مقدمة الرسالة إلى العبرانيين
بيانات أساسية :-
الغرض :-
إظهار كفاية المسيح وسيادته .
الكاتب :-
لأن اسم الكاتب لم يرد صراحة فى نص الرسالة ، فقد اقترح الشراح عدة أسماء مثل بولس ، لوقا ، برنابا ، أبولوس ، سيلا ، فيلبس ، غيرهم .
لمن كتبت الرسالة :-
كتبت للمسيحيين العبرانيين ( اليهود ) ، الذين ربما كانوا يفكرون فى الارتداد إلى اليهود ، ربما بسبب عدم نضجهم ، كنتيجة لما لديهم من نقص فى فهم الحقائق الكتابية . وهم يبدوم كأنهم جيل ثان من المسيحيين ( عب 3:2 ) .
تاريخ الكتابية :-
يرجح أنها كتبت قبل خراب هيكل أورشليم سنة 70 ميلادية حيث أشارت الرسالة إلى الذبائح والاحتفالات ، لكنها لم تذكر شيئاً عن خراب الهيكل .
الخلفية :-
من المرجح أن هؤلاء المسيحيين ، كانوا من أصل يهودى ، كان يقع عليهم اضطهاد عنيف ، سواء من الناحية الاجتماعية أو الجسدية ، من كل من اليهود والرومان معاً . كما أن المسيح لم يعد ثانية لتأسيس مملكته . لذلك احتاج الناس إلى إعادة التأكيد على أن المسيحية صادقة وأن يسوع هو المسيح بالحقيقة .
الآية الرئيسية :-
" الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهرياً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى " ( 3:1 ) .
الشخصيات الرئيسية :
رجال ونساء الإيمان فى العهد القديم ( عب 11 )
مجمل الرسالة
أ. سيادة المسيح ( عب 1 : 1 – 10 : 18 )
لقد بين الكاتب بكل وضوح أن سيادة المسيح فوق كل الآخرين وفوق كل أمر وفوق كل سيادة . ومن ثم فالعقيدة المسيحية أعظم العقائد على الإطلاق ولا يدانيها شئ .
1- المسيح أعظم من الملائكة .
2- المسيح أعظم من موسى .
3- كهنوت المسيح أعظم من كهنوت العهد القديم .
4- العهد الجديد أعظم من العهد القديم .
ب. سيادة الإيمان وتفوقه ( عب 19:10 – 25:13 )
كان المسيحيون ، من أصل يهودى فى القرن الأول يواجهون تجربة الارتداد إلى اليهودية . بسبب الشك والاضطهاد . وكذلك يواجه المؤمنون اليوم تجربة الارتداد إلى حرفية الشريعة ، وإلى إتمام أقل متطلبات دينية ممكنة ، وذلك عوض أن يتقدمون فى الإيمان الحقيقى القويم . فيجب علينا إذاً ، أن نجاهد كى نحيا بالإيمان كل يوم .
ملخص الرسالة :
تمثل طقوس وذبائح الديانة اليهودية ، ظاهرياً مواعيد الله ( العهود ) . وإن الناموس والأنبياء أعلنوا بالكلمة مواعيد الله . وكلا من الشكلين ، يحدد الطريق إلى الغفران والخلاص . لكن عندما جاء المسيح تمم الناموس والأنبياء وقهر الخطية والشيطان ، ونقض كل الحواجز إلى الله . وقدم مجاناً ، حياة أبدية من خلال عهد فائق جديد أقامه بدمه هو .
كان من الصعب على اليهود الأتقياء قبول هذه الرسالة الجديدة . وبرغم شوقهم للمسيح لعدة قرون كانوا منحصرين فى التفكير والعبادة فى صورها التقليدية . وكانت تبعية يسوع تبدو للبعض تنكراً لميراثهم ، وإنكاراً للأسفار المقدسة وقد استمع الكثيرون من اليهود للإنجيل ، لكن بعضهم رفضه ككل ، وسعوا للتخلص من هذه الهرطقة . أما غيرهم ممن قبلوا يسوع على أنه المسيح وجدوا أنفسهم أحياناً أمام إغراء الرجوع إلى القديم والمألوف .
إن الرسالة إلى العبرانيين وثيقة ممتازة كتبت لتبين تفرد وسيادة وتفرق العهد الجديد . إن الرسالة الرئيسية التى يحملها هذا السفر هى امتياز المسيحية على اليهودية لأن المسيح هو الأسمى منزلة ، وفيه وحده الكفاية التامة للخلاص .
ولعل العبرانيين ، الذين كتبت لأجلهم هذه الرسالة ، كانوا ، بسبب الشكوك والاضطهاد الشرس ، مضطربى الإيمان ويفكرون فى العودة إلى اليهودية . ومن ثم يوضح الكاتب بكل جلاء أن ترك يسوع المسيح معناه التنازل عن خلاص الله .
تبدأ الرسالة إلى العبرانيين بالتأكيد على أن الديانتين القديمة ( اليهودية ) والحديثة ( المسيحية ) كلتيهما أعلنهما الله ( عب 1:1-3 ) . فى القسم التعليمى العقيدى الذى يلى ذلك ( عب 4:1 – 23:10 ) يوضح أن يسوع أسمى من الملائكة ( 4:1 – 18:2 ) ومن موسى ( 1:3-9 ) وأن الرب يسوع يقدم راحة أفضل ( 1:4-13 ) وأن كهنوت يسوع المسيح أسمى من كهنوت العهد القديم ( 4:4 – 28:7 ) والمسيحية أسمى من اليهودية لأن المسيحية عهداً أفضل ( 1:8-13 ) وبيتاً أفضل ( 1:9-10 ) وذبيحة للخطايا أشمل وأوفى ( 1:9 – 18:10 ) .
وبعد التأكيد على سمو المسيحية يتجه الكاتب إلى المضامين العملية لإتباع المسيح والإيمان به . إن قارئ هذه الرسالة مدعو إلى التمسك بإيمانه الجديد ، وإلى تشجيع الآخرين ، بسبب توقع مجىء المسيح والاشتياق إليه ( 23:10-25 ) .
كما يحذر الكاتب المؤمنين من عواقب رفض ذبيحة المسيح عنهم ( 26:10-31 ) . ويذكرهم بمكافأة الأمانة ( 32:10-39 ) .
بعد ذلك يشرح الكاتب معنى أن يحيا الإنسان بالإيمان ، موضحاً ذلك بأمثلة من أبطال الإيمان فى تاريخ إسرائيل ( 1:11-40 ) ويحثنا الكاتب على أن نقتدى فى حياتنا بالمسيح يسوع . وأن نقبل تأديب الله لنا ( 1:12-17 ) .
ويختم الكاتب هذا القسم بمقارنة بين العهدين القديم والجديد ( 18:12-29 ) .
ثم يختم الكاتب رسالته بنصائح أدبية ( 1:13-17 ) وبطلب الصلاة من أجله ومن معه ( 18:13،19 ) ثم بالبركة ( 20:13،21 ) وأخيراً بالتحيات ( 22:13-25 ) .
إن يسوع المسيح هو الإعلان الكامل لله ، والذبيحة الختامية الكاملة عن الخطايا والسبيل الوحيد للخلاص . اقرأ الرسالة إلى العبرانيين بتمعن ، ثم سلم حياتك بالكامل للمسيح .