السلوك المسيحي
كيف يستطيــع المسيحي الحقيقي أن يعرف ما يمكن أن يعمله وما لا يجب أن يعمله؟ الغرض من هذا الدرس هو أن نمد الدارس ببعض الـمقايـيس التي يمكن أن تساعده ليقرر هو بنفسه أن كانت مثل هذه الأعمال تليق بالمؤمن أن يفعلها أم لا.
1ـ هل هذا الفعل قد نهى عنة الرب بان لا افعله ؟
إن كان كذلك فعليك أن تتجنبه وان كنت لا تعرف فلا تفعله حتى تتاح لك الفرصــة أن تعرف ما هو رأى الرب فيه فمكتوب: 1فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ2وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَة( أ ف1:5و2) فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ \لْمَسِيحِ(في27:1)
2ـ هل هذا الفعل سيكون فيه أي مجد لله؟
فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ \للهِ (1 اكو 10 : 31 ) نحـن نقرأ هذه العبارة الواضحة ( افعلوا كل شئ لمجد الله) فقبل أي عمل أو فعل هل يمكنك أن تسأل بأمانة هل سيتمجد الرب من خلال هذا العمل ؟.
3ـ هل هذا الفعل من العالم؟
فهو إذن ليس من المسيح :فقد قال المسيح عن تلاميذه انهم ليسوا من العالم كما أنى آنا أيضا لست من هذا العالم ( يو 17 ( لم يكن المسيح من العالم كان في العالم ولكنة لم يكن من العالم, مكتوب : لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي العَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. 16لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. 17وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَد ِ(1يو2 : 15ـ17)
4ـ هل هذا الفعل قد عملة الرب يسوع؟
لأنه ترك لنا مثالا لكي نتبع خطواته) 1بط 21:2 ). 6مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً (1يو6:2(
5ـ هل ترغب أن يجدك الرب تعمل هذا الشيء عندما يعود ثانية ؟
فقد قال أحدهم “لا تفعل شئ ولا تقول شئ أو تذهب إلى مكان يجعلك تخجل أن آتى الرب ووجدك فيه ” 28وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِه (1 يو 2 : 28 ) وهذه الآية تعني أنه أن سلكنا السلوك المسيحي لن نخجل نحن و لن يخجل أيضا الذين ربحنا للمسيح بواسطتهم وأيضا الذين قاموا برعايتنا وعلمونا المكتوب.
6ـ هل تشعر بالراحة وأنت تعمله بينما تتذكر أن الله الروح القدس يسكن فيك؟
أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ 20لأَنَّكُمْ قَدِ اشتريتم بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ (1كو19:6و20)
7ـ ما هو تأثير هذا العمـل على الآخرين ؟
هل شهادة حسنة أم عثرة ؟ ولسيما مع غير المخلصين أم انهم سيقررون انه لا يوجد اختلاف بين المسيحي الحقيقي وغير الحقيقي (2كو 5: 17 ) وهل هذا العمل سيعثر بعض الصغار في الإيمان فقد حذر الرسول بولس بان لا يوضع للأخ مصدمة أو معثرة : حْكُمُوا بِهَذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ. 14إِنِّي عَالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ نَجِساً بِذَاتِهِ إِلاَّ مَنْ يَحْسِبُ شَيْئاً نَجِساً فَلَهُ هُوَ نَجِسٌ. 15فَإِنْ كَانَ أَخُوكَ بِسَبَبِ طَعَامِكَ يُحْزَنُ فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ حَسَبَ \لْمَحَبَّةِ. لاَ تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَلِكَ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِهِ (رو13:14-15) وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ \لصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ. 7وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ. فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ (متي6:18-7)
8ـ هل هذا السلوك يليق بابن لله ؟
فحينما يقوم أمير بعمل غير لائق فانه يجلب الإهانة على اسم أبيه الملك وهكذا المسيحي حينما يسلك طريق غير لائق كما هو مكتوب : 23كُلُّ \لأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ.(1كو23:10) , اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ \لأُمَمِ (رو24:2) لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ \للهِ (كو10:1)
9ـ هل هذا العمل يبنيك روحيا أنت والاخوة أم يهدمك :
كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي (1كو23:10(
10ـ هل هذا الأمر يتسلط عليك ويستعبدك ؟ :
كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ (1كو12:6) ؟.
11ـ هل هناك عدم راحة في داخلك لفعل هذا الآمر؟:
إن كان كذلك فلا تفعله فمكتوب: أَلَكَ إِيمَانٌ؟ فَلْيَكُنْ لَكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ! طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ. 23وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ لأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ (رو22:14-23)
إن موضوع السلوك المسيحي لا يعنى إننا تحت الناموس بل تحت النعمة : فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ \لنِّعْمَةِ (رو14:6)
وهذا لا يعنى أيضا أننا نعمل ما نرغب فيه حسب الطبيعة الساقطة بل بالعكس نحن نريد أن نعمل ما يريده الرب لأنة عمل الكثير لأجلنا فأن كنا لا نشارك في ملذات و ملاهي و فجور العالم فهذا لا لأننا متخلفون أو معقدون كما يتهموننا و لن يؤدي هذا إلي شعورنا بالحرمان ثم العقد كما يزعمون ولكننا لا نعمل هذا لأننا نعلم أن المسـيح مات لأجلنا وكل رغبتنا الآن أن نعيش الحياة آلتي ترضيـه فمكتوب :أَنَّ مَحَبَّةَ \لْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا. 15وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. (2كو14:5و15)
فالله لم يقل إن ابتعدتم عن المسـرات العالمية حينئذ ستصيرون مسيحيون, لكنه قال أنتم الآن مسيحيين فعيشوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها (اف1:4) إنه من الممكن أن ينسى المؤمن مركـزه ويذهب للأشـياء العالمية وفى هـذه الحالة يرد الله نفسه بتأديب المحبة: يرد نفسي يهديني إلي سبل البر من أجل اسمه (مز3:23) و كما يرد الراعي خروفه بأن يضع طوق حول عنـقه فإن نسـى المؤمـن نعمه الله وعاش بما يخـالفها سـيرد إلى الله عن طريق قضاء الله
منقول عن موقع الدكتور زكريا استاوروا