كلية اللاهوت بين مؤيد ومعارض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجهل الكثير من الناس الكثير عن كلية اللاهوت بل أيضاً لم تسلم من هجوم بعض الوعاظ من على المنابر , وذلك لعدة أسباب : إما بسبب عدم المعرفة الكافية بما تقدمه هذه الكليات من علم وثقافة وفكر , أوبسبب عدم إيمانهم أساساً بوجود كليات اللاهوت , أوبسبب الإنطباعات السليبة التى تركت فيهم نتيجة لمواقف معينة قد يلاحظونها على بعض القسوس مما جعلهم يصدرون حكماً قاسياً على كل القسوس بصفة عامة متناسيين أن لكل قاعدة إستثنائاتها ,لكنى أحب أن أذكر أحبائى وخاصة الخدام أن الأمانة فى هذه الأيام الأخيرة هى أمانة فردية , فهذا ليس مسؤولية مجمع أو كلية لاهوت مع أن هذا له دور كبير جداً فى تشكيل الخادم , لكن لكل فردشخصيته المستقلة المختلفة عن غيره والتى تتحكم فيها وتشكلها عوامل كثيرة كظروف تربيته والبيئة التى نشأ فيها ومستواه التعليمى والثقافى وفوق كل هذا روحانيته ومدى قربه من الرب ومسحة الروح القدس عليه وعلى خدمته . ولاننسى أيضاً الدور الكبير الذى تقوم به كلية اللاهوت بعد ذلك فى إعداد الخادم وتنميته فى جوانب كثيرة حيث تتاح له الفرصة للدراسة والأضطلاع .
وأيضاً كلية اللاهوت ليست فكرة حديثة النشأة لكنها موجودة منذ القدم منذ أيام صموئيل النبى حيث كان يطلق عليهم بنو الأنبياء , وأيضاً فى أيام أليشع النبى (2مل4 : 38 ) حيث نقرأعنه باعتباره نبياً من الله ومعلماً وراعياً وأن له مدرسة من الأنبياء وكان هؤلاء الأنبياء جلوساً أمامه يتعلمون منه , هذا بالإضافة إلى الكثير من المدارس التى أسسها كما نقرأ فى (2مل 2 : 3 ) عن بنو الأنبياء الذين فى بيت إيل ، وأيضاً فى (2مل 2 : 5 ) عن بنو الأنبياء الذين فى أريحا ، وأيضاً فى (2مل 6 : 1 ) عن بنو الأنبياء الذين قالوا لأليشع أن المكان ضيق عليهم . وهكذا كانت توجد الكثير من المدارس عبر العصور والأزمنة ، فقد تعلم بولس أيضاً فى مدرسة غمالائيل التى كانت تعلم الناموس والشريعة . هذا بالإضافة إلى الكثير من العظماء الذين نقرأعنهم وقد تخرجوا من كليات اللاهوت أمثال كلفن وجون ويسلى وغيرهم من الأبطال الذين قد استخدمهم الرب فى وسط كنيسته ، وحالياًأيضاً يوجد الكثير من المفكرين والعظماء والخدام الأمناء الذين يستخدمهم الله فى وسطنا لإرشادنا وتعليمنا سواء من خلال كتاباتهم أومن خلال عظاتهم وتعليمهم .إذن فكلية اللاهوت لا غنى عنها لأنها مسرحاً لتشكيل الخادم فكرياً وروحياً واجتماعياً حتى يستطيع أن يتمم خدمته ودعوته بل أن يكون قادراً على مواجهة العالم الحاضر الشرير الذى يتحدى خدمته فى ظل التطور العلمى والتكنولوجى وأيضاً حتى يكون كفواً بأن يرعى رعية الله التى يقيمه فيها الروح القدس قساً وخادماً .
لذلك يجب علينا أن نعرف ونفهم جيداً الصفات التى يجب توافرها فى الخادم أو الراعى أو الشخص الذى يقبل على كلية اللاهوت وهى كالتالى :
ـ أن يكون مدعواً من الله ومؤيداً بالروح القدس ( أع 20 : 28 )
ـ ان يكون له قلب الراعى وذلك بالمقارنة بالأجير ( يو 10 : 11، 12 )
ـ علاقته بشعبه علاقة خادم بمخدوميه وليست علاقة رئيس بمرؤوسيه ( مت 20 : 26 ـ 28 )
ـ أن يكون واسع الأفق وممتلئ من المعرفة والحكمة والفهم
ـ أن يعرف جيداً كيف يطعم شعبه (أى عنده رسالة حية مغيرة ) وذلك بالمقارنة مع الرعاة البلداء فى (أر 10 : 21 )
ـ أن يكون قائداً ماهراً ومؤثراً وله رؤية واضحة فيعرف أن يقود شعب الرب جيداً كموسى ويشوع كأمثلة قيادية .
ـ أن يكون رجل صلاة ( رو 1 : 9 ، مت 14 : 23 )
وبذلك يكون الخادم مؤهلاً ومستعداً لكل عمل صالح متمثلاً بسيده عاملاً فى كرمه .
القس/ صموئيل عطا