لماذا خلق الله ادم ؟
يقول الرب " لمجدي خلقته و جبلته و صنعته (اش 43 : 7) هذا الشعب جبلته لنفسي يحدث بتسبيحي (اش 43 : 21) وقال القديس اغسطينس " لقد خلقتنا يارب لنفسك وقلوبنا لن تجد راحتها الا بين يديك " وهذا يعنى ان الانسان مخلوق لمجد الله.
1- خلق الله الانسان ليعبده
قال البعض ان معنى اسم ادم ( الاديم ) اى من التراب ليذكره على الدوام باحتياجه الى الله وبمركزه فى حضره الله لانه من الله والى الله يشتاق اى انه جبل ليعبد الله .
2ـ خلق الله الانسان ليسود على الارض
فالانسان هو وكيل الله ونائبه على الارض والله اعطاه سلطان على سمك البحر وطير لسماء وكل حيوان يدب على الارض ( تك 1 : 26 ) فالانسان يرعى الحيوانات بحكمته والحيوانات تخدمه وتعينه .
3 ـ خلق الله الانسان ليثمر ويملا الارض
بعد ان خلق الله ادم وحواء طلب منهما ان يثمروا ويكثروا ويملأ الارض ( تك 1 : 28 ) فالنسان مخلوق اجتماعى يميل الى الاخرين يكره الوحده ويحب معاشرة الاخرين وكلما كثر بنى ادم هم يمجدون الله لانه برفع ايديهم هم يسبحون الله ويمجدونه " قال احدهم ان الله عندما يريد ان يصنع فى الارض عملا عظيما ومجيدا يخلق طفلا "
سقوط ادم فى الخطية :
ويروي الأصحاح الثالث قصة سقوط الإنسان بغواية الحية الماكرة التي ألقت الشكوك على صدق الله ، وأثارت كبرياء الإنسان ( 3 : 1 - 5 ) . وهكذا وقعت حواء في حبائل الحية وبعدها سقط آدم ( 3 : 6 و 7 ) ، ومما يلفت النظر أنهما على الفور عرفا أنهما قد وقعا في الخطية ، فحاولا الاختباء من الله ( عد 8 ) قبل أن يطردا من الجنة ( 3 : 22 ) .
وقد شمل عقاب الله لهما :
(1) دوام العداوة بين نسل المرأة والحية .
(2) لعنة التربة ( الارض ) التي يعتمد عليها الإنسان في حياته ( 3 : 17 - 19 ) .
(3) أوجاع الحمل والولادة لحواء . وبعد ذلك ولد آدم قايين وهابيل ( 4 :2 ) .
وكانت نتيجة السقوط الاتى:
1 ـ العار :
جاءت الخطية اليهما بالخجل والخزى والعار وادركا اول كل شيىء انهما عريانين وهذه ما يدركه ويحس به الانسان عندما يقع فى الخطية، وكلمة الخطية دائماً ملاصقة للخزي والعار. " فقال من اعلمك انك عريان هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تاكل منها. ( تك 3 : 11 )
2- الخوف:
عندما سمع آدم وحواء صوت الرب الإله ماشياً في الجنة فزعا وخافا واختبأ من وجه الرب وهذا ما تصنعه الخطية باستمرار " فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات.( تك 3 : 9 ـ 10 )
3- العداوة:
الخطية هي سر كل نزاع وخصام وعداوة في الأرض "لا سلام قال إلهي للأشرار" والخطية جعلت عداوة بين نسل المرأة والحية وأيضاً عندما قال الرب لآدم لماذا أكلت من الشجرة ألقى اللوم على المرأة والمرأة ألقت على الحية وبهذا ضعفت المحبة من قلبهما نحو بعضها البعض. لأن الخطية صنعت العداوة. " و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه ( تك 3 : 15 )
4- الموت:
يقول الكتاب "أجرة الخطية هي موت" وقد مات آدم بالفعل في اللحظة التي سقط فيها إذ انفصل عن الله روحياً بسبب عصيانه بقول الرب وانقطعت الشركة أيضاً. " و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا. و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت " ( تك 2 : 16 ـ 17 )
5 - حياة معذبة:
طُرد آدم وامرأته من الجنة ولعنت الأرض بسببهما فضعفت خصوبة الأرض، وتحول الجزء الأكبر من الأرض إلى يابسة وقفر وكان على آدم أن يتعب ويعرق لكي يأكل خبزاً وكان عقاب حواء بالوجع والتعب تلد ( تك 3 : 16 ـ19 )
علاج الله لسقوط ادم:
لم تنتهى قصة ادم بالطرد من الجنه ولكن سبقت نعمة الله فأعدت خلاص مجاني، إذ صنع الله قمصاناً من جلد وألبس آدم وامرأته ليستر عريهم وبذلك نقول أن الخلاص يأتي من عند الرب دون أن يكون للإنسان دور فيه ولاحظ ان خلاص ادم كان بالدم لانه لابد ان الله قد ذبح حيوان برىء لياخذ جلده ويكسى الانسان . " و صنع الرب الاله لادم و امراته اقمصة من جلد و البسهما. (تك 3 : 21 )
تفسير عبارة " على صورة الله :
أن الإنسان خلق كائناً روحياً مستقلاً له امكانية الشركة مع خالقهالتي نجد الإشارة إليها في اللقاءات عنـد " هبوب ريح النهار " ( 3 : 8 ) . فالإنسان شغل مكانة سامية في خليقة الله حتى قال المرنم متعجباً " من هو الإنسان حتى تذكره … وبمجد وبهاء تكلله . تسلطه على أعمال يديــك. " ( مز 8 : 1 ـ 9 ) . ولكن عصيان آدم شوه هذه العلاقة . ولنلاحظ أن الخطية لم تكن أصلاً في الإنسان بل كانت غريبة عنه قبل السقوط ولكنها بدخولها إلى العالم دمرت كل ماهو صالح ليس في الإنسان فحسب بل في الخليقه وكلمة " الإنسان " في التكوين ( 3 : 22 ) تعنى أن ما حدث قد شمل الجنس البشري كله .