموازين.ونحن البشر تحكمنا قوانين روحية زرعها الله في ضمائرنا واعلنها في كلمته.
فالكل يعرف ويفرق ما بين الخطأ والصواب ولكن القليل يقتنع بأن البداية الخاطئة تنتج نهاية خاطئة ايضا الكل يعرف ويفرق مابين الصالح والطالح ولكن القليل يقتنع بان الخطيئة خاطئة جدا .
فالاستهتار بقوانين الله الروحية وعدم احترام حفظها سيؤدي بلا نقاش الى الم وسقوط ومشاكل يجنيها الانسان نتيجة بذراه السيء
السبب الثالث: "الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح" ا بط ا: 6_7
الله يمتحن اولاده كأب يرعى ابناءه ويقوم بتدريبهم وبناء شخصياتهم فقد يسمح الأب لأبنه ان يسير في طريق صعب وضيق وذلك لكي يستطيع الابن في المستقبل ان يتخذ قرارات صائبة ويتقوى عوده ويتدرب على ان يخلص نفسه من المشقات التي ستواجهه هكذا الله كأب محب حكيم يسمح لنا نحن ابناءه ان نجتاز في ضيقات كثيرة لكي يتزكى ايماننا وتتنقى دواخلنا لكي ما نكون مستعدين ان نواجه احلك المصاعب واقساها ونخرج منتصرين .
السبب الرابع: "وأما السماوات والارض الكائنة الان فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" 2 بط 3: 7
"الذين سوف يعطون حسابا للذي هو على استعداد ان يدين الأحياء والاموات " ا بط 4 :5
ونحن على هذه الارض نعرف بأننا نعيش مرحلة انتقالية نجتاز من خلالها الى موضع مسكننا السماوي وموطننا الابدي مرحلة لم يعد فيها الحق حقا ولا العدل عدلا بل اصبحت كل هذه التعابير وكل هذه المبادئ السامية مجرد افكار مثالية بعيدة عن التطبيق العملي ولم يعد سن القوانين وتشريعها يمنع الانسان من خرقها وتجاوزها ولا ان يمنع القوي من ان يطغي على الضعيف او ان يحمي الفقير من قهر الغني او ان يمنع الانسان في تسابقه للسلطة في ان يتعدى حق اخيه الانسان ... فالحرب اكبر مثال لنا على عدم قدرة الانسانم على تطبيق ابسط القوانين بل هي كسر لكل النواميس واكبر اشارة على فقدان الانسان احساسه في ان يمارس انسانيته تجاه الاخرين .
لذلك لنا الثقة بأن الله سيحقق العدل ويرفع الحق عاليا ويدين الارض مع حكامها والساكنين عليها . سيأتي اليوم الذي يحاسب فيه الانسان على كل شيء فعله صالحا كان ام طالحا لذلك يستمر الألم على ارضنا الى وقت الأصلاح الأعظم ويم القضاء النهائي .