دروس لعبادتنا اليوم ملا 1- 2
1. العبادة أساسها الحب 1: 2- 5
وليس مقابل حب الله لنا كما قال الشعب قديما لله " بم أحببتنا ؟ " ظناً منهم ان عبادتهم وتبعيتهم لله هو المقابل الذي يدفعونه له لحبه لهم، وكأنهم يقولون لله " بكم احببتنا ؟ ، أنت أحببتنا لأننا نحمل اسمك ونعبدك دون سائر الشعوب لذلك نجد إن الله يوضح لهم هذا من خلال قصة يعقوب وعيسو مؤكداً ان حبه لهم فضلا وبدون ثمن وكذلك يجب ان تكون محبتهم له وعبادتهم له بدون مقابل.
2. العبادة هدفها اكرام الله 1: 6- 9
الله يسأل الشعب قديما عن كرامته وهيبته بينهم " الابن يكرم أباه والعبد يكرم سيده فإن كنت أنا اباً فاين كرامتي؟ وإن كنت سيداً فاين هيبتي؟ أيها .... المحتقرون اسمي وتقولون بما احتقرنا اسمك تقدمون خبزا نجساً على مذبحي وتقولون بما نجسناك ....وإن قربتم الأعمى ذبيحة افليس ذلك شرا ؟ وإن قربتم الأعرج والسقيم أفليس ذلك شراً ؟ً
ونحن كم مرة كانت عبادتنا لله محاولة لتقليل كرامة الله وهيبته من خلال عدم التزامنا بمواعيد العبادة اوعدم رغبتنا في التسبيح او إعطاء الله فضلاتنا في كل شيء .
3.العبادة معناها امتلاك الله لي( وليس امتلاكي أنا لله ) 1: 10- 14
ظن الشعب انه بعبادتهم يمتلكون الله وبالتالي فإكرام اسم الله من عدمه امر في يدهم هم فإن اكرموه اُكرم وان لم يكرموه لم يُكرم. بل قادهم هذا الفهم الخاطيء الى التعالي لدرجة انهم اعتبروا الله وعبادته مشقة تقع على كاهلهم " وقلتم ما هذه المشقة ؟ وتأففتم عليه " وللاسف هذا حال الكثيرون اليوم الذين يشعرون إن عبادة الله هي ثقل عليهم ومشقة.
لذلك رد الله عليهم قائلا " لا اقبل تقدمة من يدكم لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الامم وفي كل مكان يقدم لاسمي بخور وتقدمة طاهرة " او كما عبرة كلمات الله بصورة رائعة عن هذه الفكرة في مز50: 10 – 15 قراءة
4.العبادة ثمرها السلوك الحسن 2: 4- 17
فعبادتنا لله لابد ان تُحدث فارق في سلوكنا وهذا السلوك له أوجه كثيرة:
السلوك بالسلام والاستقامة : فعندما يتكلم الله عن المتعبد الأمين يقول " شريعة الحق كانت في فيه وإثم لم يوجد في شفتيه. سلك معي في السلام والاستقامة " ( 2: 6 )
السلوك كشهادة للاخرين: فنجد الله يقول عن لاوى "سلك معي في السلام والاستقامة وأرجع كثيرين عن الاثم " ( 2: 6 ). ولكن يوجه الله كلامه للبعض " اما انتم فحدتم عن الطريق واعثرتم كثيرين بالشريعة " ( 2: 8 )
السلوك في الخير والصلاح : فالله يتوقع منا ان نسلك في الخير والصدق والصلاح والا تصبح عبادتنا مجرد كلام متعب لله " لقد أتعبتم الرب بكلامكم وقلتم بما اتعبناه ؟ بقولكم ان كل من يفعل الشر فهو صالح في عيني الرب " ( 2: 17 )
5.العبادة وسيلتها العطاء 3: 3- 4، 8- 10
يخلط الكثيرون بين العبادة ووسيلة التعبير عنها فيعتقد البعض خطأ ان التسبيح او سماع الكلمة او ترديد بعض الصلوات اوالعطاء هو العبادة هذه قد تحمل عبادة لكنها ليست العبادة ذاتها. فالعبادة هي حالة قلب (ذهن) وهي شعور يصاحب المتعبد في كل مكان وليس فقط داخل دور العبادة. وهي ليست موقف نتخذه في وقت ما وانما اسلوب حياتنا لله.
والعطاء بكل اشكاله في الوقت والجهد والتفكير والمال……...الخ هي الوسيلة التي نعبر بها عن عبادتنا لله. والعبادة التي تخلوا من العطاء عبادة تسلب حق الله والمتعبد الذي لايعطي هو سارق " ايسلب الإنسان الله ؟ فإنكم سلبتموني. فقلتم بما سلبناك ؟ في العشور والتقدمة ……... هاتوا جميع العشور في الخزنة ليكون في بيتي طعام، وجربوني بهذا، قال رب الجنود إن كنت لا افتح كوى السموات وافيض عليكم بركة حتى لا توسع"(3 : 8- 10)