(28) شخصية اهود ابن جيرا
الرب أنهض إهود مخلِّصًا حسب استعداده الشخصي. هو مستعدٌّ لمهمته الهادفة. إن مهمة الله كانت مُوجَّهة إليه شخصيًّا. وبذلك كان عليه أن يتممها لوحده وكان تأثير عمل إيمانه مُعلنًا بصورة حسنة وكل الشعب كان له الفائدة من ذلك.
معنى الاسم
أهود قد تكون اختصار أبيهود أبى مجد أو جلال. أو تعنى متحد. وهو ابن جيرا من سبط بنامين هو ثاني قاضى لإسرائيل وكانت سنوات حكمة 80 سنه وقد أنقذ إسرائيل من يد موآب ( قض 3: 15-30).
اهود رجل أعسر
رجلاً أعسر أي لا يجيد استخدام يده اليمنى.( اى يعمل بشماله ) هو حمل السيف من الجهة اليمنى. هذا ليس بمكان غير مستعمل لكنه بالنسبة له هو الأفضل. هكذا استطاع أن يستخدم سلاحه بأكثر طريقة ناسبته. ومن هذا نتعلم بان الله يقدر ان يخلص بواسطة إنسان إمكانيته ضعيفة (لان قوة الرب في الضعف تكمل)
اهود يقدم هدية لعجلون
هدية او جزية وهذه الهدية بهدف الطاعة والخضوع وعلامة صداقة وود لعجلون ويرى البعض ان هذه الجزية فرضها عليهم عجلون وهذا ما يفعله الشيطان مع الناس يستعبدهم ويطلب منهم الولاء والطاعة وكان عجلون رجل سمين ومعنى اسمه عجل سمين.
اهود يصرف من معه ويبقى وحده مع عجلون
وقد صرف من معه بهدف:ـ 1ـ ليحمى قومه من انتقام عجلون لو اكتشفوا خطته. 2ـ يعد طريق فراره. 3ـ هو لا يستطيع أن ينفذ خطته في وجود كل حراس عجلون فهو اكتسب ثقة عجلون أولاً ثم عاد ليدخلوه وحده.
خطة اهود لقتل عجلون
رجع اهود من عند المنحوتات والمنحوتات هي مقاطع الحجارة التي يأخذوا منها حجارة لأصنامهم وكانت الجلجال مركزاً لهذه الأصنام فحولها اليهود لمكان مقدس. وأهود انصرف مع قومه ثم عاد لعجلون ثانية وأقنعه بأن هناك سراً والملوك يهتمون بالأسرار فصرف جنده بعد أن وثق في أهود وهو غالباً ظن أن أهود سيخون شعبه ويخبر الملك بسر مؤامرة ضده أو كيف يملكه أجزاء أخرى فى إسرائيل لذلك أخرج الكل.
اهود يوهم عجلون بان عنده رسالة من الالهه الوثنية
إلتقى إهود بعجلون على إنفراد في علية برود ( أى غرفة خاصة في أعلى قصره يجلس فيها الملك تحت مظلة ليتبرد من الحر). فقال له عندي كلام الله إليك فظن عجلون أن أهود وهو راجع من عند المنحوتات أن الآلهة الوثنية أرسلت رسالة لعجلون بيد أهود فقام عن الكرسي احتراما للآلهة الوثنية التي أوحت بالرسالة. وغالباً كان عجلون مقيماً في مدينة النخل وأقام له مقراً مع رجاله ليتسلط منه على إسرائيل والمسافة لم تكن كبيرة بين الجلجال (حيث المنحوتات) وبين أريحا (مدينة النخل).
اهود يقتل عجلون
مد اهود يده اليسري واخذ السيف عن فخذه اليمنى وقتل عجلون فدخل القائم وراء النصل(القائم اي مقبض السيف) وطبق النصل ( اى شفرة السيف ) ولم يجذب السيف من بطنه. ثم خرج اهود من الرواق واغلق باب العلية وراءه وهرب.
اهود يجمع إسرائيل للحرب مع مواب
ضرب اهود فى البوق وقال لبنى إسرائيل اتبعوني لان الرب قد دفع أعدائكم الموابيين ليدكم فنزلوا وراءه واخذوا مخاض الأردن وهى عبارة عن مكان فيه ماء قليل يعبره الناس مشاة او ركوب على المواشي واستولى على هذا المكان لكي لا يهرب الموابيين فضربوا منهم فى هذا اليوم عشرة الاف رجل فذل الموابيين وصار بدل من التكبر الى الهوان واستراحت الارض ثمانين سنين اى استراح اهلها من الحرب.
دروس روحية من شخصية اهود
1ـ أن اهود صنع لنفسه سيفًا ذو حدّين. وفي العهد الجديد نرى أن هذا السيف ذو حدّين هو صورة لكلمة الله (عب 12:4). فكلمة الله هي السلاح الذي به يمكن ضرب أي عدوّ كان. لكن علينا أن نعلم كيف نحمله بصورة صحيحة هذا معناه أنه علينا أن نتعرّف على كلمة الله, حتى نستطيع استخدامها. الرب يسوع استخدم هذا ” السيف” ضد إبليس عندما جرّبه في البريّة. هو قابل كل هجوم من المقاوم بـ”مكتوبٌ” (مت 4 :4.7.10).
2ـ “ذو حدّين” معناه أن هذا السيف يقطع من الجانبين. وهذا معناه بالنسبة لنا أننا يجب أن نُطبِّق كلمة الله على أنفسنا أولاً ومن ثم على المقاوم. هذا ما قاله الرسول بولس لتيموثاوس في( 1تي 16:4) “ لاحظ نفسك والتعليم.”
3ـ السيف كان طوله ذراعًا واحدًا. لقد كان مقياسًا قد قيسَ بالضبط ليس بصغير وليس بكبير. لا يجوز لنا أن نضيف لكلمة الله شيئًا ولا أن نحذف منها. نحن نحتاج إلى كل الكلمة ليس فقط فقراتنا المُحبَّبة. لا شيء منها هو غير مهم. كذلك لا يجوز لنا إضافة أفكارنا الشخصية وتقاليدنا إلى الكلمة.
4ـ إهود حمل السيف تحت ثيابه. لا أحد رآه. هذا يُذكّر بالكلمة التي من مزمور 11:119: ” حفظت كلامك في قلبي لكي لا أُخطئ إليك.”. نعم فالكلمة منحت سلوكه قوةً: هو حمله عند حقِّه ( فخذه ) الأيمن.
القس / هانى كرم عطية